"السايبورج" مفهوم جديد طرحته التكنولوجيا، والذى يعنى إدخال الآلة في كيان واحد مع الكائن الحى، ليكون نصف طبيعى وآخر روبوتى، ويصبح جزءا مبرمجا في الكائن الحى لا ينفصل عنه، وقد أحدث هذا المفهوم طفرة حقيقية في التقدم التكنولوجى الخاص بالكائنات الحية، بجانب تقنية التعديل الجينى التي غيرت جينات الكئانات الحية، وأضافت لها الكثير ضد العوامل المؤثرة عليها خاصة المتعلقة بالأمراض.
وهنا نرصد أبرز وأحدث التقنيات التي تم تطبيقها على الحشرات والحيوانات وقد تكون في طريقها للبشر يوما ما، حتى إن أول "سايبورج" من البشر أعلن عن نفسه هذا العام وينتظر عملية أخرى لتجعله آليا بشكل أكبر ونموذج حقيقى لأول بشرى نصفه آلى.
صرصار سايبورج
صراصير سايبورج تنقل الأشياء داخل غرفتك
انشأ باحثون يابانيون أسراب من الصراصير السايبورج، حيث عدل فريق من جامعة تسوكوبا صراصير مدغشقر باستخدام غرسات إلكترونية تنقل الحشرات عبر الجدران وعبر الأرضيات، وهي أماكن يصعب على الروبوتات الوصول إليها، وتمكنها كذلك من حمل الأشياء والرسم على الورق.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، تم تثبيت الصراصير التي يطلق عليها "Calmbots" بأقطاب كهربائية وهوائي شريحة وبطارية وبكسل مثبت على ظهرها يمكن استخدامه كشاشة عرض، كما تم اختيار الصرصور خصيصًا لقدراته على التعبئة والصيانة الذاتية والقدرة على الاختباء، حيث يقول الباحثون: "في المستقبل، سيظهرون من العدم دون أن ندرك ذلك، ويقوموا بمهامهم ثم يختبئون".
كما تم تعديل الصراصير بمكونات الكمبيوتر من خلال الزرع، وكذلك لصق بعضها على السطح الخارجي للحشرة، حيث اختبر الفريق القدرة على التحكم في الصرصور، بمجرد أن أصبح سايبورج، عبر الجدران والسجاد والأرضيات باستخدام الكابلات.
صراصير سايبورج
أول قنديل بحر "سايبورج" لديه قدرات خارقة فى السباحة
أعطى العلماء قنديل البحر قوة خارقة فى السباحة من خلال إلحاق طرف اصطناعي إلكتروني صغير يساعد المخلوقات على السباحة أسرع بثلاث مرات من نظيراتها غير المعدلة، وذلك عن طريق إرسال الهزات الكهربائية من خلال الجسم، فبإضافة جهاز يبلغ قطره حوالي سنتيمترين ومربوطًا بالجسم بعارضة خشبية صغيرة طور العلماء أول قنديل بحر "سايبورج".
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، يخطط الباحثون المشاركون في المشروع لتزويد قناديل البحر بأجهزة استشعار، حتى يتمكنوا من استكشاف وجمع المعلومات حول المحيط أيضا بجانب القدرات الخارقة الخاصة بالحركة.
وتستخدم قناديل البحر حركة النبض، التي تحركهم حوالي سنتيمترين في الثانية، ومد الفريق البحثى ذلك بنبض كهربائى لدفع الكائنات بشكل أسرع عبر الماء، وبالتالى زاد نبضها، ما أدى إلى زيادة مقابلة في سرعة السباحة إلى حوالي 4-6 سنتيمترات في الثانية.
سايبورج قنديل البحر
جراد يتمكن من الكشف عن القنابل
عمل فريق بحثى، بتمويل من البحرية الأمريكية، على مشروع خاص بزرع أقطاب كهربائية في دماغ الحشرات، ما أتاح للباحثين تحليل النشاط العصبي عندما تواجه بعض المواد الكيميائية مثل نترات الأمونيوم، وهي مادة شائعة الاستخدام في صنع القنابل، وحصل المهندسون من جامعة واشنطن في سانت لويس، على منحة بقيمة 750،000 دولار لاستخدام نظام الجراد شديد الحساسية كأساس لإنشاء أنف هجين حيوي "سايبورج" تركز على هذا الأمر وتتمكن من اكتشاف القنابل.
تضمن الإجراء إجراء شق صغير في رؤوس الجراد، ما سمح للحشرات بمواصلة تحريك أجزاء فمها وهوائياتها بحرية بعد ذلك، وقد أضاف العلماء حوالي 50000 خلية عصبية شمية إلى هوائياتهم الصغيرة، ما منحها القدرة على استشعار المواد في مجموعة واسعة.
وصمم الباحثون أيضًا الجراد بعجلات صغيرة، بحيث يمكن للمشغل البشري التحكم في تحركاتهم، حيث تمكن الجراد في النهاية من الكشف عن 5 أنواع من المتفجرات في وقت قياسى.
التعديل الوراثى مصير البعوض الناقل للأمراض
وافق المنظمون في ولاية فلوريدا على خطة لإطلاق البعوض بعد التعديل جينيا، الذي صممته شركة التكنولوجيا الحيوية البريطانية Oxitec، لتمرير بروتين معين عندما يتزاوج، مما يقلل من فرص بقاء ذرية الإناث، وبذلك ينخفض إجمالي عدد البعوض في المنطقة إلى جانب الانخفاض في معدلات انتقال الأمراض التي تنتقل عبر لدغات البعوض.
ويصنف البعوض المعدل جينيا على أنه من فصيلة الزاعجة المصرية أو بعوضة الحمى الصفراء وجميعهم من الذكور، وتؤكد الشركة أنه نظرًا لأن البعوض الإناث فقط هو الذي يستطيع العض، فلا يوجد خطر على البشر لإطلاقه.
ونشرت الشركة حوالى 750 مليون بعوضة معدلة وراثيا، وذلك للمساعدة في تقليل انتشار المرض الذى تحمله البعوض مثل حمى الضنك وفيروس زيكا، ولكن زعمت بعض مجموعات الدفاع عن البيئة أن وكالة حماية البيئة لم تبحث بشكل كافٍ عن العواقب المحتملة لإطلاق البعوض المعدل وراثيًا في البرية.
سايبورج بشرى
قصة أول سايبورج من البشر
إذا كنت تتساءل مندهشا بعد ما قرأته عما يحدث من تجارب للحشرات والحيوانات، هل سيأتى دور البشر؟ فعليك أن تتأكد أنه آت لا محالة ولكن متى سيكون ذلك أمر طبيعى منتشر، هذا ما لا يحدد له موعدا إلا أن أول سايبورج من البشر أعلن عن نفسه، حيث تمكن عالم روبوتات مصاب بمرض العصبون الحركي من التحول إلى أول رجل نصف آلي "سايبورج" في العالم، بعد الانتهاء من العملية الأخيرة، وهى استبدال الحنجرة.
وقال العالم البريطاني بيتر سكوت مورجان، المصاب بنفس مرض العالم ستيفن هوكينج، حيث يضرب الشلل العضلات المسؤولة عن تحريك الأطراف والبلع والنطق وحتى التنفس تدريجياً، إنه نجح في أن يصبح أول رجل نصف آلي في العالم، مطلقاً على نفسه لقب "بيتر 2.0."
كما أنه بعد خروجه من قسم العناية المركزة واستكمال الإجراءات الطبية التي تلت آخر عملية جراحية خضع لها، أضاف بمرح أنه سينتظر التحديثات المقبلة لشركة مايكروسوفت.
رفض مورجان البالغ من العمر 61 عاماً، الاستسلام لمصيره بعد تشخيص إصابته بمرض العصبون الحركي عام 2017، قائلاً إنه يسعى إلى الدفع نحو الاستعانة بالتطور العلمي الذي يشهده هذا العصر.
وأشار إلى أنه يستعد لاستكمال الإجراء الطبي النهائي لانتقاله إلى رجل مدمج بين الإنسان والآلة بالكامل "سايبورج"، مضيفاً أنه يمتلك خبرة كبيرة سيستخدمها للعمل مع خبراء التكنولوجيا المتطورة.