حذر رئيس الحكومة المركزية بجزر الكناري، أنخيل فيكتور توريس، من وجود "صدع" في المجتمع وفي البرلمان وفي السلطة التنفيذية بسبب توافد المهاجرين إليها من جميع أنحاء أوروبا، وحذر "لن تصبح الجزيرة سجنا لمهاجري أوروبا".
وأكد توريس أن من بين 21 ألف مهاجر وصلوا العام الماضى، مازال هناك 11 ألف على الجزر، كما أن عمليات إعادة المهاجرين إلى وطنهم كانت نادرة بسبب إغلاق المجال الجوى بسبب الوباء، لذا يتعين علينا القيام بذلك فى الوقت الحالى".
وأصر رئيس الحكومة بجزر الكنارى على أنه من المستحيل أن تكون الجزر جدار أوروبا للهجرة، ووافق جميع المتحدثين البرلمانيين الذين سألوا توريس عن أزمة الهجرة أمس الثلاثاء على لوم السلطة التنفيذية الإسبانية على سياستها فيما يتعلق بجزر الكناري، وفقا لصحيفة "لا تريبونا" الإسبانية.
وأكد أن موجة الهجرة تعد أكثر خطورة من تلك التى حدثت فى عام 2006، لأن الوباء يعقد كل شئ ، ولا سيما إعادة المهاجرين الى الوطن، لذا فإن الاتصالات الدبلوماسية لحكومة إسبانيا ضرورية لتفعيل تلك الاستجابة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ارتفع عدد المهاجرين الذين يقومون برحلات بواسطة القوارب من شمال وغرب إفريقيا إلى أرخبيل المحيط الأطلسى بشكل كبير هذا العام، فى محاولة لإيجاد حياة افضل فى أوروبا عبر الرحلات لا تخلو من الخطورة.
وعلى الرغم من أن الرحلة عبر المحيط الأطلسي تشكل خطراً كبيراً على الحياة، غير أن عدد المهاجرين الأفارقة في جزر الكناري يتزايد بشكل كبير، وبات البعض يخاطرون بحياتهم في رحلة الهجرة نتيجة لأزمة كورونا أيضاً. إذ يعاني المهاجرون الأمرين سواء في مخيم موريا المنكوب أو قبالة إيطاليا أو على النهر الحدودي بين تركيا واليونان.
ولكن على بعد حوالي 4 آلاف كيلومتر من مخيم موريا للاجئين المحترق في جزيرة ليسبوس اليونانية، هناك أزمة جديدة في المحيط الأطلسي.
ومنذ بداية العام، وصل حوالي 14 ألف مهاجر إلى جزر الكناري التابعة لإسبانيا قبالة الساحل الغربي لأفريقيا. وبحسب وزارة الداخلية الإسبانية، فقد تضاعف العدد 7 أضعاف عن الفترة نفسها من العام الماضي. وقد حذر نائب رئيس وزراء جزر الكناري، رومان رودريغيز مؤخراً، من أن الأرخبيل يجب ألا يصبح لامبيدوزا في إسبانيا.
وتعد جزر الكناري التي يبلغ عدد سكانها 2.15 مليون نسمة أكبر بكثير من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، حيث يعيش 4500 شخص فقط. إلا أن عدد المهاجرين الواصلين يكاد يكون مماثلاً لعدد السكان. إذ وصل أكثر من 2200 شخص بين يومي السبت وحتى صباح الاثنين فقط. ومنذ يناير، وصل حوالي 16 ألف شخص إلى جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا على متن قوارب.
ومن جهة أخرى، يعتبر العبور من إفريقيا إلى جزر الكناري من أخطر الطرق على الإطلاق، وتنطلق القوارب، التي يعمل أغلبها بمحرك خارجي، بصورة أساسية من المغرب وموريتانيا، كما تنطلق أيضاً من السنغال في غرب إفريقيا، على بعد نحو 1500 كيلومتر جنوباً. ووفقاً لتقارير من منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة (IOM)، لقي ما لا يقل عن 414 شخصاً حتفهم هذا العام، أي ضعف عدد الضحايا في العام السابق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة