نقرأ معا كتاب "المسلمون فى أستراليا: التاريخ وسياسات التعدّدية الثقافية" الصادر عن مركز المسبار، والذى يدرس الجذور التاريخية لنهج التعددية فى أستراليا، وهجرة المسلمين إلى أستراليا وتاريخ التجارب الاجتماعية المعاصرة، والنقاش حول الحجاب فى أستراليا، وغيره من الموضوعات التي تتناول حال المسلمين والنظر إلى الإسلام في أستراليا.
ويقول الكتاب، تعد أستراليا من أكثر الدول تنوّعاً ثقافياً ولغوياً ودينياً، مما دفعها إلى اتباع سياسات مختلفة لإرساء القواعد القانونية للاندماج والاستيعاب، إلى أن انتقلت إلى التعددية الثقافية.
وإذا كانت أستراليا تفخراليوم بتعدّدها العرقى والتزامها بسياسة متعدّدة الثقافات تعترف بتنوع المصالح الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، فإن الأمر لم يكن كذلك دائماً. فقد ظلّ سجلّ أستراليا تمييزياً حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة. ولم تدرك أستراليا أن عليها تغيير نهجها إلا بعد التغيّرات، التى طرأت على أنماط الهجرة منذ خمسينيات القرن العشرين فما بعد، وقد دفعها ذلك إلى اعتماد سياسات أكثر إدماجية أولاً، ثم متعدّدة الثقافات ثانياً".
وقد شهدت أستراليا أول هجرة للمسلمين واستقرارهم فيها قبل وقت طويل من إنشاء الاتحاد الأسترالى سنة 1901، ويعود وجود المسلمين هناك إلى القرن السادس عشر. ارتفعت إبان الحرب العالمية الثانية وتيرة الهجرة ارتفاعاً ملحوظاً، وشكل المهاجرون من أصول تركية فى البداية أكبر الفئات المهاجرة.