100 مجموعة قصصية.. "أوتار الماء" رائعة أدبية من قلب الظواهر العلمية

الجمعة، 27 نوفمبر 2020 01:00 ص
100 مجموعة قصصية.. "أوتار الماء" رائعة أدبية من قلب الظواهر العلمية غلاف المجموعة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واحدة من أبرز وأهم أعمال الكاتب الكبير محمد المخزنجى، مجموعته القصصية "أوتار الماء" الصادرة لأول مرة عام 2002، وفازت بجائزة ساويرس الثقافة فئة أفضل مجموعة قصصية عام 2004، لكبار الأدباء.
 
تتألف المجموعة من 114 صفحة من القطع المتوسط، وتضم عشر قصص، منها " رنين، طريق القناص، شرفة العطور، ذلك الوميض، هرم داكن توشيه الثلوج، تلك الحياة الفاتنة، قارب صغير يتسع لأثنين"، يتصدرها مفتتح بعنوان "رنين"، يتمثل فى فقرة من "كتاب العلم" لروبين كيرود ترجمها المخزنجى بتصرف، وتعتبر "أوتار الماء" المجموعة القصصية السابعة للمخزنجى بعد "الآتي" و"رشق السكين"، و"الموت يضحك" و"سفر" و"البستان" و"غرق سفينة الحوت".
 
أوتار الماء
أوتار الماء
 
وتمتاز المجموعة الجديدة بتوظيف جديد لمزج الآفاق العلمية بالسرد القصصى، علماً أن المخزنجى هو، أساسا، طبيب نفسى ويعد أحد أبرز كتاب القصة القصيرة بين الأجيال التى تلت جيل الستينات فى مصر، وللمخزنجى إسهامات عدة فى أدب الرحلات وأدب الأطفال فضلاً عن أن له كتاباً علمياً فى عنوان "الطب البديل".
 
معرفة الراوى وخبراته العلمية والسيكولوجية إلى ظواهر إبداعية تقاوم انتظام هذه الخبرات فى نسق واحد، ومن جو قصة "تلك الحياة الفاتنة" أولى قصص المجموعة الجديدة: "كان هذيانك فى بدء صحوك طيباً مثلك، وتيقنت أن لى فى داخلك الكثير، قبلتُك وعابثت هذيانك ووجدتك كما فى تمام صحوتك نقية من كل ابتذال، وكان هذا يروقذ لى، ان أكون أنا الحوشى وأنت صفاء الندى".
 
تتمحور هذه المجموعة، حول الغرائب التى جمعها محمد المخزنجى فى جولاته البعيدة،‏ خاصة فى أقصى المشرق وأحالها إلى لحظات إبداعية خارقة لا تكاد تخلو واحده منها مما يدهش ويتجاوز حدود العقل ويقف بالراوى على حافه الجنون‏.‏ 
 
ولأنه راو أليف ووديع فهو دائما يحدث نفسه أو يحدثك كمخاطب فى تخاطر موصول‏،‏ والقصة التى أعطت المجموعة عنوانها‏‏ "أوتار الماء"‏ تستحق أن نتريث عندها لأنها دفعت الكاتب إلى اختيار فقرة من أحد الكتب العلمية وتصدير المجموعة بها تدور حول اثر الرنين‏‏ الذى ينبعث من أصوات بعض مغنيات الأوبرا "‏السوبرانو‏"‏ بالغة النقاء والقوة ممن يستطعن بأصواتهن تهشيم كؤوس البلور بفعل الرنين وهو محاوله المادة للاهتزاز توافقا مع موجه صوتية عالية الطاقة تجعل الزجاج يرج نفسه بعنف حتى يتحول إلى نثار كيما ينجز هذا التوافق وكأنه تحول إلى أوتار عديدة يتجاوب كل منها مع موجه الصوت الحافز‏.
 
أما القصة فتحكى تفاصيل لقاء عارض بالصدفة بين الراوى الذى هاجر إلى تخوم المعمورة فى كمبوديا على حافة الغابة العذراء التى منحته وحدها السكينة، وعمل دليلا سياحيا لها كى يدرا عنها هجوم المتطفلين على مساربها الخفية، ثم يلتقى بعد خمسه عشر عاما بطبيبه الذى عرض عليه حالته فى قسم الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى المنصورة، والذى لم يتعرف عليه مما جعله يكتب له رسالة هى هذه القصة دون أن يختلف شكل الرسالة عن نمط الكتابة القصصية فى المجموعة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة