لا حديث يعلو في السوشيال ميديا فوق الحديث عن "لقاء القمة" بين قطبي الكرة المصرية، وقطبي افريقيا "الأهلي والزمالك"، بعدما حجز الفريقين المصريين مقعدين في النهائي الافريقي لأول مرة، وسط تمنيات من جماهير "المارد الأحمر" بأن تكون التاسعة من نصيبهم، ودعوات من جماهير "الفن والهندسة" أن تكون السادسة بين أيديهم.
ووسط هذه الدعوات والأمنيات الصادقة، ورسائل المحبة لكل فريق، يتخوف البعض من تحول الصراع الكروي المحمود على البطولة لـ"خناق" و"تعصب"، وأن تفرق الكرة لا تجمع، لا سيما في ظل وجود بعض مرضى القلوب الذين يستغلون هذه الأحداث لإشعال فتيل الفتنة.
الجميل في الأمر، أن هناك أصوات عاقلة، تطفو فوق السطح، تطالب الجميع بمزيد من الهدوء، والتشجيع بشرف وحب، ونبذ التعصب الأعمى، وأن هذه الأصوات العاقلة المتزنة حجزت مساحات كبيرة لدى عقول وقلوب جماهير "الأحمر والأبيض".
وفي خط متوازي، كان سلوك لاعبي الفريقين حافزًا على المحبة ونبذ التعصب، من خلال رسائل الحب والاحترام التي سطرها لاعبو الفريقين عبر صفحاتهم بالسوشيال ميديا، احتوت على عبارات عاقلة ومتزنة، تنم على أننا نمتلك لاعبين كبار، يجمعهم المنتخب الوطني الأول، يرتدون نفس "التيشيرت" ويقضون أيامًا طويلة داخل معسكر واحد، لهدف واحد.
أعتقد أن هذه المباراة، ربما تكون بداية حقيقية لنبذ التعصب الرياضي، الذي يتلاشى مع الوقت، خاصة أن الفريقين سوف يلتقيان عدة مرات خلال الأيام المقبلة، سواء في نهائي كأس مصر، أو السوبر المصري، أو الجولة الرابعة من الدوري الجديد، وهي عدة لقاءات في أيام قليلة جدًا، بما يضمن أننا سنكون على موعد مع المتعة بالساحرة المستديرة.
الدولة بذلت جهودًا ضخمة، من أجل أن نرى هذا المشهد المشرف، ومن أجل أن يصل فريقين مصريين للنهائي الافريقي لأول مرة في التاريخ، وهو أمر لو تعلمون عظيم، حيث تتجه أنظار القارة السمراء والوطن العربي صوب ستاد القاهرة "ناصر سابقًا"، للاستمتاع بنجوم مصر.
بالتأكيد، سيكسب فريق ويخسر آخر، وهذه ليست سُنة الرياضة، بل سُنة الدنيا، فلا مكاسب متواصلة ولا خسائر باستمرار، فهذا حال الدنيا، فليس من الأهمية بمكان أن تكون التاسعة للأهلي أو السادسة للزمالك، بقدر ما تكون الرابعة عشر لمصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة