من تداعيات فيروس كورونا، أن الانشغال بمكافحة الفيروس تسبب فى تأخير وصول لقاحات الأوبئة والأمراض المتوطنة، إلى بعض دول أفريقيا، خاصة تلك التى تعانى من انخفاض الرعاية الصحية، الأمر الذى يتسبب فى تداعيات ومضاعفات على صحة الأفارقة، وأصبح الانشغال بوصول لقاحات الأوبئة المختلفة، هما للمنظمات الدولية.
مصر سارت فى مواجهة فيروس كورونا، جنبا إلى جنب، مع مبادرة الرئيس السيسى «100 مليون صحة»، بعد تحقيق نجاح كبير فى القضاء على فيروس الكبد الوبائى «سى»، فى فترة قياسية، وهو ما جعل تجربة مصر فى القضاء على الفيروس نموذجا، سعت دول كثيرة لدراسته، وبالفعل كان فيروس الكبد الوبائى، أحد أخطر التهديدات لصحة المصريين، خلال ثلاثة عقود، ووصلت بعض التقديرات لأعداد المصابين بأكثر من 15 مليونا، وخلال أقل من ثلاثة أعوام، نجحت مصر فى القضاء على الفيروس بين المصريين، وبعد نجاح المبادرة أعلن الرئيس السيسى مد المبادرة لعلاج مليون أفريقى.
وبينما تنشغل دول العالم بمواجهة فيروس كورونا، حرصت مصر على عدم توقف علاقاتها الأفريقية، ومبادراتها لتقديم كل سبل العون والتعاون للدول الشقيقة، وبالرغم من خطط مواجهة كورونا، لم تتراجع عن مبادراتها الخاصة بالصحة.
والواقع أن السياسة المصرية فى أفريقيا، تقوم خلال السنوات الأخيرة، على توسيع التعاون فى مختلف المجالات، ومنها الرعاية الصحية، فضلا عن التعاون الاقتصادى، والتبادل العلمى، حيث تفتح مصر أبوابها من خلال منح تعليمية وتدريبية، فى كل المجالات، وقد دعمت مصر توجهها أفريقيًّا، استنادا إلى العلاقات التاريخية، وانتماء مصر للقارة، وقد تواصلت المبادرات الرئاسية، سواء أثناء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، أو بعدها، حيث تحرص مصر على اعتبار علاقاتها بدول أفريقيا استراتيجية، بعد عقود من الابتعاد وإهمال العلاقات التاريخية مع القارة.
وقد أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، مبادرته لعلاج مليون أفريقى من «فيروس سى»، ثم أعلنت مصر استمرار مبادرة «100 مليون صحة» لعلاج مليون أفريقى فى 14 دولة، ضمن مبادرة الرئيس، وهى خطوة مهمة، وتأتى فى وقت دقيق، بينما العالم يواجه فيروس كورونا، وهو ما يؤثر على الرعاية الصحية فى بعض دول أفريقيا.
وسعت مصر إلى إمداد الدول الأفريقية الشقيقة بمنظومة إلكترونية لتسجيل المرضى المقرر علاجهم، على أن تقدم لهم مصر 3 ملايين جرعة علاج، وتم تصميم نظام إلكترونى خاص بكل دولة أفريقية للكشف عن «فيروس سى» ضمن مبادرة الرئيس، وهو ما يسهل عملية الفحص والعلاج.
وحسب ما أعلنته وزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، فقد تم الانتهاء من فحص نحو 38 ألف مواطن أفريقى فى: «جنوب السودان، وتشاد وأريتريا»، ضمن مبادرة الرئيس لعلاج مليون أفريقى من فيروس «سى»، مشيرة إلى أن الفريق الطبى المصرى يتابع عملية المسح، فضلاً عن تدريب الكوادر الطبية على تطبيق التجربة المصرية للقضاء على «فيروس سى»، والكشف عن الأمراض غير السارية، من خلال تدريب الكوادر الطبية على عملية المسح والفحص وبروتوكولات العلاج.
وتمثل هذه الخطوة تأكيد مصر على التزامها بدورها وعلاقاتها مع الدول الأفريقية، والاستمرار فى تقديم الدعم والعون للأشقاء، ضمن الدور المصرى فى أفريقيا والمنطقة.