بعد أن سطر نادى القرن الأسطورى النادى الأهلى مجدًا كرويًا جديدًا بتتويجه بـ "الأميرة الإفريقية" ليحصد اللقب الأفريقى التاسع فى تاريخه كأكثر نادى حصداّ لبطولة دورى أبطال إفريقيا، بعد الفوز المستحق على غريمه التقليدى الزمالك بهدفين مقابل هدف فى المباراة التى أقيمت بينهما مساء أمس باستاد القاهرة، بات على الأهلى الاستعداد من الآن لبطولة كأس العالم للأندية الذى سيقام فى قطر فى الفترة بين 1 حتى 11 فبراير 2021 المقبل.
الأهلى رغم بطولاته وإنجازاته المحلية والإفريقية خلال السنوات السابقة إلا أنه غاب 7 سنوات عن التأهل لكأس العالم للأندية، وهى البطولة التى يطوق إليها جماهير المارد الأحمر العريضة منذ غيابه عنها بعد عام 2013، فالبطولة التى تأهل لها الأهلى من قبل 5 مرات، سيلعبها للمرة السادسة فى تاريخه بالدوحة، بعد أن أصبح رابع المتأهلين إلى المونديال بعد بايرن ميونيخ ممثل قارة أوروبا، وأوكلاند سيتى ممثل أوقيانوسيا، والدحيل ممثل قطر الدولة المضيفة.
الأهلى سيبدأ مشواره فى البطولة العالمية من ربع النهائى كما هو معتاد، ليواجه الفائز من الدحيل أو أوكلاند سيتى، أو بطل آسيا أو بطل أمريكا الشمالية، وفقا لما تقرره القُرعة، فبحسابات الكرة فالأهلى مؤهلا للفوز على أيًا من تلق الفرق والوصول للمباراة النهائية ليواجه بايرن ميونيخ أو بطل أمريكا الجنوبية.
وفى حال فوز بايرن ميونيخ على بطل أمريكا الجنوبية، وهو المتوقع بسبب الحالة الفنية العالية للبايرن، فستكون المباراة النهائية نارية بين بطل أوروبا وبطل إفريقيا الذى يمتلك كلا منهم إمكانيات كبيرة تؤهل أيًا منهم لحصد اللقب العالمى والتتويج على رأس أندية العالم.
وبنظرة سريعة على إمكانيات النادى البافرى ونقاط القوة لدى لاعبيه، فسنجد أن الفريق يمتلك خط هجوم نارى من كوستا ومولر وليفاندوفسكى بالإضافة إلى خط دفاع صلب من بافارد وألابا وبواتينج وهيرنانديز وخط وسط متماسك للغاية من مارتينيز وموسيالا وكومان بالإضافة للحارس العملاق نوير، بجانب دكة احتياط تضم لاعبين كبار، وفوق كل هذا يقود الفريق هانسى فليك، الرجل الذى أحدث تحوُلا فى أداء الفريق خلال الفترة الأخيرة، حيث أصبح أداء الفريق عظيم بنتائج فتاكة، ومُرعب لأى فريق، حيث استطاع الفوز بكل بطولة خلال الموسم الماضى، محققا نسبة فوز وصلت إلى 91% من إجمالى المباريات التى لعبها فى كل البطولات، مع معدل أهداف وصل إلى 3.3 هدف لكل مباراة، ما يُعَد شكلا من أشكال الرهبة لأى منافس، وبالرغم من كل هذا فأن الأهلى العظيم بقيادة الجنوب أفريقى بيتسو موسمانى، يمتلك أيضًا فريقًا إفريقيًا قويًا لا يقل قوة ولا صرامة عن نظيره الألمانى، فقد لعب الأهلى 15 مباراة قبل تتويجه بطلا لأفريقيا للمرة التاسعة فى تاريخه فاز 11 مرة، وتعادل فى 3، وخسر مباراة واحدة فقط، وسجل 36 هدفًا ليصبح أقوى خط هجوم فى البطولة وأقوى خد دفاع باستقباله 7 أهداف فقط.
ولنكون منصفين ولا نعطى للبايرن حجمًا أكبر من حجمه الطبيعى، فقد تأثر البافرى هذا الموسم برحيل تياجو ألكانتارا، أحد أفضل لاعبى الوسط فى العالم بعد رحيله لليفربول، فاللاعب الإسبانى كان المسؤول الأول عن تدرُّج الفريق بالكرة إلى مناطق الخصم، وكان المخرج الرئيسى لفريقه فى مواجهة الضغط نظرا لقدراته العريضة فى ضرب أعتى خطوط الضغط بمراوغة أو تمريرة، فكانت تفضل معظم الفرق الضغط على بايرن فى مناطق أكثر تأخُّرا من الملعب أو انتظاره فى مناطقها لعدم المخاطرة أمام أجنحة بايرن السريعة التى يمكن أن يضعها تياجو فى مواجهة المرمى بتمريرة، ولكن برحيله أصبح الوضع أقل خطورة مما كان عليه فى السابق، هذا بجانب العديد من نقاط الضعف الأخرى لا يسع هذا المقال لذكرها.
المارد الأحمر لا يرهبه بايرن ميونخ أو غيره، فهذا الفريق المتكامل لا يفكر سوى فى حصد الألقاب والبطولات، ولا يعنيه أسم أى منافس مهما كان قوته، فالأهلى يحمل أربعة أرقام قياسية باسمه فى منافسات الاتحاد الأفريقى لكرة القدم بأكبر عدد من الألقاب وهو 20 لقب قارى، فهو الحاصد لأكبر عدد من ألقاب دورى الأبطال بعدد 9 بطولات و6 مرات كأس السوبر الإفريقى و4 مرات حصولًا على كأس الكؤوس الأفريقية.
الجدير ذكره فى هذا المقال، أن أفضل نتائج الأهلى فى كأس العالم للأندية كانت بالحصول على البرونزية فى نسخة 2006، فهل يفعلها المارد الأحمر ويحصد اللقب الغالى بالدوحة؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة