لم يكن الاهتمام بالقضية الفلسطينية فى يوم من الأيام رفاهية، إنها أزمة كبرى تطاردنا مثلما طارد القدر "أوديب" فى مأساته الكبرى، لقد كان الملك يود أن تكون حياته هادئة لكنها لم تكن.
نحن كذلك، كنا نود أن نعيش حياة هادئة، لكن عصابة صهيونية قررت أن تحتل أرضنا وأن تأكل لقمتنا وأن تلقى بنا إلى المنافى وإلى بلاد الآخرين، فهل من الخطأ أن نغضب ونكرهها ونعتبرها العدو الأول لنا.
فى حياة الإنسان منا قضايا لا تقبل المساومة، لذا من حق الفلسطينيين أن يغضبوا دائما، وأن يذكروا الأرض ولا ينسوها، ومن حقهم علينا أن ندعمهم دائما، ونقف بجانبهم، فما فعله جيش الاحتلال الإسرائيلى لن يقبله أحد.
وأن يحدد العالم يوما للتضامن مع القضية الفلسطينية، هى لمحة مهمة يجب علينا تقديرها، وأن نكون قادرين على استغلالها بالفعل وتقديم القضية للعالم الخارجى لاكتساب أصدقاء جدد، لأننا سنفاجأ إذا علمنا أن عدد كبير من سكان هذا الكوكب لا يعرفون شيئا عن القضية الفلسطينية، منهم من لم يسمع عنها أصلا، ومنهم من يرى، بسبب ضلالات الإعلام الغربى أن الفلسطينين هم "الظالمون".
الموضوع أكبر مما نراه نحن، وأكثر تعقيدا مما نتحدث عنه، فى ندواتنا أو مناقشاتنا، فجيش الاحتلال الذى أعلن نفسه دولة مستوليا على إرث ومقدرات دولة حقيقية وشعب حقيقى لا يكل ولا يمل فى إعادة تقديم نفسه، بشتى الطرق، ومنها طريق العلم أيضا، وطريق الراغب فى الحياة، وطريق المضطر للدفاع عن نفسه.
هذه معركة كبرى، لن تنتهى فى يوم واحد، ولن نصحو من النوم فنجد إخواننا الفلسطينيون قد أخذوا حقهم وعادوا إلى وطنهم، بل الأمر يقتضى نضالا طويلا أوله الإيمان بالقضية.