عكست الزيارة التاريخية الهامة التى عقدها الرئيس السيسى أمس السبت، فى أول زيارة رسمية له لجنوب السودان، مكاسب هامة للدولتين والقارة الأفريقية، والتى تضمنت سلسلة من اللقاءات واستقبله "سلفاكير َميارديت" رئيس جنوب السودان فى مطار جوبا الدولى، وَعقد مباحثات ثنائية بالقصر الجمهورى، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتحديدا فى المجالات الاقتصادية والتنموية، ومناقشة التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
تتمثل الرسائل الهامة من تلك الزيارة فى تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتكاملة بين البلدين فى مختلف المجالات، وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف المستويات، السعى للارتقاء بمعدلات التبادل التجارى بين البلدين وتشجيع الاستثمارات المصرية فى جنوب السودان، تعزيز التعاون القائم بين البلدين فى مجال الموارد المائية والرى وتعظيم الاستفادة من موارد نهر النيل، التأكيد على أن نهر النيل يجب أن يكون مصدرا للتعاون والتنمية كشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل ودعم مصر الكامل لجهود الرئيس سلفاكير وجميع الأطراف الجنوب سودانية من أجل تحقيق السلام فى البلاد وجهود حكومة الوحدة الوطنية لصياغة دستور جديد يحقق تطلعات شعب جنوب السودان نحو السلام والاستقرار والتنمية، وتأييد مساعى رفع العقوبات الدولية عن جنوب السودان بما يسهم فى دعم عملية الانتقال السياسى الجارية، هذا بجانب تكثيف التعاون فى مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفنى وبناء قدرات الكوادر الوطنية فى جنوب السودان.
وأكد النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، أن نتائج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لجنوب السودان ولقاءاته مع الرئيس سيلفا كير – رئيس دولة جنوب السودان وكبار المسئولين، تبرز حرص مصر على إطلاع دول حوض النيل بالقضايا الإقليمية ورؤية مصر فيها والتى كانت دائما تقوم على مناقشات سلمية وبناء وايجاد حلول لكل القضايا التى يمكن أن تعكر صفو القارة الأفريقية، موضحا أن ذلك هو ما أكدت عليه جنوب السودان بتأكيد دعمها للدولة المصرية.
وأشار إلى أن مصر خلال زيارتها هذه تؤكد على أنها ستظل لاعبا رئيسيا فى القارة الأفريقية بغض النظر عن أى مناصب تتبوأها مصر وعلى الرغم من التحديات التى نواجهها فى ظل فيروس كورونا، والحرص على تدعيم الدول الناشئة بصفه خاصة جنوب السودان بما تحظاه من تعاملات مسبقة ووساطة مصر ورعايتها لجولات التفاوض والتفاهمات بين الأشقاء الجنوب سودانيين إبان خلافهما السابق.
وأكد رئيس لجنة الشؤون الأفريقية أن انحياز جوبا للرؤية المصرية فى قضية المياه تؤكد عمق الروابط وسلامة الموقف المصرى وعدالته، مشددا أن هذه الزيارة تثرى من مجالات التعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية سواء تعليمياً، والرعاية الصحية وبحث سبل تطوير وتنمية سبل التعاون المشترك فى تطوير وتطهير مجرى نهر النيل وكذلك تطوير سبل الرى والتدريب واعداد الكوادر البشرية، كما أنها تؤكد على أن نهر النيل يجب أن يكون مصدرا للتعاون والتنمية كشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل.
وقال اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لجنوب السودان، تتمثل فى أنها تعد استكمال لأمننا القومى وتمثل نقطة هامة فى ذلك، كما أنها حرصت على تأكيد تنمية العلاقات الاستراتيجية على جميع المستويات وتعزيز التعاون الثنائى للارتقاء بمعدلات التبادل التجارى بين البلدين وتشجيع الاستثمارات المصرية فى جنوب السودان.
وشدد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن مصر لم تتوان عن دعم كل الجهود المساهمة فى تحقيق السلام والاستقرار فى جنوب السودان، وتقديم كل سبل الدعم لها، وتوفير المساعدات الإنسانية، قائلا "تحمل الزيارة الكثير من الرسائل المهمة للأطراف المختلفة، والتى أكدت على تأييد جنوب السودان لمصر فى قضية سد النهضة وأحقيتها، كما أنها تفتح آفاق جديدة للتعاون بين دول حوض النيل ".
ولفت إلى أن مصر تعتبر أن الاستقرار والتنمية فى جنوب السودان يمثل دعما للاستقرار فى القارة والمنطقة، فهذه الزيارة تدعم كل مساعى الاستقرار فى القارة، والتأكيد على حرص مصر لإدارة كل ملفاتها بالصبر والتفهم مع الحرص على مصالحها، كما أكدت على أن مصر تقف قلبا وقالبا مع أيا ما تحتاجه دولة جنوب السودان من خبرات ودعم فنى وإمكانيات أخرى تستطيع أن تقدمها مصر.
قال النائب محمد تيسير مطر، أمين حزب إرادة جيل، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أن أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لجنوب السودان مؤخرا، تتمثل فى أنها تعد استكمالا لأمننا القومى وتمثل نقطة هامة فى ذلك، كما أنها حرصت على تأكيد تنمية العلاقات الاستراتيجية على جميع المستويات وتعزيز التعاون الثنائى للارتقاء بمعدلات التبادل التجارى بين البلدين وتشجيع الاستثمارات المصرية فى جنوب السودان.
ووصف محمد تيسير مطر فى بيان اليوم، زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى جمهورية جنوب السودان بالتاريخية لأنها الأولى منذ استقلال جنوب السودان فى 2011، مضيفا :" تدعم الزيارة تعزيز أطر التعاون المشترك وتحمل الكثير من الرسائل، بجانب تحقيق الاستراتيجية المصرية فى أفريقيا، ومد جسور التعاون فى جميع المجالات فضلا عن تعزيز التنسيق فى المواقف بين الدولتين تجاه القضايا الإقليمية المشتركة فى القارة الأفريقية.
وشدد على أن مصر لم تتوان عن دعم كل الجهود المساهمة فى تحقيق السلام والاستقرار فى جنوب السودان، وتقديم كل سبل الدعم لها، وتوفير المساعدات الإنسانية، مضيفا : "تحمل الزيارة الكثير من الرسائل المهمة للأطراف المختلفة، والتى أكدت على تأييد جنوب السودان لمصر فى قضية سد النهضة وأحقيتها، كما أنها تفتح آفاقا جديدة للتعاون بين دول حوض النيل".
ولفت إلى أن مصر تعتبر أن الاستقرار والتنمية فى جنوب السودان يمثل دعما للاستقرار فى القارة والمنطقة، فهذه الزيارة تدعم كل مساعى الاستقرار فى القارة، والتأكيد على حرص مصر لإدارة كل ملفاتها بالصبر والتفهم مع الحرص على مصالحها، كما أكدت على أن مصر تقف قلبا وقالبا مع أيا ما تحتاجه دولة جنوب السودان من خبرات ودعم فنى وإمكانيات أخرى تستطيع أن تقدمها مصر.
ومن جانبه أكد جون طلعت، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، على أهمية الزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى جنوب السودان، والملفات التى تم التطرق إليها وفى مقدمتها ملف سد النهضة، والتوافق بين البلدين حول ضرورة أن يكون قرار ملء السد بالتوافق بين كافة الدول.
وأشاد، بالاستقبال الحافل بالرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيرا إلى أن هذا يؤكد مكانة مصر ورئيسها فى القارة الأفريقية، وأنها تكتسب موضع ثقة كبيرة بين الأشقاء الأفارقة، لافتا إلى أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى، تؤكد حرص مصر وسعيها من أجل الحفاظ على أمنها القومى بالإضافة إلى أمن القارة السمراء.
وطالب عضو مجلس النواب، الحكومة بضرورة ترجمة الزيارات التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى شكل تفاهمات واتفاقيات فى كافة المجالات، وفى مقدمتها المجالات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجارى مع دول القارة الأفريقية والتى تمثل عمق استراتيجى هام للدولة المصرية.
كما ثمن حزب "المصريين الأحرار"، برئاسة الدكتور عصام خليل، خطوات مصر فى دعم ومساندة جنوب السودان، وعلى رأسها كل ما يتعلق بخطوات اتفاق السلام بين سيلفاكير ورياك مشار.
وأكد المتحدث الإعلامى للحزب هانى لبيب، أن الرئيس السيسى حريص على دعم والنهوض بالعلاقات المصرية مع جوبا وسيلفا كير، مشيراً إلى أن تصريحات السيسى حول نهر النيل رسالة للعالم ولإفريقيا ولدول الحوض من جوبا بأنها تدعو للتعاون واستغلاله لمصلحة شعوب دول حوض النيل وليس للتصارع.
ولفت إلى أن زيارة السيسى تأتى من إحساسه بمسؤوليته تجاه إفريقيا وحرصه دائماً على التحدث بلسانها فى كل المحافل الدولية باعتباره زعيماً لها قبل توليه رئاسة الاتحاد، خلال الدورة السابقة، وكان قد دعا الرئيس خلال زيارته المجتمع الدولى بدعم ومساندة جوبا فى مشاريعها التنموية واستقرارها الأمنى الداخلى.
وأشاد "لبيب" بحرص الرئيس على مخاطبة المجتمع الدولى لرفع العقوبات عنها، معتبرا أن هذا يعد لفتة لا تغيب عن زعيم وقائد إفريقى.
ويقول محمد عبد العزيز، عضو مجلس النواب وعضو تنسيقية شباب الأحزاب، إن زيارة الرئيس لجنوب السودان لها أهمية كبرى، خاصة وأنه من المهم للأمن القومى المصرى تقوية العلاقات مع دول حوض النيل وكذلك دول العمق الافريقى عموما، والعلاقات المتميزة بين مصر وجنوب السودان.
وأضاف أنها تمثل طريق نحو مصالح مشتركة بين البلدين سياسيا واقتصاديا، وكل تعاون مشترك بين البلدين، ونحو مزيد من التنمية والاستثمار والاستقرار كذلك، قائلا "من مصلحتنا جميعا عمق افريقى قوى متعاون ومتقدم ومستقر".
ولفت إلى أنها تبرز اهتمام مصر بأمنها القومى وأمن الأشقاء والدول الصديقة، وأنها تعى قوتها واحتياج المنطقة لها.
وقال النائب محمد مرشدى، عضو مجلس الشيوخ، أن مصر حريصة على توطيد علاقتها بكل دول العالم، لا سيما محيطها الإقليمى، لكنها تهتم بالقارة الأفريقية على نحو خاص، وهو ما أكدته زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لدولة جنوب السودان، أمس السبت، والقمة رفيعة المستوى التى عقدها مع الرئيس سيلفا كير ونائبه رياك مشار، وما تناولته المباحثات من موضوعات مهمة على صعيد الشراكة والتعاون وتوحيد الرؤى فى الملفات الإقليمية المهمة وعلى رأسها ملف سد النهضة والحقوق العادلة لمصر ودول حوض النيل.
وأضاف "مرشدى" أن أهمية الزيارة لا تنبع فقط من كونها تمثل امتدادا لسياسة الانفتاح على الظهير الأفريقى، وإنما تتمثل فى أنها أول زيارة من رئيس مصرى لجنوب السودان منذ استقلالها قبل أكثر من تسع سنوات، وإذا كانت الدولة المصرية قد نجحت منذ العام 2014 فى استعادة حضورها الأفريقى وترميم العلاقة مع الأصدقاء والعودة إلى الاتحاد الأفريقى بعد تجميد عضويتها فترة ثم رئاسة الاتحاد فى دورة العام الماضى، فإن علاقتها بجنوب السودان تمثل نموذجا أكثر وضوحا لكفاءة السياسة الخارجية وفاعلية التحركات الرسمية لبناء علاقات وثيقة مع الشركاء الإقليميين. متابعا: "رسائل الرئيس من جوبا، وكلمة رئيس جنوب السودان عن دور مصر، أكدت كلها أن رؤية الدولة المصرية للعمل والشراكة تقوم على التعاون والاحترام المتبادل وإعلاء قيم السلام والاستقرار والتنمية، وهو ما تحققه القاهرة فعليا مع جنوب السودان من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية وبرامج الدعم للبلد الشقيق فى مجالات الصحة والتعليم والزراعة والرى والتعاون الأمنى والعسكرى وغيرها من الملفات الحيوية".
وأكد عضو مجلس الشيوخ أن مصر حاضرة وداعمة بقوة لجنوب السودان منذ سنوات، وكانت من أوائل الدول التى دعمت جوبا بعد استقلالها عقب استفتاء شعبى بالعام 2011، وتواصل دعمها حاليا من خلال التنسيق السياسى والتبادل التجارى وتشجيع الاستثمارات المصرية المباشرة فى جنوب السودان، والمشاركة بثانى أكبر قوة لحفظ السلام فى البلد الشقيق إلى جانب برامج وخطط التدريب والتأهيل للكوادر الفنية والعناصر التنفيذية الجنوب سودانية، وتعهد مصر بمواصلة العمل الجاد والمخلص من أجل معاونة جوبا فى ترسيخ استقرارها وامتلاك ركائز قوية ومستدامة للتنمية وتحسين معيشة مواطنيها، فضلا عن تنسيق المواقف والجهود إزاء القضايا الإقليمية الملحة والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وشدد النائب محمد مرشدى فى حديثه، على أن حالة التكامل والشراكة بين مصر وجنوب السودان تتجسد بوضوح فى عشرات المواقف والمشاهد، أهمها دعم مصر للتهدئة فى جوبا ورعايتها لمسارات التفاوض بين قواها السياسية خلال السنوات الماضية، والتوافق المشترك فى دعم وتعزيز السلام فى السودان من خلال جهود القاهرة ومساندتها لميثاق جوبا بين مكونات المشهد السودانى، وأخيرا اتحاد الرؤى بشأن سد النهضة الإثيوبى وانحياز جنوب السودان للموقف المصرى المستند إلى شرعية الاتفاقات والمواثيق القائمة وما ينص عليه القانون الدولى وقواعد إدارة أحواض الأنهار المشتركة، من وجوب التوصل إلى تفاهمات وقواعد واضحة وملزمة لكل الأطراف، بما يحفظ حق دول المنبع فى التنمية دون تجاوز لحقوق دول المصب العادلة، وهو الموقف الذى أعلنته جوبا أكثر من مرة ويأتى من منطلق الصداقة والعلاقات القوية بين البلدين، وأيضا من منطلق احترام جنوب السودان للقانون والمواثيق وسعيها لتعزيز التفاهم وترسيخ قيم الاحترام والشراكة والتعاون على أرضية العدالة وصيانة الحقوق التاريخية.