في حجرة صغيرة بمنزله يمكث عبد الكريم محمد صادق الشباب القناوي ابن مركز أبوتشت شمال قنا، بالساعات ممسكًا بقلمه ليخط به كلام الله "القرآن الكريم"، يسابق الشاب الزمن بكلماته التي يخطها، ورغم دراسته بالتعليم الثانوي ووصوله للصف الثالث الثانوي، التحق عبد الكريم محمد بمعهد الخطوط العربية بمركزه أبوتشت ليتعلم قواعد الخط والثوابت ويجيد فنونه ليصل إلي مرحلة متقدمة بدأها في سن الـ 3 سنوات ومن ثم التعليم الابتدائي، حيث كان يتمتع بخط حسن ينال استحسان المعلمين وزملاءه من الطلاب والذين كانوا يطلبون منه كتابة اللوحات وغيرها من الواجبات الدراسية، كما تلقي تشجيعًا كبيرًا من مدرسيه وخاصة في بداية المرحلة الثانوية التي تعد الانطلاقة الحقيقية له في مجال الخط العربي وكتابة القرآن الكريم.
وقال عبد الكريم محمد، إن أنواع الخطوط التي يتعلم كتابتها خط الرقعة والنسخ والفارسي والديواني والثلث، كما أنه يعشق خط النسخ الذي يتعلم أساليبه بنفسه دون الرجوع لمصدر أو معلم لكي يتفرد بأسلوب خاصه به، بالإضافة إلي كتابته لآيات القرآن الكريم بهذا الخط، والأحاديث والحكم التشجيعية.
وأوضح أنه استطاع كتابة 5 أجزاء من القرآن الكريم، حيث يستغرق الجزء الواحد شهرًا بدون مراجعة كما يتطلب الأمر وقتًا ومصروفات، كما أن نوعية الأقلام التي يكتب بها هي أقلام الخط العربي وحبر الدايسو الياباني، وهي أدوات مرتفعة الثمن بالنسبة له، بالإضافة إلي الورق الخاص للخط.
وكشف عبد الكريم محمد، عن معاناته وما يتمناه من الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الكريم، حيث يعاني الطالب من عدم وجود وقت لكتابة الحلم الذي يتمناه وهو إنجاز القرآن الكريم كاملًا، لكونه العائل لأسرته ولنفسه فلا يجد وقتا للكتابة بعد العمل الذي يضطر للخروج إليه لكسب العيش والعودة منهكًا دون أن يسعفه الوقت لكتابة أجزاء القرآن، ليقف الشاب عاجزًا عن الخط أو العمل بالإضافة إلي التكاليف المادية التي لا يقدر عليها من أدوات الكتابة.
واختتم الطالب حديثه، قائلًا : أشعر بالسعادة لوصفي بخطاط القرآن الكريم ورغم الصعوبات اجتهد للسير على طريق كتابة القرآن وتثلج قلبي دود الفعل على ما أخطه وأعرضه علي صفحتي أو ما ينشر بصفحات الفيس بوك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة