"المتهم برىء حتى تثبت إدانته"، حيث جرى العُرف أن الجانى يحاول بشتى الطرق إثبات البراءة، قبل التصاق التُهم به، هربًا من المسألة القانونية، لكن اختلف الأمر فى الآونة الأخيرة، التى بات فيها الشخص يحاول اثبات ادانة نفسه.
ما أقوله لك هنا ليس كلامًا إنشائيًا، وإنما هى وقائع حقيقية تسطرها الأوراق الرسمية فى القضايا المختلفة، التى يرتكبها المجرمون، ويثبتون ادانتهم بتوثيق هذه الجرائم بالفيديوهات أو الصور على السوشيال ميديا، من قبيل التفاخر، لتكون أدوات وأدلة ادانة ضدهم.
الأمثلة هنا كثيرة، لعل أبرزها ما جرى فى قضية الإساءة لنجم النادى الزمالك محمود شيكابالا، حيث لم يكتف المتهمون بارتكاب جرائم الإساءة له والتنمر ضده، وإنما وثقوا جرائمهم بالصور والفيديوهات على السوشيال ميديا لتكون أدلة ادانة لا يستطيعون انكارها لاحقًا.
هذا النوع من المتهمين، يسهلون مهمة رجال الأمن فى القبض عليهم، ويساعدون رجال العدالة فى إقامة الأدلة الدامغة على جرائمهم، من خلال وجود صور وفيديوهات بالصوت والصورة، لا يستطيعون انكارها.
ورغم أن البعض يسيء استخدام السوشيال ميديا، إلا أنها باتت وسيلة لتوثيق الجرائم وتحديد هوية المتهمين، مما يساهم فى سرعة تحديد هويتهم والقبض عليهم.
قديمًا، كان الجانى يحاول التخفى بجريمته، والتوارى بعيدًا عن أعين الناس، لكننا أصبحنا الآن أمام نوع من الخارجين عن القانون، يجاهرون بجرائمهم، ويتفاخرون بها، يوثقون لحظة ارتكابها ويضعوها على السوشيال ميديا من قبيل التفاخر والتباهي، لا سيما فى ظل اختفاء "ثقافة العيب" وتقلص دور الأسرة فى مراقبة الأبناء وتربيتهم، حيث حلت "الأسرة الافتراضية" بديلة لـ"الأسرة الحقيقية"، التى تركت الأبناء للسوشيال، واكتفت بمتابعة سلوكهم من خلال جروبات السوشيال.
لن يربى أبنائنا "لايك" على الفيس بوك، أو "كومنت" أو "شات" عبر الواتس آب، وإنما يحتاجون لتدخل حقيقى من الأسرة، بتعديل السلوك وتقويمه، وحماية الذوق العام، حتى لا نندم فى وقت فات فيه الندم..استقيموا يرحمكم الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة