احتفلت سيدة بريطانية تدعي تيريزا سميث بعيد ميلادها الستين على الرغم من أن الأطباء توقعوا وفاتها بعد 3 دقائق فقط من ولادتها، حيث ولدت بإعاقات شديدة متمثلة بأذرع قصيرة وبدون أرجل، بسبب إعطاء والدتها عقار ثاليدومايد أثناء الحمل، والذي كان يعطي في الخمسينات بشكل طبيعي رغم تسببه في تشوهات للأجنة.
وتم بيع العقار الذي صنعته شركة ألمانية في الخمسينيات من القرن الماضي، وكان مرتبطاً بعيوب خلقية، بما في ذلك قصر الذراعين والساقين والعمى وفقدان السمع ومشاكل القلب وتلف الدماغ، وتم سحبه في 1961، وفقا لصحيفة ميرور البريطانية.
وأعطيت تيريزا ثلاث دقائق فقط لتعيش وتم نقلها إلى المستشفى، لكنها كانت محظوظة للبقاء على قيد الحياة، حيث يقدر إجمالي عدد الأشخاص المتأثرين باستخدام الثاليدومايد أثناء الحمل بحوالي 10،000 شخص، منهم حوالي 40% ماتوا بعد الولادة مباشرة.
السيدة في طفولتها
وكانت تيريزا تعاني من إعاقات شديدة لدى الولادة، وكانت الطفلة الثانية لأبيها جوزيف، من كيركديل، وأمها الأيرلندية المولد، وتدعى أيضاً تيريزا، ونشأت مع أختها أنيت التي تكبرها بنحوعام ونصف، واضطرت لاستخدام كرسي متحرك بسبب الآثار الجانبية للدواء الكارثي، الذي كان يوصف للنساء الحوامل لمكافحة غثيان الصباح.
وقال تيريزا "كانت والدتي تتطلع إلى إنجاب طفلها الثاني، واختارت أن تكون في المنزل حتى تكون قريبة من أختي التي كانت طفلة صغيرة، ومع ذلك لم يكن الحمل كما خططت له، فقد ولدت بذراعين قصيرين وبدون أرجل".
وأضافت "في الستينيات لم تكن هناك فحوصات بالأشعة، لذا كانت هذه صدمة كبيرة للطبيب، وتم استدعاء الممرضة روز كلاركين، وعلمت لاحقاً من روز أنها كانت تشتبه في وجود خطأ ما لأنها لم تستطع الشعور بساقي أثناء الفحص".
وبسبب سياسة التمييز التي كانت متبعة ضد الأطفال المعوقين، عانت تيريزا كثيراً في المدرسة، لكنها استطاعت أن تتغلب على كافة المصاعب التي واجهتها، وعملت في وقت لاحق كسكرتيرة، قبل أن تنتقل للعمل في أحد البنوك، ثم حصلت على وظيفة عاملة اجتماعية في مجلس مدينة ليفربول، وظلت في هذه الوظيفة لمدة 25 عام.
واضطرت لترك وظيفتها بعد أن عانت من وعكة صحية، لكنها استطاعت لاحقاً أن تطلق مشروعاً ناجحاً للتدريب على العلاج بالتنويم الإيحائي، من خلال إنشاء نصب تذكاري لجميع أطفال الثاليدومايد الذين لم تكتب لهم النجاة.