نقرأ معا كتاب "صورة الإسلام فى المقاربة الأكاديمية الأوروبية.. المقاربة الأكاديمية الهولندية نموذجا" لـ التجانى بولعوالى".
يقول الكتاب
يكاد يسود شبه إجماع على أن صورة الإسلام فى الغرب متردية، ويحاول العديد من الباحثين والخبراء، فى الشرق والغرب على حد سواء، تناول هذه المسألة الإشكالية، إما بغرض التحليل والتفكيك لمعالمها وتمثلاتها، وإما بقصد البحث فى الأسباب الخفية والمعلنة التى تقف وراء ذلك، ومن ثم صوغ استراتيجيات للتصحيح العقلاني، ووضع آليات لإزالة الشوائب التاريخية والأيديولوجية العالقة بصورة الإسلام والمسلمين فى الغرب.
ويتابع الكتاب، لعل المقاربة الأكاديمية تؤدى دوراً جوهرياً فى دراسة الإسلام ومعالجة شتى قضاياه وإشكالاته التقليدية والمعاصرة، ومنها – من دون شك – المقاربة الأكاديمية الهولندية التى يشغل فيها الإسلام حيزاً مُعتبراً يستحق النظر والتحليل والدراسة.
وتندرج هذه الدراسة فى إطار البحث فى ثنائية الإسلام والغرب، وهى تحاول تناول طبيعة الحضور الإسلامى فى المقاربة الأكاديمية الهولندية المعاصرة، قصد الوقوف على طبيعة الصورة التى تنسج حوله، واستيعاب أهم المحددات التى توجهها والمظاهر التى تتخذها، والإلمام بأهم الآليات التى تعتمدها المؤسسات الأكاديمية والبحثية الهولندية فى تناول قضايا الإسلام والمسلمين، مع الدعوة إلى استثمار الإمكانات المنهجية والمعرفية والتواصلية المتاحة، بُغية الدفع بعجلة التعايش السلمى بين شريحة المسلمين وغيرها من شرائح المجتمع الهولندى المتعدد الثقافات.