تحدثنا في الحلقات السابقة من ملف حقيقة "فكر الإخوان"، بأن العنف والإرهاب متأصلين في عقيدة هذه الجماعة منذ نشأتها، ورغم محاولات أنصارها إبعاد هذه التهمة عنهم إلا أن المعطيات في الماضى والحاضر تؤكد أن جماعتهم تتغذى على الدماء والإرهاب ولا تؤمن بالسلمية.
وإذا أردنا مثالا صارخا للعنف والإرهاب تكون حركة حماس، المرتبطة فكريا بجماعة الإخوان، وهى حركة تتبع منهج الجماعة الأم في المراوغة والخداع، ورغم أن هدفها المعلن هو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، دون التدخل في شئون أي من الدول الأخرى، لكن تصرفاتها المكشوفة أيضا تؤكد حقدها ليس على الدول المساندة لإسرائيل بل على الدول المساندة للقضية الفلسطينية.
حماس تعبث في أمن مصر وتسعى إلى تدميرها، واقع تأكد في السنوات الأخيرة وتبلور بشكل فج في أحداث 25 يناير 2011 عندما انتهكت سيادة مصر وعبرت إلى أرضها عبر الأنفاق التي تتغذى منها وتحصل على المؤن والسلع وربما السلاح.
حماس اخترقت السيادة المصرية وتسلل عناصرها في سيارات الدفع الرباعى عبر أرض سيناء ومنها إلى غرب القناة وحتى وصلوا إلى طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى واقتحموا سجن وادى النطرون وحرروا عناصرهم وأخرى تابعة لحزب الله في لبنان بل وحرروا قيادات في مكتب الإرشاد وأعضاء بارزون في جماعة الإخوان أشهرهم المعزول محمد مرسى وعصام العريان وسعد الكتاتنى وغيرهم.
كانت ضربة قاصمة وجهتها حركة مفترض أنها تقاوم الاحتلال لدولة دفعت الكثير من المال والرجال لخدمة قضية فلسطين؟، وهى الضربة التي فشل الشعب المصرى في تجاوزها ومن وقتها أضاف لأعداء الوطن عدو كان خفيا وهو حركة حماس.
والمحلل للواقع يكتشف أن حماس ارتكبت جرمها بحق مصر بإيعاز أو توجيه من المرشد في القاهرة محمد بديع، الذى استغل ثورة الشباب وقرر الانتقام من مصر لصالح مخطط ومنهج جماعته التى لا تعترف بوطن أو دولة، وأكبر دليل أن قادة حماس كانوا ضيوفا دائمين في مكتب الإرشاد ومنازل قيادات الإخوان وهم في رأس السلطة ولو كانت الجماعة وطنية لعاقبت حماس على فعلتها البشعة ضد الوطن، لكن لا الاخوان يعترفون بالأوطان ولا حماس تحفظ الجميل، إنها حركة مارقة لا تستهدف تحرير فلسطين بقدر ما تتاجر بالقضية من أجل الحصول على المعونات السلعية والمالية الوافدة من الدول العربية وفى مقدمتها دول الخليج.
ولأن ذيل الكلب يظل معوجا، تبقى حماس كارهة لمصر برغم كل شيء، وبرغم التجاوز رسميا - وليس شعبيا - عن جرائمها ضد المصريين، لكن تجاوزات الحركة المتآمرة ضاقت بها الصدور حتى أن قرارًا بمقاطعتها بات أمرا ضروريًا حماية لأمننا القومى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة