أكرم القصاص

كيف تصبح وسائل التواصل أكثر التزاما فى الصراعات السياسية؟

السبت، 07 نوفمبر 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم الدور الذى تلعبه أدوات التواصل فى الانتخابات الأمريكية، بعد أن أصبحت جزءا فاعلا فى الدعاية والتسويق السياسى، إلا أن إدارات السوشيال ميديا قدمت وعودا أثناء الانتخابات الأمريكية أن تكون أكثر التزاما بعد أن تعرض مديرو هذه المواقع لحملات غضب واتهامات وتم استدعاؤهم للكونجرس. 
 
ومنحت الانتخابات الأمريكية أدوات التواصل قوة تأثير انتزعت بها جزءا من سلطة الإعلام التقليدى من صحافة ومحطات فضائية، وهو ما رتب عليها مسؤولية أكبر دفعتها لاتخاذ إجراءات وتقديم وعود بوقف الأخبار المزيفة وكبح جماح الاتهامات الموجهة إليها بالتأثير السلبى فى الرأى العام. 
 
وبالتالى فقد أصبحت أدوات التواصل الاجتماعى شاهدا على تحولات السلطة فى العالم وليس الولايات المتحدة فقط، وهى خطوات تظهر للمرة الأولى منذ ظهور الإذاعة ثم التليفزيون، وفى الانتخابات السابقة واجه كل من فيس بوك وتويتر اتهامات من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء بالانحياز والتورط فى نشر شائعات ودعايات مضادة، من حملتى هيلارى كلينتون ودونالد ترامب. 
 
وظهرت مخاوف أثناء الحملات الانتخابية لترامب وبايدن، من الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعى، والتى قد تكون سببا فى تصاعد التوترات، ولهذا أعلنت شركات السوشيال ميديا عن خططها أثناء الانتخابات، وأكد موقع تويتر، أنه بعد يوم الانتخابات لن يُسمح للمرشحين بالمطالبة بفوزهم فى الانتخابات قبل إعلان النتيجة، وإن المرشحين لا يمكنهم التغريد أو إعادة تغريد المحتوى الذى يشجع على التدخل فى العملية الانتخابية، أما فيس بوك أعلن حسب صحيفة وول ستريت جورنال، عن تغيير خوارزميات مصادر الأخبار لوقف المنشورات التى تنشر العنف أو الأخبار المزيفة، وإلغاء تنشيط علامات تصنيف معينة تتعلق بالمعلومات الخاطئة حول نتيجة الانتخابات، وتعاون مع رويترز لتقديم نتائج دقيقة للانتخابات، وتشارك جوجل مع أسوشيتدبرس لتقديم نتائج انتخابات موثوقة، بحيث يتم توجيه من يبحث عن نتائج الانتخابات إلى نتائج الوكالة المحدثة، وأوقف جوجل مؤقتا الإعلانات حول الانتخابات، لخفض الارتباك. ووعد «يوتيوب» بوقف «الادعاءات المضللة حول التصويت أو التدخل». 
 
وحذفت إداراتا تويتر وفيس بوك بوستات وتويتات تم تصنيفها كشائعات، بل وصنف تويتر بعض تغريدات الرئيس الأمريكى بأنها مضللة حيث يتلقى دونالد ترامب معاملة خاصة من شركة تويتر، كرئيس عندما ينتهك قواعد المحتوى المسىء أو المضلل، و ينتهى هذا الإعفاء فى يناير بعد خسارته. 
 
ويبدو أن التقدم الذى أحرزته أدوات التواصل والذى يضاعف من أرباحها، دفعها لمراجعة سياساتها فى النشر، بحيث تخفض من الاتهامات الموجهة إليها، وبالتالى فقد نجحت أثناء التصويت فى تخفيف حجم الأخبار الداعية للعنف أو التى تحتوى شائعات أو تضليلا. وخلال الأيام الأخيرة بدأ فيس بوك وتويتر فى حذف ومحاولة تحجيم البوستات والتويتات الداعية للعنف، تزامنا مع تصاعد الإرهاب فى أوروبا، أو ثبوت توظيف التنظيمات الإرهابية للمواقع فى نشر رسائل التحريض على العنف أو تجنيد الإرهابيين. 
 
ولا يمكن تقييم أداء أدوات التواصل من الانتخابات الأمريكية فقط، حيث ينتظر أن تثبت هذه المواقع ثبات سياساتها ضد الشائعات والتحريض على العنف والكراهية والعنصرية، خاصة أن هذه المواقع تكتسب مصداقية أكثر حال استمرار سياستها، الملتزمة فى الصراعات أو المنافسات السياسية. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة