توصل العلماء لمادة جديدة في المشروم السحرى قادرة على علاج الاكتئاب والأمراض النفسية، وقد توصلت الدراسة إلى وجودة مادة تسمى "السيلوسيبين" قادرة على التخلص من الاكتئاب بسرعة، وذلك وفقًا لما ذكره موقع "CNN" الإخبارى.
المشروم وتاثيره على المخ
وقال الموقع، إنه في حين أن الفطر السحري معروف بتأثيراته المهلوسة، فقد يكون له أيضًا دور يلعبه في علاج الأمراض النفسية والاكتئاب، مضيفًا أن ولاية "أوريجون"، أصبحت أول ولاية أمريكية تصنع السيلوسيبين المركب المهلوس في المشروم السحري، وهو أمر قانوني لعلاج الصحة العقلية في الأماكن الخاضعة للإشراف.
انواع الشمروم
وأشار الموقع إلى أن هناك أدلة متزايدة على حالتهم من خلال دراسة صغيرة جديدة لـ 24 بالغًا يعانون من الاكتئاب الشديد نُشرت هذا الأسبوع في مجلةJAMA Psychiatry ، والتي وجدت أن جرعتين من السيلوسيبين أدت إلى انخفاض كبير في أعراض الاكتئاب
قال آلان ديفيس، الأستاذ المساعد في الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز: "كان حجم التأثير الذي رأيناه أكبر بنحو 4 مرات مما أظهرته التجارب السريرية لمضادات الاكتئاب التقليدية في السوق".
المشروم السحرى
وأضاف: "نظرًا لأن معظم علاجات الاكتئاب الأخرى تستغرق أسابيع أو شهورًا حتى تعمل، وقد يكون لها تأثيرات غير مرغوب فيها، فقد يكون هذا بمثابة تغيير لقواعد اللعبة إذا صمدت هذه النتائج في التجارب السريرية التي يتم التحكم فيها باستخدام العلاج الوهمي" المعياري الذهبي".
المشروم السحرى لعلاج الاكتئاب
وأوضح الموقع، أنه على الرغم من أن الدراسة لا تخلو من القيود، إلا أنها أحدث بحث لاستكشاف كيف يمكن أن يساعد السيلوسيبين في تخفيف مشاكل الصحة العقلية.
اقترحت دراسات أخرى أن المركب قد يساعد في علاج فقدان الشهية، واضطراب الوسواس القهري والإدمان.
من جانبها قالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، عانى المشاركون في دراسة جون هوبكنز من الاكتئاب لمدة عامين تقريبًا قبل تجنيدهم واضطروا للتخلي عن مضادات الاكتئاب الموجودة، تلقى 13 مشاركًا العلاج بالسيلوسيبين فور تسجيلهم، وتم وضع 11مشاركًا على قائمة الانتظار وتلقوا نفس العلاج بعد تأخير لمدة 8 أسابيع.
المشروم وعلاج الاكتئاب
وقال ديفيد نات، الأستاذ ومدير وحدة علم الأدوية النفسية والعصبية في قسم علوم الدماغ في إمبريال كوليدج لندن، إن الدراسة قدمت المزيد من الأدلة على "التأثير السريع والقوي لمادة السيلوسيبين".
قال نوت، الذي لم يشارك في البحث، إن النتائج ربما تكون قد انحرفت بسبب حقيقة أن المرضى كانوا يعرفون أنهم سيحصلون على الدواء.
وجدت دراسة أجريت عام 2016 بواسطة بعض الباحثين من جون هوبكنز، أن السيلوسيبين يمكن أن يخفف الاكتئاب والقلق لدى المرضى الذين يعانون من سرطان يهدد الحياة.
أوضح رولاند جريفيث، مؤلف الدراسة الجديدة: "نظرًا لوجود عدة أنواع من الاضطرابات الاكتئابية الرئيسية التي قد تؤدي إلى تباين في كيفية استجابة الأشخاص للعلاج، فقد فوجئت بأن معظم المشاركين في دراستنا وجدوا أن علاج السيلوسيبين فعال.
وأوضحت الدراسة، إن السيلوسيبين يمكن أن ينتج هلوسة بصرية وسمعية وتغيرات عميقة في الوعي على مدى ساعات قليلة بعد تناوله.
في الولايات المتحدة، تعد حيازة المركب جناية، حيث يتم تصنيفه على أنها مادة مدرجة في الجدول الأول، ويتطلب التصويت في ولاية أوريجون من هيئة الصحة في ولاية أوريجون السماح بالإنتاج المرخص والمنظم وحيازة السيلوسيبين.
كيف يمكن أن يؤثر المشروم السحرى على الدماغ؟
لا تزال كيفية تأثير السيلوسيبين على الدماغ غير مفهومة تمامًا، لكن نوت من إمبريال كوليدج قال إنه يبدو أن المركب قد عطّل دوائر التفكير السلبي من خلال مستقبل 5HT2Z في الدماغ.
وكتب في ورقة شارك في تأليفها ونشرها في وقت سابق من هذا العام: "تحمي مضادات الاكتئاب القياسية من الضغوطات التي تؤدي إلى الاكتئاب وتديمه، ولكنها لا تصل مباشرةً وتعالج الأسباب البيولوجية النفسية والاجتماعية الكامنة، في المقابل، يستخدم العلاج المخدر نافذة علاجية تؤثر على المخ.
وأضاف أن المادة تميل إلى العمل مع "الاضطرابات الداخلية" مثل الاكتئاب أو اضطراب الوسواس القهري حيث يفكر الأفراد في الفشل.
قال جاي جودوين، الأستاذ الفخري في الطب النفسي بجامعة أكسفورد، إن السيلوسيبين يحفز ركلة هرمون السيروتونين، وهو عبارة عن مادة كيميائية وناقل عصبي في الجهاز الهضمي والدماغ وجهاز الدم الذي ينظم المزاج والسلوك الاجتماعي والشهية والنوم والذاكرة والوظيفة الجنسية.
أكد جودوين، الذي لم يشارك في البحث، إن القيد الرئيسي لدراسة جون هوبكنز هو عدم وجود متابعة طويلة المدى، تابع الفريق مع المشاركين بعد 4 أسابيع فقط من العلاج يعتبر الاكتئاب بالنسبة للعديد من الأشخاص مرض طويل الأمد، ويعتبر تحديد ما إذا كان العلاج له تأثيرات دائمة هو العامل المفقود الرئيسي، موضحا إنه علاوة على ذلك، مع مثل هذه الدراسات، قد يكون من الصعب استخلاص آثار الدواء من عملية إدارته.
تلقى المشاركون في الدراسة حوالي 11 ساعة من العلاج النفسي، وتلقوا الدواء تحت رعاية متخصصين مدربين وفي بيئة مصممة لتهدئة المريض.
وأوضح أن هذه دراسة أولية صغيرة مع الكثير من نقاط الضعف، ولكن النتائج الإيجابية تعد بالأفضل.
