يعد مشاركة كبرى شركات البترول الأمريكية فى مجال البحث والاستكشاف بمصر، خير دليل على عمق الشراكات بين القاهرة وواشنطن، وكذلك تقدير شركات النفط الأمريكية للفرص الاستثمارية، ومنها شركات شيفرون وإكسون موبيل وأباتشى فى البحث والاستكشاف بالمواقع المصرية، حيث جاء قرار إكسون موبيل بالعمل فى مصر، ضمن منظومة من كبرى الشركات دخلت السوق المصرى مؤخراً يؤكد على نجاح الدولة المصرية فى تهيئة مناخ جاذب للاستثمار والمتابعة الدقيقة للكيانات الاقتصادية الكبرى للخطوات الإصلاحية التى تنفذها مصر، كما يأتى كشهادة ثقة فى صناعة البترول المصرية فى ظل ما حققته من نجاحات وما تمتلكه من فرص استثمار متميزة.
وتشهد العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية شراكات قوية فى قطاع البترول والغاز، والتى شهدت تطورات عديدة فى التعاون المشترك خلال الأعوام القليلة الماضية على كافة الأصعدة، ومنها إطلاق أول حوار استراتيجى فى مجال الطاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية خلال 2019 والدعم الكبير من قبل المؤسسات الأمريكية وحرصها على الترويج للفرص الاستثمارية بمصر، وتقديم الدعم الفنى والتمويل للمشروعات والمشاركة فى تنمية مهارات الكوادر البشرية في اطار برنامج تطوير وتحديث قطاع البترول.
ووضعت مصر استراتيجية للطاقة والتنمية المستدامة حتى عام 2035 ونجحت فى اتخاذ خطوات لتحقيق أهدافها، حيث ارتفعت مساهمة قطاع البترول فى الناتج المحلى الإجمالى إلى 27% وزيادة تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى قطاع البترول والغاز، حيث تتطلع لجذب المزيد من الاستثمارات، وأن تظل الوجهة المفضلة للاستثمار بمجال البترول والغاز.
ونجح قطاع البترول فى إحراز تقدم كبير لدفع عجلة الاستثمار فى البحث عن البترول والغاز بمصر من أجل تنمية الثروات البترولية وتحقيق اكتشافات جديدة، حيث تم طرح 7 مزايدات عالمية خلال تلك الفترة للبحث عن البترول والغاز فى المناطق البرية والبحرية بكل من البحرين المتوسط والأحمر والدلتا والصحراء الغربية والشرقية وخليج السويس وصعيد مصر، منها مزايدة للبحث عن البترول والغاز لأول مرة في منطقة البحر الأحمر، وتمثل أحد ثمار اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية والتى سمحت ببدء مزاولة النشاط البترولى لأول مرة في هذه المنطقة البكر الواعدة، وقد أسفرت تلك المزايدات عن ترسية 31 منطقة للبحث عن البترول والغاز على شركات عالمية منها شركتي اكسون موبيل وشيفرون الأمريكية بإستثمارات حدها الأدنى حوالى 1.9 مليار دولار ومنح توقيع حوالى 249 مليون دولار.
وخلال شهر أكتوبر الماضى جاءت تأكيدات المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن نجاح منتدى غاز شرق المتوسط الذى تم تأسيسه بمبادرة مصرية قبل ما يقرب من عامين يمثل منصة لجذب الاستثمارات من كبرى شركات البترول العالمية إلى مصر والمنطقة، موضحًا أن مصر نجحت خلال الشهور الأخيرة بالرغم من تحديات جائحة كورونا في عقد 12 اتفاقية جديدة للبحث عن البترول والغاز مع عدد من الشركات الكبرى التي تعمل لأول مرة في مصر، مثل شيفرون وإكسون موبيل، بالإضافة إلى الشركات العاملة بالفعل مثل بي بى وشل وتوتال، مؤكدا أن إقبال هذه الشركات الكبرى على منطقة شرق المتوسط في ذلك التوقيت يعود الى نجاح اطار التعاون والتكامل بين دول المنتدى السبع والذى يمثل بدوره فرصة متميزة ومنصة انطلاق كبرى لهذه الشركات للتوسع في أنشطتها واستثماراتها في دول المنطقة الأعضاء بالمنتدى
وأوضح الملا أن أهم الآليات التى تم تنفيذها لتطوير مناخ الاستثمار في صناعة البترول تتمثل في البرنامج الناجح على مدار السنوات الخمس الماضية لسداد مستحقات الشركاء الأجانب، والتى تمكنت مصر من خلاله من خفض هذه المستحقات المتراكمة عن سنوات سابقة من 3. 6 مليار دولار إلى أقل من 850 مليون دولار حاليا وهو أقل مستوى وصلت إليه هذه المستحقات، وهو ما منح مصر المصداقية أمام العالم، خاصة أن ذلك يتماشى مع ما قدمته الدولة المصرية من جهود فعلية لتعديل تشريعات الاستثمار وتنفيذ أضخم برنامج للتوسع في البنية التحتية في كافة انحاء البلاد التي تعد عنصر رئيسى لجذب الاستثمار.
وأكد أن ذلك أدى الى تحقيق نتائج إيجابية في مجال المشروعات البترولية والغازية والتى جذبت أكثر من 30 مليار دولار استثمارات جديدة خلال السنوات الأربع الماضية وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى والعودة لتصديره، كما حققنا نتائج متميزة على صعيد إقامة سوق حر لتداول وتجارة الغاز في مصر بعد إقرار التشريعات وإنشاء أول جهاز مستقل لتنظيم سوق الغاز إلى جانب تطوير مصافى التكرير ورفع كفاءتها وإقامة بنية أساسية جديدة للنقل والتخزين والتوزيع، ويأتى ذلك فى إطار برنامج طموح لتطوير وتحديث قطاع البترول والغاز، والذى يغطى كافة أوجه الصناعة البترولية ويمتد إلى تنمية الموارد البشرية والتوسع في عمليات التحول الرقمى.
فخلال فعاليات مؤتمر إيجبس 2020 تم توقيع عدد من الاتفاقيات البترولية مع الشركات الأمريكية لدعم وزيادة التعاون مع عدد من كبريات شركات البترول الأمريكية والمؤسسات التمويلية الامريكية الملا والسفير، حيث شهد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية والسفير الأمريكى بالقاهرة جوناثان كوهين توقيع اتفاق بين وزارة البترول والثروة المعدنية ووكالة التجارة والتنمية الأمريكية تهدف إلى مواصلة تعزيز التعاون بين الجانبين في مجال تطوير قطاع البترول، خاصة فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية لقطاع الطاقة في مصر وزيادة مشاركة القطاع الخاص وتكثيف التوعية بالفرص الاقتصادية محل الاهتمام المشترك.
ومن جانبه، أشار كريس لاعتزام وكالة التجارة والتنمية استمرار المساهمة في توفير التمويل لتنمية الموارد البشرية وبرامج التدريب ودراسات الجدوى والاستشارات والبعثات التجارية المتبادلة وورش العمل، وما يتعلق بتطوير المشروعات وأفضل ممارسات استخدام الطاقة والموارد الطبيعية.
كما شهد المهندس طارق الملا توقيع اتفاق بين الهيئة المصرية العامة للبترول وشركة شيفرون العالمية للتعاون التجاري والفني في مجالات التكرير والنقل والتوزيع للمنتجات البترولية والزيت الخام واتفاق ثان بين شركة الأسكندرية للزيوت المعدنية (أموك ) وشركة شيفرون العالمية للتعاون في تجارة وتصنيع المنتجات البترولية وتقضى الاتفاقية بين الهيئة المصرية العامة للبترول وشركة شيفرون بالتعاون التجاري والفني في مجالات التكرير والنقل والتوزيع للمنتجات البترولية والزيت الخام وذلك لتكوين شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات العالمية من خلال إمداد قطاع البترول بالخبرات الفنية اللازمة لتطوير وإدارة الموانئ وتشغيل معامل التكرير بأعلى كفاءة ممكنة وذلك في إطار منظومة التحديث والتطوير التي تنتهجها وزارة البترول والثروة المعدنية بالإضافة إلى التعاون في مجال تموين السفن استغلالا لموقع مصر المتميز وذلك في إطار استراتيجية تحويل مصر لمركز إقليمي لتدول الزيت الخام و المنتجات البترولية والغاز.
وتعمل الاتفاقية بين شركة الأسكندرية للزيوت المعدنية ( أموك ) وشركة شيفرون العالمية على دعم التعاون في تجارة وتصنيع المنتجات البترولية و ذلك لتطوير الفرص المتاحة للشركات المصرية لتكوين شراكات استراتيجية في مجال تجارة وتداول المنتجات البترولية من خلال التعامل مع كبرى الشركات العالمية ذات الكيانات الهامه في تلك المجالات تأسيسا على سياسة وزارة البترول والثروة المعدنية لتطوير نشاط التكرير للوصول لأعلى معدلات كفاءة ممكنة في الإنتاج ولاسيما من خلال استراتيجية تحويل مصر لمركز إقليمي لتجارة والتداول الغاز والزيت الخام والمنتجات البترولية.
كما شهد المهندس طارق الملا التوقيع علي اتفاقيتين مع شركة بكتل الامريكية الأولي لتنفيذ المشروعات البترولية والغازية في مصر والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والاتفاق الثاني مع بكتل للتعاون في خدمات إدارة المشروعات والتصميمات الهندسية لها وخدمات التصميمات الهندسية والتوريدات والإنشاءات وإدارة الإنشاءات بالإضافة الى الاستفادة من إمكانيات شركة بكتل عالميًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة