نجح شاب قاهرى فى تحقيق حلمه بامتلاك أرض فى سيناء وتحويلها مزرعة منتجة للخضراوات والفواكه الطبيعية والطيور والحيوانات على سواحل مدينة نويبع بجنوب سيناء .
الشاب "أمجد رؤوف"، روى لـ"اليوم السابع" تجربته من مزرعته بمنطقة نويبع، التى على أطرافها شيد استراحة اتخذها مقرا له، وفيها يستقبل ضيوفه وزائريه من كل محافظات مصر، بينهم زملاء له يشاركونه فرحة نجاحه وزوار يشاهدون تجربته لمحاولة تكرارها.
الشاب القاهرى
قال الشاب أمجد، إنه خريج كلية تجارة بجامعة القاهرة، وكانت حياته عادية وصفها بقوله "عايش كأى قاهرى وسط ضجيج العاصمة".
واستطرد، أنه شاء قدره أن تتاح له فرص عمل مع شركات تسويق، وجاب كل أنحاء سيناء من جنوبها لشمالها، وتعرف على كل مكان فيها، وقرر أن تكون له موطنا ومستقرا حتى نهاية عمره .
وأضاف أن هذا الارتباط بالأرض وأن يكون مالكا لحفنة من تراب سيناء بدأ بتشجيع من صديق شاهد تجربته ونجاحها في نويبع، وكان هذا قبل 3 سنوات حتى قرر شراء قطعة أرض وتحويلها لمزرعة .
قطعة الأرض فى سيناء
وتابع: ان المعروف عن مدينة نويبع أنها سياحية، ولكنها فى الحقيقة تخفى كنزا من الزراعة، وهذا ما أقنعه به صديقه وبدأ خطوات العمل، وبعد اختيار المساحة اللازمة كانت أولى الخطوات هى التعمير ولأن وجه الأرض تربة زلطية - كما يقول - فهذا يتطلب جهدا مضاعفا للتخلص من كل "طوبة " فى سبيل الوصول للتربة الخصبة الصالحة للزراعة التى بدايتها بحفر بئر مياه يحيي الأرض بعد سقياها.
وأضاف أن البداية كانت بزراعة الزيتون والجوافة وليمون وتين كمرحلة أولى، ثم استصلاح جزء ثاني من الأرض وزراعتها بالكاركاديا، وعشبة الليمون، والمرمرية، وهى أعشاب طبية مهمة، وبذلك أصبحت المزرعة تجود بكل الأنواع والأصناف.
تربية الدواجن فى المزرعه
وقال إن مراحل تالية للزراعة يقوم بها، وهى تجهيز جزء ثالث ليزرعه بمحاصيل جديدة، لافتا أنه أضاف لنشاط الزراعة كان وجود مزرعة فرصة ليمارس نشاط يعشقه وهو ركوب الخيل، حيث اشترى حصانا وأصبح صديقا له فى مزرعته ويعينه على التجول على ظهره لمتابعة كل جديد فى أركان مشروعه.
ووواصل: أن رؤيته لاستثمار المكان لم تتوقف عند هذا الحد، حيث أقام بمزرعته مشروعات صغيرة خاصة بتربية الحيوانات والطيور، منها الدواجن والحمام والسمان .
وقال، إن ما يميز إنتاجه والمزارعون من حوله هو اتجاههم للزراعة بنظام مزارع تنتج بدون أسمدة كيماوية، وتوفر إنتاج "أورجنيك" خالٍ من أى إضافات كيماوية، وهذا الإنتاج يلاقى إقبالا من مستهلكين مصريين وأجانب من رواد محافظة جنوب سيناء وزائريها.
زراعة قطعة الارض
وأكد الشاب أمجد رؤوف، أن سيناء بالنسبة له مستقر أبدى، واستطاع أن يتأقلم على المعيشة فيها والعودة للقاهرة بين حين وأخر لعدة أيّام لقضاء متطلبات أسرته، ومخططه أنه بعد فترة زمنية تنضم إليه أسرته، ويعيشون على تراب هذه الأرض إلى أن يشاء الله لهم من العمر .
وقال، إن تجربته يشجع عليها كل شاب طموح يريد أن يعمر بفكر جديد وواقع جاهز لذلك فى نويبع، لافتا أنه ليس بالسهولة المطلقة هذا الأمر وليس بالصعوبة المستحيلة فهو عندما شاهد نموذج نجاح آخرين طبقه، وعندما اشترى الأرض كانت مساحات مستوية من الرمال تعلوها الصخور، وكان الأمر مربكا لكنه لم ييأس. وفخور أن يديه حملت هذه الصخور وإزاحة عن وجه الأرض ثقلها وبينت كنوزها، وكانت فرحته باللون الأخضر عندما كسى وجه أرضه فرحة جبت وأزالت كل تعب ومجهود وتفكير سابق .
وتابع الشاب القاهرى، أنه أصبح مرتبطا بالأرض التى فيها جيران له يعتبرهم أشقاء له، منهم من أهل جنوب سيناء، وأبناء قبائلها الذين يتعاملون معهم بكل ود ومحبة، وشباب قدموا من كل محافظات مصر.
وبدوره تابع الحديث "على عبدالله عزازى"، وهو شاب من محافظة الشرقية، جاء بسيناء للعمل فى مزرعة "أمجد"، بقوله إنه كان من بين من يبحثون عن رزقهم للعمل باليومية أو شهرية، وكان رزقه فى هذه المزرعة وما حولها من مزارع أصبحت تتزين بها مدينة نويبع لتوفير نفقاته الشهرية وتخصيص جزء منها لأسرته بمحافظته .
تصليح الأرض الزراعية
وأضاف، أن مهمته هى التجهيز لزراعة أصناف جديدة، وكل ما تتطلبه أعمال فلاحة الأرض التى أصبح يجيدها ويريدها مهنة له، ويتمنى أن يكون فى يوما ما مالك لقطعة أرض فى هذا المكان الذى وصفه بالجميل البديع الهادئ .
يذكر أن عددا من المزارعين بدأوا منذ سنوات الاستغلال الأمثل لمناطق تنجح فيها الزراعة على مقرية من ساحل مدينة نويبع، لأنها ذات طبيعة أراضى خصبة، وبحسب تقديرات المزارعين فإن عدد المزارع وصل لأكثر من 75 مزرعة، بينها مزارع تخدم الجانب السياحى، حيث تخصص لاستقبال سائحين فى مجال الزراعة والتطوع .
وقام عدد من ملاك هذه المزارع مع ظهور جائحة كورونا بإطلاق مبادرة الصندوق الأخضر التى من خلالها يخصصون طلبات من إنتاجهم لمن يطلبها من سائحين وسكان بمدن محافظة جنوب سيناء تصل إليهم على شكل صندوق به أصناف متكاملة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة