بعد فوز المرشح الديمقراطى جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هناك ترقب لموقف الإدارة الأمريكية في ظل رئاسة "بايدن" من تنظيمات الإسلام السياسي ومنها جماعة الإخوان الإرهابية، هل سيدعم "بايدن" الجماعات الإرهابية التي لفظتها الشعوب العربية والإسلامية أم سيقف ضدها ويواجه هذه التنظيمات الإرهابية للقضاء عليها.
بالتأكيد الظروف الإقليمية والدولية تغيرت كثيرا الآن عما كانت عليه قبل سنوات حينما كان جو بايدن نائبا للرئيس الأمريكي السابق أوباما، فمصر استطاعت القضاء على جماعة الإخوان الإرهابية وأسقطها الشعب المصرى وأزاحها عن الحكم بعد ثورة شعبية شهدت خروج الشعب المصرى بالملايين ضدها، وواجهت الدولة المصرية التنظيمات الإرهابية وكشفت وجهها القبيح للعالم كله، وهو ما ترتب عليه تصعيد العديد من الدول ضد هذه الجماعات والتنظيمات الإرهابية، كما أن الأوضاع في مصر تغيرت، فالدولة المصرية حاليا مستقرة وقوية ولها تواجد قوى على المستوى الدولي في ظل علاقاتها الخارجية القوية والمتميزة.
كما أن تعامل الإدارة الأمريكية ومواقفها من التنظيمات الإرهابية المحسوبة على جماعة الإخوان، تغير في السنوات الأخيرة، ووضح ذلك حينما قررت واشنطن في عام 2018، وضع بعض الأذرع المسلحة لتنظيم الإخوان مثل "لواء الثورة" و"حركة حسم" على قائمة التنظيمات والمنظمات الإرهابية، وهو ما يشير إلى أن الإدارة الأمريكية اعترفت بخطورة هذه الكيانات الإرهابية المسلحة، وكذلك يعد اعتراف بجهود مصر في مواجهة ومكافحة ومحاربة الإرهاب، الأمر الذى جعل بعض الخبراء يتوقعون استمرار إدارة "بايدن" على نفس النهج في عدم مساندة ودعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية، فلا يعقل أن تدعم تنظيمات إرهابية خطيرة.
أيضا ما يساند هذا الرأي أن أعضاء في الكونجرس الأمريكي يطالبون بوضع تنظيم جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب وتصنيفه كـ"تنظيم إرهابى"، وهو ما يؤكد أنه سيكون هناك ضغط من قبلهم في هذا الملف، وبالتالي من المرجح أن تستمر الإدارة الأمريكية الجديدة في عهد "بايدن" في ملاحقة التنظيمات الإرهابية، على الأقل حماية وحفاظا على أمن المجتمع الأمريكي الذى تشكل هذه التنظيمات خطرا مباشرا عليه في ظل تواجد بعض عناصر الإخوان وأعضاء التنظيمات الإرهابية داخل الولايات المتحدة، وأيضا، موقف بعض الدول الأوروبية المتصاعد ضد تنظيم الإخوان الإرهابى خلال الآونة الأخيرة، سيجبر "بايدن" على اتخاذ موقف قوى وحاسم ضد هذه التنظيمات.
من جانبه، قال اللواء يحيى كدوانى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن الولايات المتحدة الأمريكية يحكمها سياسات واستراتيجيات لا تتغير بتغير رؤساء، وإن بعض الدول تستشعر مدى خطورة النشاط الراديكالي لقوى الإسلام السياسي المتطرف وما يحدث في أوروبا من الإسلاموفوبيا، والتطرف نتيجة السلوك العدوانى المتطرف الذى تنتهجه التنظيمات الإرهابية والذى لا يتفق مع صحيح الإسلام ووسطيته، مما جعل هذه الدول الأوروبية تتخذ موقف عدائى من هذه التنظيمات المتطرفة.
وأضاف "كدوانى"، أنه من المفترض أن موقف الإدارة الأمريكية الجديدة بعد فوز جو بايدن برئاسة أمريكا، سيكون على نفس الدرب في التصدي بحسم لتنظيمات الإسلام السياسى، خاصة بعدما أن وضعت واشنطن بعض الأذرع المسلحة لتنظيم الإخوان مثل "لواء الثورة" و"حركة حسم" على قائمة التنظيمات والمنظمات الإرهابية، خاصة أن هذه التنظيمات والجماعات تشكل خطورة على أمن هذه الدول ومنها أمريكا، قائلا: "نأمل أن نرى موقفا قويا من بايدن ضد هذه التنظيمات".
وتابع: "بايدن كان أحد الثلاثي الذى ساهم في الفوضى الخلاقة في الربيع العربي، ونأمل كثيرا في تغيير المنهجية والاستراتجية، وأن يكون هناك موقفا قويا ضد التنظيمات الإرهابية".
كما أشار إلى أن مصر لها ثقلها الإقليمي والدولي وفى ظل ثبات الأوضاع واستقرارها في مصر وتماسك النسيج الاجتماعي المصري خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة، ووعى الشعب المصري بالمؤامرات والمخططات، فذلك كله يجعل مصر قوية وتواجه أي محاولات للتدخل في شئونها، فلن يستطيع أحد أن يضر بالأمن القومى المصرى، والعلاقة بين مصر وأمريكا استراتيجية وقائمة على التعاون لتحقيق المصالح المشتركة.
فيما، قال النائب ممدوح الحسينى، إن الإدارات الأمريكية من المفترض أن تكون مواقفها واحدة وممتدة تتماشى مع سياساتها، وبالتالي بعد أن اتخذت واشنطن قرارا في وقت سابق بوضع بعض الأذرع المسلحة لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية وتصنيفها ضمن المنظمات الإرهابية، وهى حركتى "لواء الثورة" و"حسم"، عليها أن تستمر في ملاحقة التنظيمات الإرهابية وتصنيفها، وحماية المجتمعات من مخاطرها.
وأضاف الحسينى، أن الشعب المصرى والشعوب العربية لن يقبلوا أي توجد لجماعة الإخوان الإرهابية وأذنابها، فهذه الجماعة لفظها الشعب وأسقطها.