نشر اليوم السابع القصة الحقيقية لـ ترشيح الكاتب المصرى الكبير نجيب محفوظ، الذى تمر اليوم ذكرى ميلاده، لجائزة نوبل فى الآداب، وقد كان وراء هذه الإنجاز الكبير الدكتور "عطية عامر" الذى شغل أستاذ اللغة العربية فى جامعة استوكهولم، حيث قام هذا الرجل الوطنى بترشيح نجيب محفوظ للجائزة على مدى 10 سنوات كاملة.. وتساءل البعض من هو "عطية عامر"؟ وهو ما سنكشفه فى التقرير التالى:
الدكتور المصرى الراحل عطية عامر المولود فى 13 مارس 1922 والذى رحل عن عالمنا بحسب تأكيد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق لى قبل مايو 2012، وهو العام الذى كتب فيه الدكتور جابر عصفور مقالا عذبا فى مجلة العربى الكويتية يذكر فيها فضل الدكتور عطية عامر عليه، ويشير إلى إرثه الإنسانى والمعرفى والوطنى، وبحسب المقال فإن عامر كان يتمتع بروح وطنية عالية وبشخصية إنسانية راقية، كما كان يتمتع بصفة النبل والكرم فى آن، وذكر عصفور فى مقاله إنه "أى عطية عامر" واحد من الرجال القلائل الذين يحبهم ويحترمهم فى آن، وقد سمع عنه للمرة الأولى سنة 1978 حيث قالت له أستاذته سهير القلماوى، أنها كانت فى زيارة رئيس جامعة القاهرة الذى رجاها أن تقبل انضمام عطية عامر أستاذًا للأدب المقارن فى مصر، كما يذكر أن عامر درس فى السوربون مادة الأدب المقارن فى الخمسينيات، وأنه حينما أنهى دراسته عاد إلى القاهرة هو وزوجته السويدية لكنه خشى على حياته حينما شعر بعداء دولة يوليو للشيوعيين، حيث عرف عامر عن طريق قريب له فى جهاز أمن الدولة أن عبد الناصر أمر بالقبض على التجمعات الشيوعية فى مصر، وأن اسمه موجود فى قوائم المطلوبين للقبض عليهم، وأخبر عطية عامر زوجه بهذا الأمر فساعدته على الهروب إلى السويد سنة 1959، واتفقت مع سفير السويد على أن يحصل زوجها على جواز سفر سويدى، يجعل من عطية عامر تاجر أخشاب سويدى الجنسية، وخرج عطية عامر وزوجه من القاهرة ليلاً إلى الإسكندرية، وركبا منها باخرة تقودهما إلى فرنسا، كى يرتحلا من فرنسا إلى السويد، وبعد أن أعلن السادات أن حق العودة إلى مصر مفتوح أمام كل الذين اضطروا إلى تركها كرهًا خلال العهد الناصرى وأعيدت الجنسية المصرية للذين أسقط النظام الناصرى الجنسية عنهم، ومنهم عطية عامر الذى وجد نفسه مرحبًا به للعودة إلى جامعة القاهرة، وبالفعل عاد الرجل، لكن أساتذة كلية دار العلوم (التى هو أصلا منتسب إلى أعضاء هيئة التدريس بها) رفضوا عودته بحجة أن لديهم من يشغل كرسى الأدب المقارن بالفعل، ولما لم يكن هناك من يشغل هذا المنصب فى قسم اللغة العربية بآداب القاهرة، تعين فيه لفترة وجيزة.
ومن مقال عصفور الذى يجوز أن نعتبره "ترجمة" لشخصية الدكتور عطية عامر، أو شهادة عنه نعرف أن عامر كان رجلا مصريا يتميز بالعديد من صفات الشهامة والنخوة والاستقلالية، كما نعرف أيضا أنه كان مصريا حتى النخاع، ويتضح هذا من كتبه الغارقة فى حب مصر، مثل "الأدب الفرعونى" و"رسائل تحوت فى الحكمة والفلسفة" كما يتضح هذا من أسماء أولاده "رمسيس" الذى ذكر عصفور سهوا أن اسمه "أحمس" فى مقاله بمجلة العربى، بينما ذكر "وحيد موافى" اسمه الحقيقى، وابنته "إيزيس"، ولهذا يمكننا أن نقول إن عطية برغم أنه رحل عن مصر لكن مصر لم ترحل عنه، وظل على شغفه بها وحبه لها ودفاعه عنها وتصديه إلى مهاجمتها برغم تغربه القصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة