يزعم الباحثون أن نفايات البلاستيك التى تُركت مغمورة تحت الماء لمدة أسبوعين فقط يمكن أن تكون أكثر ضررًا للحياة البرية بعشر مرات من قطع البلاستيك "الجديدة"، إذ قام علماء من جامعة بايرويت بألمانيا بجمع جزيئات البلاستيك الدقيقة من المياه العذبة والمياه المالحة والمياه النقية ثم إلى خلايا الفم لدراسة تأثيرها.
واكتشف الباحثون أن جزيئات البلاستيك الدقيقة فى البحار والبحيرات تشكل قشرة تعمل بمثابة "حصان طروادة"، مما يسمح لها بالوصول إلى خلايا الحيوانات، وحذر الفريق الألمانى من أن 5.25 تريليون قطعة من النفايات البلاستيكية المغمورة بمرور الوقت ستتسرب إلى الحياة البحرية وقد تسبب ضررًا أكثر مما نعرف.
ووفقا لموقع "ديلى ميل" البريطانى، بحثًا فى كيفية تأثير البيئة على جزيئات البلاستيك الدقيق، قام الفريق بفحص جزيئات بلاستيكية فى المياه العذبة من بركة اصطناعية والمياه المالحة من حوض السمك، أو الماء المعقم عالى النقاوة لمدة أسبوعين أو أربعة أسابيع، ثم تم تعريض الجسيمات لخلايا الفأر لمدة ثلاث ساعات تقريبًا أثناء ملاحظتها لمعرفة كيفية اختراقها للخلايا.
تم امتصاص جزيئات البلاستيك الدقيقة المعرضة إما للمياه العذبة أو المياه المالحة بواسطة الخلايا بمعدل 10 مرات أكثر من الجسيمات النقية فى الماء النقى، ويرجع ذلك إلى ما يسمونه "الإكليل البيئي"، وهو عبارة عن قشرة من الكائنات الحية الدقيقة والجزيئات الحيوية التى تتشكل على أسطح الجسيمات.
قالت أنجا رامسبيرجر، طالبة دكتوراه فى جامعة بايرويت: " الهالة البيئية تشكلت فى ظل ظروف بيئية مماثلة لتلك الموجودة فى العالم الطبيعى، إنه يعزز احتمال الاندماج الخلوي وبالتالي قد يشكل المزيد من المخاطر الصحية على الكائنات الحية التي تبتلع هذه الجزيئات مع طعامها".
وهذا يتعارض مع الرأى السائد بأن البلاستيك نفسه مادة "خاملة" من منظور سام، حيث أن العكس هو الصحيح إذا تعرضوا للملح أو المياه العذبة.
وأضافت: "نتوقع أن تكون نتائجنا نقطة انطلاق للتحقيقات حول الآليات الخلوية لاستيعاب البلاستيك الدقيق من المياه العذبة والمياه المالحة وحتى البيئات الأرضية، وسيسمح لنا ذلك بالحصول على صورة شاملة عن استيعاب الخلايا لللدائن الدقيقة، والتى بدورها ستكون ضرورية لتحديد كيفية تأثير التعرض للبلاستيك الدقيق على الكائنات الحية فى البيئات الملوثة.
كشفت الدراسات الحديثة عن التلوث البلاستيكى فى 100 فى المئة من السلاحف البحرية، و 59 فى المئة من الحيتان، و 36 فى المئة من الفقمة، و 40 فى المئة من أنواع الطيور البحرية، وما يقدر بنحو 100000 من الثدييات والسلاحف البحرية ومليون طائر بحرى تقتل بسبب التلوث البلاستيكى البحرى سنويًا.
تشير هذه النتائج إلى أن اللدائن الدقيقة التى تتعرض للعوامل الجوية - مثل تلك الموجودة فى بالوعة الحساء فى رقعة القمامة الكبرى فى المحيط الهادئ - قد تشكل خطرًا صحيًا أكبر بكثير على الكائنات الحية من الجزيئات غير المصابة.