تمر اليوم الذكرى الـ 86 على ميلاد الشاعر الكبير محمد الماغوط، وهو شاعر سورى كبير من أبرز شعراء قصيدة النثر فى الوطن العربى، ولد الماغوط فى مدينة سلمية الواقعة بمحافظة حماة السورية، وتلقى تعليمه الثانوى فى إحدى مدارس ريف دمشق، انتسب إلى الحزب القومى السورى الاجتماعى منذ شبابه، ما تسبب فى دخوله السجن عدة مرات.
احترف محمد الماغوط الأدب السياسى الساخر وألف العديد من المسرحيات الناقدة التى لعبت دوراً كبيراً فى تطوير المسرح السياسى فى الوطن العربي، كما كتب الرواية والشعر وامتاز فى القصيدة النثرية التى يعتبر واحدًا من روادها، وله دواوين عديدة.
تزوج محمد الماغوط من سنية صالح، وأنجبا طفلتين: شام التى أصبحت طبيبة وتزوجت لتستقر أخيرًا فى الولايات المتحدة الأمريكية، وسلافة التى تزوجت وعاشت فى دمشق.
كانت روح التمرد مغروسة فى نفس محمد الماغوط منذ الصغر، إذ بدأ التدخين فى التاسعة من عمره فقط، واقتصر التعليم الذى ناله الماغوط فى طفولته على الدروس التى كان يتلقاها مع أبناء الفلاحين الآخرين فى "الكُتّاب"، والتى شملت القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم.
وعندما أنهى الماغوط دراسته فى "الكُتّاب"، انتقل إلى الدراسة فى المدرسة الزراعية الموجودة فى المدينة. وفى تلك الفترة، تعرف على الأستاذ والشاعر سليمان عواد، الذى كان ينشر كتاباته فى دوريتى "الآداب" و"الأديب"، وهنه اطلع على الشعر الحديث، ولاسيما مؤلفات الشاعر رامبو.
تعرف الماغوط فى بيروت على الكثير من الشعراء والأدباء اللبنانيين والعرب، فالتقى الشاعر العراقى بدر شاكر السياب، ونشأت بينهما صداقة قوية، كما التقى زوجته سنية صالح فى منزل الشاعر أدونيس. صدر أول ديوان شعرى للماغوط عام 1959 عن دار مجلة شعر، وكان عنوانه "حزن فى ضوء القمر"، وفى العام التالى أصدر ديوانه الثانى "غرفة بملايين الجدران".
فى ستينيات القرن الماضي، أقبل الماغوط على العمل الصحفي، فنشر عدد مقالات ساخرة فى مجلة البناء، وأصدر مسرحية "المهرج" عام 1960. بعدها، عيّن الماغوط رئيس تحرير مجلة الشرطة، وكتب فيها مقالات ساخرة دوريًا.
وبالإضافة إلى ذلك، ألف الماغوط عددًا من المسرحيات الساخرة أهمها: ضيعة تشرين، وغربة وكاسك يا وطن. واستمر الماغوط بالعمل الصحفى خلال عقد السبعينيات، فكتب فى صحيفة تشرين السورية، كما كتب أيضًا فى مجلة المستقبل، التى كانت تصدر فى مدينة باريس الفرنسية.
كانت فترة الثمانينيات من القرن الماضى كارثية على حياة الماغوط؛ إذ فجع بوفاة أخته ووالده وزوجته خلال مدة قصيرة بين عامى 1984 و1985، وبعدها بثلاثة أعوام توفيت والدته أيضًا. كان لوفاة زوجته أثر بالغ عليه، وحزن عليها حزنًا كبيرًا، ولم يتزوج مجددًا بعد وفاتها.
عاد الماغوط بعد ذلك إلى التأليف، فكتب عدة سيناريوهات لأفلام سينمائية مهمة مثل التقرير، والحدود والمسافر، بالإضافة إلى بعض المسلسلات التلفزيونية أشهرها حكايا الليل. من جهة أخرى، نشر الماغوط نصوصًا شعرية جديدة فى مجلة الوسط التى تصدر فى لندن.
تعرض للسجن والاعتقال عدة مرات بسبب انتمائه للحزب السورى القومى الاجتماعي، حاز جائزة "سلطان بن على العويس الثقافية للشعر" عام 2005، وتوفى فى دمشق، فى 3 أبريل عام 2006.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة