أصبح الشاب المصرى محمد أحمد عثمان، ابن قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، حديث الصحف والقنوات الفضائية بالمدن الإيطالية، للعام الثانى على التوالى، لشهامته التى يتميز بها المصريون، ودائما تظهر معادن المصريين فى وقت الشدائد.
فالبرغم من توقف شبه كامل للدخول فى المدن الإيطالية، فى ظل الظروف التى تمر بها تلك الدول الأوربية من انتشار فيروس كورونا، وارتفاع حالات الوفاة، والتى انعكست بالسلب على الدخول هناك وخاصة العمالة الأجنبية والمغتربين وخاصة المصريين، إلا أن محمد أحمد عثمان الشاب المصري، نموذج فريد للمسلم المعتدل والمصرى بمعدنه الأصيل عندما أثبت لأوروبا عامة والإيطاليين أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصى على سابع جار، فطبق المثل بصورة أكبر وأوسع، للعام الثانى على التوالى وكما تم تكريمه العام الماضي، تم منحه هذا العام وسام التميز.
قال محمد أحمد عثمان، 36 سنة إنه مصرى من محافظة كفر الشيخ يقطن بإحدى المدن الإيطالية منذ 15 سنة، فكر فى مساعدة أهالى البلدة التى يقطنها، خاصة المقيمين فى المنازل فى ظل الأزمة التى تشهدها إيطاليا لفيروس كورونا، وخاصة كبار السن من خلال تقديم السلع الغذائية والفاكهة لهم دون مقابل، وتواصل مع الصليب الأحمر، وساهم بـ2000 وجبة متنوعة حتى الآن، مؤكداً أنه لم يقصد من عمله الدعاية أو الشهرة ولكن رسم صورة لطبيعة المصرى والعربى والمسلم والطبيعة والقيم التى تربينا عليها بمساعدة الآخرين، والرسول صل الله عليه وسلم وصى على سابع جار.
وأكد عثمان، لـ"اليوم السابع" بدأت الصحف تتبعه والقنوات الفضائية، فوجدها فرصة ليعرض المشكلة التى يمر بها المصريون هناك، لتأخر المديونيات التى عليهم فطوال فترة عام كامل أو يزيد لم يسددوا ثمن إيجارات السكن ولا الغاز ولا الكهرباء، وغير مستمرين فى العمل، نظراً للظروف الراهنة، فطالبت من خلال وسائل الإعلام الإيطالية والتلفاز موجهاً ندائه للحكومة الإيطالية بتخفيض الايجارات المتراكمة على المصريين، لعدم ثبات عملهم ورواتبهم أو تسديد تلك المديونيات عليهم.
وأضاف عثمان، كما عبر عن مشكلة المصريين لعدم استطاعتهم العودة لعدم امتلاكهم ثمن المسحات، فهى مكلفة بالنسبة لدخولهم الضئيلة، ومضطرين للبقاء فى المدن الإيطالية، مؤكدًا أنه ينتظر الإجابة على مطالبة، وبرغم تلك الظروف الراهنة الصعبة، ولأنه يملك محل لبيع الفواكه والخضراوات، فهو مستمر فى مساعدة عدد من الأسر خاصة كبار السن على قدر استطاعته.
وأضاف عثمان، لـ"اليوم السابع"، البلدة التى يقطنها بها 33 ألف نسمة و650 شخصًا أغلبهم من كبار السن أعمارهم ما بين 70 لـ95 سنة، يصعب خروجهم فى ظل انتشار فيروس كورونا لإحضار أغراضهم، فحاول توفيرها بشكل سلس لهم ويساعد الجاليات العربية والأوربية المتواجدة بالمدينة، ليسوا لكونهم محتاجين ولكن تطوعاً منه، فى ظل انقطاع الرواتب منذ عدة أشهر بعد عودتها، وأمر طبيعى أن تساعد الناس.
أكد محمد أحمد عثمان، أمام الإنسانية تسقط جميع الأحكام والقوانين العالمية، أنا لست عالماً فى علوم الدين، ولكنى أعرف معنى الإنسانية التى تسقط وتخضع لها كل قوانين العالم، ولست نائباً أو مسئولاً فأنا أقل شخص تراه، ولست فقيهاً أو داعياً إسلامياً، ولكنى أفقه ما يحث عليه السلام النفسى وحب لأخيك كما تحب لنفسك، متسائلاً كيف ينام الإنسان وهو يعلم أن جاره جائع وفى محنة.
وقال محمد عثمان: يجب أن نتعلم قوانين الإنسانية قبل أن نتعلم قانون الحياة، مؤكداً أننى أقل مما تتخيلون ولكن الله يسخر له ما فى قدر استطاعتى فعله، الموضوع لا يحتاج توجيها لكنه يحتاج إراده أن تعمل شيء من داخلك دون أى توجيه، مؤكداً لم يكن يتخيل أن يتواجد الصليب الأحمر فى منزل عامل بسيط مصرى، ليتحول لمحطة لجلب المعونة للإيطاليين .
وأكد عثمان، أن الصليب الأحمر أتى لمنزله المتواضع العام الماضى، ليمده بالأطعمة والفاكهة التى يقدمها للمحتاجين أنه فى قمة السعادة لأنه مصرى مثلوه بمناضل إيطالى كان فى عام 1954، لذا يجب علينا أن نفتخر بعروبتنا ويجب على العالم أن يعرف ذلك وعودة هيبة الدولة ونشر تعاليم الدين الإسلامى، مؤكداً أنه يتوجه بالشكر لكل مصرى عمل مبادرة ونجحت، ويثنى على كل مصرى شرف بلده موجهاً نصيحة لكل رب أسرة مصرى، أن جلوسه فى بيت أمان وسلامة لأولاده، ولعائلته وكل من حوله.
وقال عثمان، إنه يقدم وجبات متنوعة، وفاكهة يتم وضعها فى أكياس، ويقوم بتوصيلها للمنازل بنفسه، وللجاليات العربية وغيرهم، وتعرض فى البداية لغرامات من قبل رجال الشرطة لخروجه، وتوجهه للمنازل، ولكنهم تفهموا بعد ذلك ما قام به وأنه كمصرى وعربى ومسلم تعودنا على العطاء وقت الأزمات هذا ما أرشدنا له ديننا الإسلامى.
وأكد عثمان أن مدينة فلورنسا مدينة صغيرة بها 21% من قاطنيها مسلمين، وتشهد التزام كبار السن المنازل، والمصريين هنا بخير والحمد لله، مشيراً إلى أنه طلب من الأسر إرسال متطلباتهم من أغذية وفاكهة، ليقوم بإيصالها للمنازل مجاناً، أما الأسر وكبار السن يقوم هو بتوصيلها لهم، ونظراً لطبيعة الإنسان العربى خجول بطبيعته يتم توصيل ما يحتاجونه الاخوة العرب دون معرفة من يتم توجيه السلع له، ويتعرف على احتياجاتهم من خلال رسائل خاصة.
وقال عثمان، إنه لجأ لوسيلة أخرى لبحث الآخرين على العطاء بتعليق لافتة على جانب المحل الخاص به لبيع الفاكهة، لافتة كتب بها باللغة الإيطالية "صباح الخير.. هناك سلة بجوار المحل تم وضعها وبها مأكولات فمن يريد منها شيئاً فليأخذ ما يشاء، ومن يريد التبرع بما لديه فليضعه فى السلة ليأخذها من يحتاج".
وأضاف عثمان، أن الصحف الإيطالية، و4 قنوات، تناولوا ما قام به معربين عن سعادتهم كعمل جيد وقت الأزمات لم يتعودوا عليه، مؤكداً أنه وجد بركة فيما فعل، وانعكس عليه بالإيجاب، وفتح الله عليه لأنه من يقدم الخير يجد أضعافه من الله سبحانه وتعالى.