تتجول دائما بشوارع وسط القاهرة لتقدم عروض "اللعب بالنار" وتخاطر بسلامتها لكسب قوت يومها.. وسط ضغوط الحياة وصعوبة المعيشة، ضربت "رضا عيد" الشهيرة بـ" أم وليد الحاوى"، مثال للمرأة الحديدية التى واجهت الصعوبات لتدبير قوت يومها وتوفير مصدر للرزق الحلال لتربية أولادها، وذلك من خلال مهنة صعبة وهى اللعب بالنار.
"أم وليد الحاوى" اشتهرت فى وسط البلد وكل أصحاب المقاهى بالقاهرة الخديوية يعرفونها ويعطونها الفرصة لتقديم عروضها للعب بالنار، وكسب ما يقدم من الزبائن، حيث تعمل بهذه المهنة منذ سنوات، حتى عرفها الجميع.
"رضا".. اسم على مسمى، فهى راضية بما تكسبه رغم ما أصابها من أمراض الصدر بسبب الجاز الذى تستخدمه فى اللعب بالنار، ومع كبر سنها تتمنى أن توفر لها الدولة مصدر دخل أو معاش يساعدها على الحياة وتربيه أولادها.
"اذكر الله.. سمعنا صلاة النبى.. بيقولك على اللى فى ايدى نار أن شاء الله لأجل لقمة العيش المرة لأجل أكل عيالى لقمة حلال.. أكلها نار.. أطفيها نار.. من قال يارب غلب من قال يا عبد ندم" بهذه الكلمات تقدم "الحاوى" عروضها لأكل النار وإطفائها بفمها بدون أن تحرقها النار.
تبدأ "رضا" يومها بترديد هذه الكلمات يوميا قبل خروجها من المنزل: "توكلت عليك يارب ارزقنى برزق عيالى وسد ما على وارزقنى برزق عيالى..رميت حمولى عليك يارب"، متمنيه أن يرزقها الله بقوت يومها وأولادها، قائلة: نفسى فى مصدر رزق وشقة من الحكومة وادفع ايجارها أفضل من مكانى الحالي.
وتحكى رضا، لـ"اليوم السابع"، عن سر مهنتها واستمرارها عليها قائلة: تعملت المهنة من عمى، ولما توفى زوجى أبو أبنى الكبير لم أجد غيرها لتدبير قوت يومى وتوفير ما يحتاجه أبنى، وبشتغلها من 30 سنة، ولكن مع كبر سنى أصبحت المهنة عبء كبير خاصة أن نفسى أصبح أقصر بسبب تعب صدرى من الجاز، ونفسى فى مصدر رزق أخر".
وتعبر "الحاوى" عن فرحتها الكبيرة برد فعل المارة وزبائن الكافيهات والمقاهى، بعد تقديمها لعرض اللعب بالنار، قائلة: بحس انى بسعدهم وفرحتى بتبقى كبيرة لما بيشجعونى، والشغلانة دى أحسن من الشحاتة أو عمل شيء يغضب الله".