متى ستنتهى أزمة كورونا؟، سؤال ما زال يطرحه الملايين حول العالم، منذ بداية أزمة هذا الفيروس الذى تسبب في وفاة قرابة المليون ونصف فى العالم وأصاب أكثر من 65 مليون شخص حول العالم حتى وقتنا هذا، إلا أنه أصبح هناك بصيص من الأمل بعد الإعلان عن عدد من اللقاحات، وبدء بعض الدول فى تطعيم شعوبها.
ليأتى سؤال بشأن فى معركة كورونا القادمة، من سيحصل على اللقاح أولا؟ وهل سيكون لدى تحالفات اللقاحات الدولية القدرة على إنتاج لقاحات تكفى سكان العالم، وهل سيكون هناك توزيع عادل لهذه اللقاحات على الدول؟ أم أن العالم سيدخل في معركة جديدة عام 2021، بشأن امتلاك اللقاحات والتربح منها وتحديد من يستفيد؟
رغم ضبابية المشهد حتى الآن بشأن الإجابات عن هذه الأسئلة، فالحقيقة المؤكدة أن العالم سيظل في معارك حتى بعد 2021، وفقا لتأكيدات العديد من الدوريات العلمية باستمرار الفيروس حتى في وجود اللقاح، لأن الهدف حتى الآن هو تحييده بحيث يكون مرضا غير قاتل، وليس معنى حصول الشخص على اللقاح أن يكون غير حامل له، فقد يتكاثر الفيروس لدى الحاصلين على اللقاح دون أن يصيبهم، وهذا كفيل بأن ينقل المرض للآخرين الذين لم يحصلوا عليه، وكل هذا يدفع بالقول باستمرارية الحرب ضد هذا الوباء وظهور معارك جديدة لم تطل براسها حتى الآن.
لكن ما يزيد الأمر استشراقا وتفاؤلا، إن الإعلان عن عدة لقاحات فى العالم، أدى إلى اتساع دائرة الأمل، بقرب نهاية هذا الوباء اللعين، الذى تسبب في رعب وفزع شعوب العالم، وتدهور الأحوال الاقتصادية والمعيشية في الكثير من الدول، وانهارت أعتى المنظومات الصحية أمامه، ولأنه على الأقل أصبح العالم الآن أكثر اطمئنانا من الأول، واعتقاده أن خطورة هذا الفيروس في تراجع، وأن هذا اللقاحات على الأقل ستساهم في تقليل نسب الوفيات، وكذلك نسب الدخول للمستشفيات، إضافة إلى يكون بمثابة نقطة نور حول حماية أبطال الجيش الأبيض من الأطقم الطبية أثناء معركتهم ضد هذا العدو الخفى، ورسالة أمل لأهالينا من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة لحمايتهم من هذا الوباء القاتل.
وأخيرا.. رغم هذا الأمل فى توفير اللقاحات وبدء تطعيم الشعوب، تبقى النصيحة الوحيدة، والحقيقة المؤكدة للخبراء، هي حتمية تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعى، والاعتماد على نظام غذائى صحى، وتغيير نمط الحياة بشكل عام، وتجنب الاستخدام السيئ للأدوات الشخصية، ببساطة يجب أن تتحول الإجراءات الوقائية ضد الفيروس إلى أسلوب حياة في كل الأحوال سواء ما قبل توفير اللقاح، أو ما بعد توفيره، لأن الرهان الحقيقى حتى الآن، هو التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية والوقائية والتباعد الاجتماعي حتى يظل الفيروس تحت السيطرة..