إخناتون، أحد أشهر الفراعنة المصريين، هو آمنوفيس الرابع أو آمنحتب الرابع، أحد ملوك الأسرة الـ18، ولد فى عام 1380 قبل الميلاد، كان والده أمنحوتب الثالث يحكم مصر، وأمه "تى" قد وفرا له حياة مترفة بمعنى الكلمة، بينما كان "يويا" جده لأمه هو معلمه، وقد رصد "اليوم السابع" تابوت الملك إخناتون، الموجود فى المتحف المصرى بالتحرير، والذى نستعرض قصته عبر السطور المقبلة.
غطاء تابوت الملك إخناتون، الذى يعود للأسرة الثامنة عشر، "1351 ـ 1334 ق .م"، مصنوع من الخشب المذهب، ويرى بعض العلماء أنه عقب وفاة الملك إخناتون وتولى توت عنخ آمون عرش مصر عاد الأخير إلى العاصمة القديمة طيبة "الأقصر حاليًا" حاملا معه مومياء أبيه مخبأة داخل تابوت إحدى السيدات، حيث قام بدفنه داخل المقبرة رقم 55 المنحوتة بوادى الملوك.
التابوت
بالنسبة للجزء السفلى لتابوت الملك إخناتون، فقد عثر على هذه الشرائط الذهبية فى وادى الملوك عام 1907، ونقلت إلى مخازن المتحف المصرى بالتحرير تمهيدًا لترميمها، لكنها اختفت بين عامى 1915 و1931، وفى أواخر السبعينيات ظهرت فى السوق السويسرى، وفى الثمانينيات قام المتحف المصرى فى ميونخ "ولاية بافاريا فى ألمانيا" بدراستها، وبعد عدة محاولات رممت على جسم من البليكس جلاس، وعرضت فى ميونخ لأول مرة للجمهور فى شهر أكتوبر من عام 2001، وتم الاتفاق بعد مباحثات طويلة بين وزارة الثقافة المصرية وسلطات ولاية بافاريا على إعادتها إلى مصر.
كان أمنحوتب الشاب مرھف الحس ذكى وذا نفس صافیة، فاجأه موت والده الذى لم يتجاوز الخمسین من عمره، وصار الشاب مطالبا بحكم البلاد وإدارتها، واتسعت المساحة لوالدته الملكة.
غطاء التابوت
كان الكهنة المصريون يديرون كل شىء، يتحكمون فى مفاصل الدولة، وكانت "تى" لا تحب الكهنة وقد تشرب ابنها منها ذلك، ومن هنا جاءته فكرة الخروج عليهم، وكانت فكرته الأساسية التى آمن بها جدا هى وجود إله واحد اسمه آتون، بعيدا عن فكرة التعدد التى كانت منتشرة فى تلك الفترة.
تزوج أمنحوتب الرابع وعمره اثنا عشر عاما من نفرتیتى، التى لم تكن من الأسرة الحاكمة، ويبدو أنھا ابنة أحد كبار النبلاء المصريین وكان يدعى (أى) أما عن امھا فقد توفیت وكانت الزوجة الثانیة لاى وتسمى تى وكان يطلق علیھا المرضعة الكبرى أو المرضعة للملكة.
لم تنجب نفرتيتى إلا عندما بلغت السابعة عشر من عمرها، وكانت طفلة واسمها "مريت"، وقد أنجب نفرتيتى 6 فتيات جميلات، إضافة إلى إنجابه لولده توت عنخ آمون من زوجة ثانوية كانت تُدعى "كيا".
أنجب إخناتون ست بنات من زوجته نفرتیتى، وھن بالترتیب: مریت آتون، ومكت آتون، وعنخ اس ان با آتون، ونفر نفرو آتون، ونفر نفرو رع، وستبن رع، وأنجب اخناتون ولدین من زوجة مجھولة وربما تكون محظیته كیا أو شخصیة أخرى.
وینسب إلى إخناتون بنتان أو ثلاثة أضیفت لھن صفة "الصغرى"، وكان لإخناتون ثلاثة بنات وولد أثناء إقامته فى طیبة وقبل أن ینتقل إلى تل العمارنة، وبمجيء العام الرابع عشر لم یتبق من بنات إخناتون سوى مریت آتون وعنخ اس ان با آتون، وولدین ھما توت عنخ آمون وسمنخكارع.
وفى عهد إخناتون انتشر مرض الطاعون، وقد وصل إلى أسرته وأخذ حياة ثلاثة من بنات الفرعون، مما أصابه بالفزع فراح يعد الجميع ليكون حاكما بعده لأنه لم يعرف من سيعيش من هؤلاء الأطفال ومن سيأخذه الموت.
انتقل إخناتون فى العام الرابع من حكمه إلى تل العمارنة الواقعة حاليا فى محافظة المنيا، وكانت تسمى (أخيتاتون)، وهناك استطاع أن ينشئ المدينة التى يريد، ليس فيها سوى عبادة إلهه الواحد، وكانت زوجته نفرتيتى وبقية أسرته يعبدون معه نفس الإله، لكن بعد موت إخناتون هجرت المدينة وعاد من تبقى من الأسرة مرة أخرى إلى طيبة.
مما يؤخذ على إخناتون أنه تشدد فى سبيل أهدافه، وبدأت تظهر لديه عداوة كبيرة لكل من يخالفه، ولم يتقبل الآخر، ربما حدث ذلك لكون كهنة آمون قد أشعلوا ضده المؤامرات، والحروب، فكان رد فعله مماثلا لتشددهم.
حكم "إخناتون" 17 عاما، ساءت فيهم أحوال البلاد اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، لأنه اهتم فقط بنشر مفهومه الجديد للألوهية، واصطدم بالثقافة الموروثة من عقود الصراع الدينى، وبمؤامرات الكهنة، مما تسبب فى ضياع الكثير من ممالك مصر، وسمح للولاة فى الأمصار البعيدة بكثير من التمرد.
مات إخناتون وھو لا يزال شابا فى الثانیة والثلاثین من عمره، وللأسف فقد انتهى معه دينه وعقیدته، وحتى الآن لم يتم الكشف عن "موميائه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة