كثيرة هى قضايا الزوجات ضد الأزواج –والعكس صحيح- أمام محاكم الأسرة فى كل الجمهورية، بل فى شتى بقاع الكرة الأرضية، فهذه تطالب بخلع، وأخرى تريد نفقة وثالثة تخاف ألا تقيم حدود الله.. هذه كلها أمور مقبولة فقد اعتدنا عليها، أما غير المقبول هو ما حدث فى الجيزة، حيث اشتكى زوج من زوجته بضربها له ضربا مبرحا.
الزوج أقام دعوى نشوز ضد زوجته أمام محكمة الأسرة بالجيزة، ادعى فيها خروجها عن طاعته، واعتيادها التعدى عليه بالضرب المبرح وفق كاميرا بمنزله، وذلك طيلة 6 سنوات هى مدة زواجه، عانى فيها من عنفها وعصبيتها وضربها المبرح وتدمير سمعته أمام أهله، حتى دخل المستشفى وحالته حرجة.
أكيد كل بيت فيه مشاكل، وكثير جدا ما تصل تلك المشاكل إلى الانفصال، وهذا معقول، أما غير المعقول أن يترك الرجل زوجته تهينه وتضربه طيلة 6 سنوات دون –على الأقل– الهروب من هذا الجحيم، أو أى رد فعل يدل على رفض تلك الإهانة وهذا الذل.
كلنا يريد أن يعيش حياة هانئة بعيدة عن الإهانة والذل والعنف والضرب، أما لو حدثت تلك الأفعال غير المرغوبة فماذا عسانا أن ننتظر، لماذا نتحملها، هل من أجل الأطفال، وأى طفل سيترعرع –سليما نفسيا- فى بيت كله ذل لاسيما ذل الأم للأب، أرى أن الانفصال فى مثل هذه الحالات "أفضل للأولاد وأسلم للزوجين وأبقى للحياة.
الأهل لهم دور كبير فى مثل تلك المشاكل –إن أرادا إصلاحا- درءا للعيشة المليئة بالإهانات، فواجب على الأم –الحماة- أن تتحدث مع ابنتها وتعرفها وتعلمها حقوق زوجها، ويعلم الأب –الرجل الكبير- ابنه معنى كلمة رجولة ويشرح له المسئولية التى تقع على عاتقه لتسير الحياة الأسرية ويتحقق قول الله تعالى "وجعلنا بينكم مودة ورحمة".
طالبت فى مقال سابق بمعاملة المرأة بكل لين ورفق وأن المرأة مكانها فوق الرؤوس، وهذا حقها فهكذا يعامل الرجل المرأة، لكن في الوقت نفسه لابد أن تحترم الزوجة زوجها وأن يسود الاحترام بين الجميع، فلن يكون الابن سويا إن أهان الرجل زوجته، ولن تكون الابنة سليمة نفسيا إن أهانت الزوجة زوجها، فكن رجلا أيها الرجل، وكونى سيدة أيتها المرأة، عيشوا حياتكم بما يرضى الله لا ضارب ولا مضروب.