كشفت دراسة بحثية أن السنوات التى تسبق سن اليأس هى فترة تزداد فيها مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء، مؤكدة أن مراقبة صحة المرأة ونمط حياتها، مع دمج استراتيجيات التدخل المبكر من أجل صحة القلب والأوعية الدموية الجيدة مهمة، خاصة خلال منتصف العمر وأثناء انقطاع الطمث للمساعدة فى الوقاية من أمراض القلب، وفقًا لبيان علمى جديد صادر عن جمعية القلب الأمريكية، ونُشرت الدراسة بعنوان "انتقال سن اليأس ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الآثار المترتبة على توقيت الوقاية المبكرة فى مجلتها الرئيسية، الدورة الدموية".
قالت سمر الخضرى، دكتوراه في الصحة العامة وأستاذ علم الأوبئة بكلية الدراسات العليا للصحة العامة بجامعة بيترسبرج ومعهد العلوم السريرية والتحويلية: "على مدار العشرين عامًا الماضية، تطورت معرفتنا بكيفية مساهمة انتقال سن اليأس فى أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل كبير، لقد جمعنا البيانات التى تشير باستمرار إلى أن التحول فى سن اليأس هو وقت تغيير فى صحة القلب والأوعية الدموية، والأهم من ذلك أن أحدث إرشادات جمعية القلب الأمريكية الخاصة بالنساء لم تتضمن البيانات المتوفرة الآن"، وأضافت أن سن اليأس هو وقت يزداد فيه الخطر على صحة قلب المرأة، وبالتالي هناك حاجة ملحة لمناقشة الآثار المترتبة على هذا الكم المتراكم من الأدبيات حول هذا الموضوع".
بالنسبة للعديد من النساء، يبدأ انتقال سن اليأس التغيير من مرحلة الإنجابية إلى المرحلة غير الإنجابية من الحياة التي تتميز بتغيرات في الدورة الشهرية عندما يكونون في أواخر الأربعينيات إلى منتصف الخمسينيات من العمر قبل هذا التحول، تنتج النساء هرمون الاستروجين، وهو هرمون الجنس الأنثوى، والذى قد يكون له أيضًا تأثيرات واقية من القلب عندما تمر النساء بمرحلة انتقالية طبيعية لانقطاع الطمث، ويتوقف مبيضهن عن إنتاج نفس القدر من الإستروجين، ويمكن أن يحدث هذا أيضًا من خلال انقطاع الطمث الجراحى (استئصال الرحم الجزئي أو الكامل، والذى يتضمن إزالة أحد المبيضين أو كليهما) تحدث تغييرات كبيرة في صحة القلب والأوعية الدموية لدى المرأة، ما يؤدي إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب، أثناء فترة انقطاع الطمث.
ونظرًا لأن الزيادة فى خطر الإصابة بأمراض القلب أثناء انقطاع الطمث مرتبطة بانخفاض إنتاج هرمون الاستروجين، فقد درس أخصائيو الرعاية الصحية والعلماء ما إذا كان العلاج الهرموني قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهناك بحث يشير إلى الفوائد المحتملة للقلب والأوعية الدموية لمجموعات معينة من العلاج الهرمونى عندما يبدأ فى سن اليأس المبكر لكن ليس في وقت متأخر، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتقييم دور العلاجات الهرمونية الأخرى، ومدة تأثير هذه التدخلات على صحة القلب والأيض.
بالإضافة إلى ذلك تشير بعض الدراسات إلى أن فوائد العلاج الهرمونى، بما في ذلك انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 والحماية من فقدان العظام، يبدو أنها تفوق المخاطر بالنسبة لمعظم النساء في سن اليأس المبكر، وتؤيد التوصيات الحالية الصادرة عن الجمعيات الطبية المهنية الرائدة استخدام العلاج الهرموني للنساء اللائي بدأن مؤخرًا في مرحلة انقطاع الطمث، مع وجود مؤشرات مناسبة.
وقالت الخضرى "يهدف هذا البيان العلمي إلى رفع مستوى الوعي لدى كل من العاملين في مجال الرعاية الصحية والنساء حول التغيرات الكبيرة في صحة القلب والأوعية الدموية المصاحبة لمنتصف العمر وانقطاع الطمث والإشارة إلى أهمية تبني استراتيجيات الوقاية في وقت مبكر خلال هذه المرحلة".
تشمل النقاط الرئيسية في البيان ما يلي:
ترتبط بعض الأعراض الشائعة مع انقطاع الطمث بأمراض القلب والأوعية الدموية ترتبط الهبات الساخنة والتعرق الليلي بمستويات عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الاكتئاب واضطرابات النوم، المرتبطة فى بعض الدراسات بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، شائعة أيضًا بين النساء خلال هذا الوقت.