مرة ثانية يؤثر فيروس كورونا المستجد على الاحتفالات الكنسية والمسيحية بالكريسماس، وعيد ميلاد يسوع المسيح، فقد اتخذت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الكثير من الإجراءات الاحترازية الفترة الماضية بعد ازدياد عدد الوفيات بين صفوف كهنتها ورغم تعليق الخدمات قررت الكنيسة إلغاء أي قداسات أو احتفالات برأس السنة الميلادية وهى ليلة 31 ديسمبر من نهاية العام وهى آخر يوم في السنة الميلادية وذلك خوفا من شبح كورونا.
وعبر تاريخ البشرية مع الأوبئة، تسببت انتشار بعض الأوبئة والطواعين في منع إقامة الاحتفالات المسيحية، وغلق للكنائس في مختلف أنحاء العالم، للحد من خطورة الإصابة بطاعون الموت الأسود.
بحسب كتاب "طاعون لندن سنة 1664" تأليف غريت بليج، كان شتاء ذلك العام قارسا، وقبيل احتفالات عيد الميلاد، تحدث الناس عن مذنب في السماء، وقالوا إنه نذير رياح وعواصف رهيبة وقاتلة، وذات يوم، أعلن أنه، في المنطقة النائية القذرة، في "سنت جايلز إن ذا فيلدز"، توفيت المرأة الطيبة فيليبس بسبب الطاعون.
أغلق المسئولون منزلها، وطلوا الباب طلاء أحمرا، وكتبوا عليه "ارحمنا يا الله"، بحلول عيد الميلاد التالي، قتل ما يقرب من 100 ألف شخص كانوا يعيشون في لندن وحولها، تقريبا ثلث الذين لم يهربوا.
ووفقًا لكتاب "عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور" تأليف سوزان سكوت وكريستوفر دنكان، أنه عندما ضرب الطاعون كيندال في شمال إنجلترا عام 1597م، كان أول ما ضربها في نفس اليوم الذي ظهر فيه في كارلايل. لا تتوفر تفاصيل كثيرة عن الوباء هناك نظرًا لأن سجلات الأَبْرَشِيَّة غير مكتملة، لكن من الواضح أن نوبة التفشي في كيندال كانت عنيفة. في تلك الأثناء، توقفت أقسام وثائق التعميد والزواج والدفن من السجلات في الصيف، ولم تُستأنف حتى وقت عيد الميلاد. كانت مدة هذه الفجوة خمسة أشهر، وقبل هذه الفجوة ببضعة أشهر، كان هناك بعض أقياد الدفن المميز إلى جانبها في الهامش بحرف P أو Pla (الحرف الأول أو الحروف الثلاثة الأولى من كلمة طاعون، plague، بالإنجليزية).
وتذكر المراجع الكنسية أن كنيسة القيامة في القدس، أغلقت أبوابها سنة 1349 بسبب انتشار وباء الطاعون أو ما عُرف حينها الموت الأسود أو الموت العظيم.