ونحن نقترب من نهاية 2020، وبداية عام جديد، فإن فيروس «كوفيد - 19» يحتل المساحة الأوسع من حصاد السنة، بل وربما يسيطر على العام الجديد، ويظل التساؤل عما إذا كان الرعب مضاعفا؟ لأن العالم يتفرج على ضحايا الفيروس عبر العالم، ويرى مواطنو العالم أنفسهم وغيرهم وهم يتعرضون للإصابات، ويسقط منهم موتى من دون القدرة على معرفة كاملة لهذا الخصم الغامض، الذى يشبه أفلام الرعب، خلال عام كامل ويتعرض سكان العالم لأنباء تتغير كل دقيقة، وتصريحات تتناقض وتختلف، وتنتقل عبر الفضاءات وأدوات التواصل، ليبقى المواطنون «العالميون» خاضعين لأكبر عمليات بث لأخبار ومعلومات بعضها متضارب.
اليوم يتحدث العالم عن سلالة جديدة من فيروس كورونا، تنتقل أسرع وإن كانت بنفس خطورة سلالات أخرى، وخلافات عما إذا كانت السلالات الجديدة تقاوم اللقاحات التى أنفقت عليه الدول مليارات، وهناك آراء أخرى لتطمئن الناس بأن اللقاح سوف يكون صالحا، وينتظر العالم اللقاحات، مع مخاوف وتحذيرات من آثاره الجانبية، وبوضوح هناك درجة ما من التجريب فى هذه اللقاحات جميعا، لأنه يجب أن تكون هناك مرحلة للتجريب على البشر، والتعرف على آثاره الجانبية، وهى آثار تتفاوت من شخص لآخر، ومن عمر أو تركيبة جثمانية، هناك عوامل كثيرة تحكم تجارب اللقاحات، وهناك قطاعات سوف تتلقى الجرعات الأولى، وهؤلاء فضلا عن أنهم بحاجة الى اللقاح، فهم أيضا يتلقون التأثيرات الجانبية، وهنا يصبح البشر مجالا للتجارب، مثلما يحدث مع كل دواء جديد، وبعد مراحل التجارب الأولى تبدأ التجارب على المتطوعين.
وبالطبع هناك الكثير من الهواجس حول الفيروس واللقاح، لكن كمية الرعب التى تنتشر بين البشر وهم يشاهدون مئات الآلاف يصابون، وآلاف يموتون، فهم داخل هذه الأجواء يتعرضون لعمليات تجهيز حتى يمكنهم تقبل فكرة اللقاح، وهذه النقطة هى ما تدفع بعض معارضى اللقاحات لإخراج نظريات تتهم الشركات بالتواطؤ من أجل توزيع اللقاحات، وهى آراء بعضها منسوب لعلماء أو خبراء، حذروا من أن الفيروس نفسه وما يرافقه من رعب مقدمة لتلقيح ملايين البشر، والرد أن الإصابات تتم على الهواء ومنظمة الصحة، ومنظمات وجهات علمية، تعرف هذا وتتابعه.
وهناك بعض التساؤلات تظهر مع كل خطوة وكل إعلان، مثلا كان خبر تعاقد الصين على عدد من جرعات لقاحات فايزر، مثار تساؤلات عما إذا كانت الصين لا تثق فى لقاحها الصينى، لكن من يتابع هذه الأنباء يكتشف أن الصين ربما لا تكون قادرة على إنتاج جرعات تكفى كل مواطنيها قبل عامين، وبالتالى فهى تتعاقد مع شركات أخرى، بل وهناك اتجاه لأن تنتج دول مختلفة، اللقاحات فى معاملها، حتى يمكن أن تكفى مواطنيها، ومعروف أن دولا مثل الهند تمتلك أكبر معامل إنتاج الأمصال واللقاحات، وسوف تلجأ إليها دول وشركات لإنتاج لقاحاتها، خاصة أن العالم يحتاج لتلقيح 8 مليارات نسمة يشكلون سكان العالم، وهو رقم ضخم لأول مرة فى التاريخ، وفى نفس التوقيت.
وبالتالى لا بد أن يتم توزيع إنتاج اللقاحات على دول العالم، ولهذا أيضا يتوقع ألا يكتمل إنتاج لقاحات تكفى البشر قبل عام أو ربما عامين، أو يتم تشغيل كل المعامل فى العالم لإنتاج اللقاحات، خاصة أن بعض المعامل تتطلب تحديثا حتى يمكنها إنتاج لقاحات تعتمد على تركيبات جينية أو وراثية، كل هذه عناصر تتحكم فى العملية كلها، وتجعل من الصعب رسم سيناريو واضح لنهاية فيروس كورونا وسلالاته المنتشرة، وتعيد مخاوف أعلنها علماء الفيروسات قبل أعوام أن العالم سيتعرض لهجمات ميكروبية، قد تسبب ارتباكا للمنظومة الصحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة