قمع ممتد، واستبداد لا يعرف سطراً للنهاية.. بهذه العبارة يمكن إيجاز المشهد داخل تركيا، فما بين اعتقالات عشوائية وتلفيق للتهم وموجة من الإقالات داخل مختلف المؤسسات وبمقدمتها المؤسسة العسكرية، يواصل نظام حزب العدالة والتنمية برئاسة الدكتاتور التركى رجب طيب أردوغان تحركاته لبسط سيطرته على مختلف مفاصل الدولة، ووأد أى محاولات لوجود انتقال للسلطة أو حياة سياسية خارج دائرة المقربين.
وفى الوقت الذى تتوالى فيه الإدانات الدولية لخروج موجة الاعتقالات فى تركيا عن دائرة المقبول، وضعت الحكومة التركية خطة تستهدف بناء سجن جديد كل 9 أيام، خلال عام 2021، وهو ما كشف عنه البرلمانى التركى عن حزب الشعب الجمهورى عبد اللطيف شنر.
ونقلت صحيفة (زمان) التركية عن البرلمانى المعارض عن حزب الشعب الجمهورى عبد اللطيف شنر أن عدد السجون المشيدة فى عهد العدالة والتنمية يعادل عدد السجون المشيدة على مدار تاريخ تركيا.
وأوضح شنر أنه فى عهد العدالة والتنمية لم يمر عام على تركيا دون تشييد سجون جديدة، مشيرا إلى بناء 141 سجنا منذ عام 2014.
وذكر شنر أنه في عام 2014 شيدت السلطات التركية 14 سجنا جديدا، وفى عام 2015 ارتفعت هذه النسبة إلى 18 سجنا، وواصلت الارتفاع فى عام 2016 لتسجل 38 سجنا، مشيرا إلى تشييد 12 سجنا جديدا فى عام 2017 و15 سجنا جديدا فى عام 2018 و26 سجنا جديدا فى عام 2019 و18 سجنا جديدا فى عام 2020 الجارى.
وخلال العام القادم ستشهد تركيا افتتاح 39 سجنا جديدا ليرتفع بهذا إجمالى السجون المشيدة خلال السنوات الثمانية الأخيرة إلى 180 سجنا، بينما تضم تركيا حاليا 355 سجنا.
واستعرض البرلمانى التركى عدد المعتقلين والسجناء داخل سجون بلاده منذ تولى العدالة والتنمية سدة الحكم فى عام 2002 قائلا: "فى عام 2002 كانت السجون التركية تضم 58 ألف سجين، وفى عام 2019 ارتفع هذا الرقم إلى 291 ألفا و500".
وذكر شنر أن السلطات التركية تزج بالأشخاص داخل السجون بتهمة الإرهاب بمجرد انتقادهم لها، ومحاولتهم كشف أخطائها وتسليط الضوء على الاتفاقيات بمليارات الليرات التى تخفيها السلطات وتمنحها إلى شركات المقاولات المقربة لها.
