زادت مساحة الحديث والتكهنات خلال الأيام الماضية حول إمكانية رحيل محمد صلاح نجم المنتخب المصرى المحترف فى صفوف ليفربول عن الدورى الإنجليزى والانتقال إلى أحد ناديى برشلونة وريال مدريد خلال فترة الانتقالات المقبلة، حيث أشارت العديد من التقارير الإعلامية العالمية إلى أن الفرعون على أبواب خوض تجربة جديدة لشعوره من الغضب فى طريق التعامل داخل صفوف قلعة الريدز حاليًا، وتحديدًا بعد عدم منحه شارة القيادة فى لقاء ميتييلاند الدنماركى، بالإضافة إلى اعتراف اللاعب نفسه فى حوار مع أحد الصحف الإسبانية بأنه سيكون منفتحا على اللعب فى الدورى الإسبانى مستقبلا.
رغم كل الأحاديث السابقة عن مصير محمد صلاح فى الفترة المقبلة وتفكيره فى رسم مشوار جديد خلال رحلته الاحترافية والأحلام التى يسعى إلى تحقيقها، إلا أننى أرى أن اللاعب سيقع فى خطأ كبير حال الرحيل عن ليفربول لعدة أسباب، أولها أنه لا يجب أن يضحى بما حققه من نجاحات هناك، فهو كان ذكيا جدًا حين تحدى نفسه والجميع فى وقت سابق وعاد للدورى الإنجليزى مرة أخرى عبر بوابة الريدز رغم تجربته الأولى غير المرضية مع تشيلسى، ومناداة البعض بعدم العودة للبرليميرليج ، لكنه كسب التحدى وأثبت للعالم كله أنه نجم عالمى، بفضل تألقه ، حتى إنه حصد العديد من الجوائز الفردية والأرقام القياسية والبطولات، ومنها إعادة لقب البريميرليج إلى أحضان قلعة الريدز بعد غياب 30 عاماً، والحصول على هداف المسابقة لمدة موسمين على التوالى، كما حصد لقب دورى أبطال أوروبا والفوز بلقب كأس العالم للأندية والسوبر الأوروبى.
"شرف كبير أننى قمت بتدريب محمد صلاح أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى".. هكذا قال يورجن كلوب عن نجم المنتخب المصرى فى تصريحات سابقة، فالمدرب الألماني لا يفوت مناسبة إلا ويشيد باللاعب، فعلى الرغم من محاولات البعض وتأكيدهم أن العلاقة متوترة بينهما حاليًا، بالإضافة إلى أزمات "مو صلاح" المتكررة مع السنغالى ساديو مانى، إلا أن علاقة الود المتبادل والثقة من مدرب ليفربول فى الفرعون كان لها دوراً كبيراً فى وصوله إلى أعلى فورمة حتى أصبح أحد أهم اللاعبين على مستوى العالم خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، فيعد هذا أحد أهم الأسباب التى يجب أن يتم وضعها فى الحسبان.
أهم الأسباب أيضًا التى يجب أن يضعها محمد صلاح نصب عينيه هى التدليل من جماهير ليفربول، فهو اقتحم قلوبهم منذ أن وضع قدميه فى ملعب الأنفيلد، ومع تألقه فى المباريات وإحرازه الأهداف المتتالية فى الدوري الإنجليزى، زادت مساحة حب الجمهور له، حتى أصبح أيقونة تتربع على عرش قلوبهم، ولعبت أخلاقه العالية وتواضعه دوراً كبيراً للوصول إلى هذه المكانة، حتى أصبحت الجماهير تخترع يومياً طرق جديدة للاحتفال بالفرعون من خلال تأليف أغانى خاصة به مثل "مو صلاح" التي انتشرت بسرعة الصاروخ وباتت تلاحقه فى كل مكان حين وجد، أو رسم صوره على وجوههم وغيرها من الطرق الأخرى.
من الوارد جداً أن عدم فوز محمد صلاح بلقب أفضل لاعب بالعالم أحد أهم الأسباب فى رغبته بالانتقال إلى أحد قطبى إسبانيا بحثا عن هذا اللقب بعد الفشل فى الحصول عليه وهو لاعبا حاليا فى ليفربول، فالفوز بهذا اللقب يعد الحلم الأكبر أمامه خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع اقتراب نهاية مشوار ليونيل ميسى وكريستيانو رونالدو-أصحاب الأرقام القياسية فى الفوز باللقب- مع عالم الساحرة المستديرة، وأعتقد هنا أن بقاء الفرعون مع الريدز قد يكون له عاملاً كبيرًا فى الوصول إلى هذا الحلم، مثلما حدث مع حلم الفوز بدوري أبطال أوروبا.
كل هذه الأمور قد يكون لها عاملا كبيرا فى مساعدة صلاح على اتخاذ قرار البقاء مع ليفربول حتى يستمر الاستقرار الفنى والمعنوى الذى يحظى به منذ انتقاله إلى الريدز، بالإضافة إلى استمرار ضرب الأرقام القياسية فى البريميرليج، فلا يمكن التفريط فى هذه المميزات والسعى إلى تجربة جديدة ستكون محفوفة بمخاطر بين الفشل والنجاح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة