تناولت مقالات صحف الخليج العديد من القضايا المهمة والرئيسية، أبرزها الاختراق غير المسبوق الذى استهدف لأول مرة شركة البرمجيات الأمريكية SolarWinds قبل أن ينتشر إلى بعض أعلى المستويات فى الحكومة الأمريكية، وتوجية الاتهامات لروسيا، يضاف لذلك تسليط الضوء على اعتماد الامم المتحدة للرابع من فبراير يوم عالمي للأخوة الإنسانية.
رامى الخليفة العلى
القنبلة النووية المعلقة فوق رؤوسنا تكاد تسقط
قال الكاتب رامى الخليفة العلى، فةى مقاله بصحيفة "عكاظ" السعودية، بعيد الحرب العالمية الثانية، دخل العالم في سباق تسلح في إطار الحرب الباردة، وظهرت لأول مرة احتمالية أن يقوم بنو البشر بتدمير الكوكب الأزرق، وبدأ السباق بين الولايات المتحدة الأمريكية؛ ممثلة للمعسكر الغربي، والاتحاد السوفيتي؛ ممثلا للمعسكر الاشتراكي، في الوصول إلى قدرة كبيرة على تدمير العالم عدة مرات. وعندما ارتفعت حرارة الحرب الباردة حتى كادت تكون ساخنة حبس العالم أنفاسه بعد أن أصبح شبح الحرب النووية ماثلاً أمام الجميع في أزمة الصواريخ الكوبية.
ومن هنا بدأ الحديث بين واشنطن وموسكو حول ضرورة وضع ضوابط لسباق التسلح وتم الاتفاق بين الطرفين على تفكيك جزئي للترسانة النووية. ومع أن النادي النووي لم يقتصر على الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإنما انضمت دول أخرى ومع ذلك بقي هناك شعور سائد بأن القنبلة النووية بين أيدي حكومات مسؤولة، وبالتالي هذا السلاح لن يستخدم وإنما هو للردع وحسب وهو جواز مرور إلى نادي الكبار. بعد عدة عقود بدا الحديث على مستوى الأشخاص البسطاء حول الأسلحة النووية نوعاً من الغوص في الأساطير وأن هذا أمر يخص أصحاب الشأن من زعماء الدول وخصوصاً الكبرى المتحكمة بشكل مطلق بهذا الخطر.
لكن بعيداً عن الحسابات السياسية بين الولايات المتحدة والاتحاد الروسي، وبعيداً حتى عن التجاذبات الداخلية الأمريكية التي جعلت الرئيس دونالد ترمب يبرئ الكرملين من هذه العملية، فالنتيجة التي تصيب الجميع بالرعب هي أن هذه الأنظمة من الهشاشة بمكان بحيث يمكن اختراقها وأن الأمان النووي الذي نشعر به مجرد أسطورة زائفة. ما حدث في الولايات المتحدة يشير إلى أن القنبلة النووية المعلقة فوق رؤوسنا كادت أن تسقط لو أن هذا الاختراق قام به مجموعة من المعتوهين أو المجانين. في نهاية هذا العام المرعب تأتي الأحداث لتثبت أننا نعيش في عالم هش قابل للانهيار من جهة قد لا نتوقعها.
منى بوسمرة
هدية إماراتية للإنسانية
قالت الكاتبة منى بوسمرة فى مقالها فى صحيفة "البيان" الإماراتية، إن التاريخ الإنساني المضيء الذي تصنعه الإمارات، يسجله العالم، اليوم، ضمن التقويم النبيل للبشرية جمعاء، ليكون تاريخاً تحتفي فيه الإنسانية وأجيالها بأجل معاني الحضارة وقيمها السامية في السلام والتعايش والأخوة والمحبة.
وأضافت أن هدية الإمارات للبشرية في العام الجديد، باعتماد الأمم المتحدة المبادرة، التي قدمتها بشأن الاحتفال بـ«يوم عالمي للأخوة الإنسانية» في 4 فبراير، تضيف إنجازاً مهماً لرسالة الإمارات العالمية ورؤيتها الإنسانية، التي باتت استراتيجية كبرى في فكر قيادتها، وأولوية قصوى في حقيبة دبلوماسيتها النشطة دولياً، لترسيخ الأخوة والتضامن عالمياً، وما هذا الإنجاز إلا ثمرة مثابرة الإمارات، التي حققت سبقاً تاريخياً في مأسسة نشر التسامح والتعايش والحوار والسلام العالمي، لإيمانها العميق والأصيل بأهمية هذه القيم للارتقاء بالإنسان، وتعظيم شأنه وتمكينه وتنميته، وضمان مستقبله الأفضل.
وأوضحت الكاتبة أن الرابع من فبراير تاريخ لا ينسى، فهو يوم توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، الوثيقة الاستثنائية، التي تم توقيعها في حدث تاريخي، استضاف فيه محمد بن زايد، راعي الأخوة الإنسانية، الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ويأتي الإنجاز الجديد، ليعزز من هذه القيمية، التي حملت قيادة الإمارات رسالة نشرها بجهود جبارة لتضع العالم اليوم أمام مسؤولية عظيمة تجاه هذه القضية الدولية الملحة.
واستطردت قائلة، المكانة والتأثير الدولي والإيجابية القوية، التي نراها اليوم للإمارات، تؤتي ثماراً تعم الإنسانية جمعاء، واعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، هذا القرار ضمن مبادرة قدمتها الإمارات مع ثلاث من شقيقات الدم والمصير والقيم المشتركة هي السعودية والبحرين ومصر، هو دليل يتجدد على مدى قوة هذا التأثير، الذي تقود من خلاله الدولة حراكاً أممياً واسعاً لتضامن كفيل بمواجهة كل مهددات السلام العالمي، والتصدي للعنف وخطاب الكراهية والتعصب الديني وجميع أشكال التمييز.
وما سخرت دولتنا دبلوماسيتها لتحقيقه في هذا الإنجاز، عبر تأكيد الاعتراف الدولي الواسع بوثيقة الأخوة الإنسانية، وترسيخ يوم على التقويم الأممي، يحتفل فيه البشر جميعاً بالقيم النبيلة المشتركة التي تجمعهم، لم يكن ليلقى هذا الإجماع، لو لم يكن مسنوداً بالمستوى الحضاري المتفوق للإمارات، التي باتت عاصمة للإنسانية، تقدم إسهامات غير مسبوقة ترتقي بمستقبل البشرية، وتضمن استمرار تقدم حضارتها.
خليل على حيدر
حماية ملاك العقارات ومستأجريها
قال الكاتب خليل على حيدر في مقاله بصحيفة " الجريدة" الكويتية، هل يعقل أن يشكل الاستثمار العقاري هذه النسبة العالية في حياة الاقتصاد الكويتي كالكثير من الدول، وأن تمس أحواله صعوداً ونزولا أفراد المجتمع كافة، في حين لا نجد هيئة عقارية مهنية تتابع أوضاعه وقوانينه، وما يتعرض له من انفلات واختناق؟ وهل يمكن أن يكون هذا القطاع بهذه الأهمية، حيث ينافس الصناعة والتجارة والخدمات في كمية المبالغ المستثمرة فيه، ولا نجد له صوتاً متماسكاً متبلوراً في البرلمان أو الحياة الاقتصادية عندما تتأثر قضايا تمس أوضاع القطاع ومعاناة الملاك والمستأجرين تحت وطأة الصعود والنزول، حيث تعم الشكوى والبلوى لتتدخل القوانين المتعجلة والحلول المرتجلة، ويزداد الحال تردياً؟!
وأضاف ان هناك منذ أكثر من سنة حملة ضخمة ظالمة ضد من تسميهم الثقافة الإعلامية الكويتية للأسف "الوافدين"، والبعض لا يكاد يتردد عن المطالبة بالإلقاء بهم خارج الحدود في أقرب فرصة وتشديد القوانين، وآخرون يريدون باسم "التكويت"، التعجل في "تعديل التركيبة السكانية".
وأوضح أن هناك من لا يدرك حجم المساهمة الاقتصادية والاستهلاكية للكتلة السكانية من المقيمين والقوى الاقتصادية البشرية من مختلف الجنسيات التي لا تحرك الاقتصاد فحسب، بل تعطي معنى ودخلاً للعمارات والمجمعات والمنازل، وهي في النهاية تشكل قوة حيوية للاقتصاد تخدم كبار المستثمرين وصغارهم والدخل الوطني.
لماذا لم ترتفع أصوات الملاك والعقاريين الكويتيين دفاعاً عن سكان هذه العمارات ودورهم البالغ الأهمية في تسيير عجلة الاقتصاد الكويتي، وتُركوا وحدهم يدفعون ثمن غياب السياسات العقارية والسكانية المدروسة، وبات الجميع فريسة للمزايدين والشعبويين وطلاب الشهرة وتحقيق الأمجاد السياسية وغيرهم؟