منذ بداية تجربة "اليوم السابع"، قال لنا خالد صلاح رئيس مجلسى الإدارة والتحرير "لازم نبنى المكان ده طوبة طوبة حتى يصبح مؤسسة صحفية عريقة".. ثم بدأت التجهيزات وكل منا يعمل فى مجاله ويجتهد لخروج منتج مميز وسهرنا ليالٍ طويلة دون الشكوى من إجهاد أو تعب أو ملل انتظاراً للحصول على رخصة العدد الورقى.. ثم فاجأنا بفكرة إنشاء موقع إلكترونى لبث الأخبار والموضوعات الصحفية التى ينتجها فريق العمل حتى لا نشعر بأن مجهودنا يضيع فى الهواء، ومن هنا كانت البداية الحقيقية فى مشوار النجاح.
مع نجاح تجربة موقع "اليوم السابع" وتحقيقه العديد من الإنجازات وحصد جوائز عابرة القارات ووصولنا لرقم واحد فى مصر والشرق الأوسط، وآخرها الفوز بجائرة الصحافة الذكية ضمن جائزة الصحافة العربية، من نادى دبى للصحافة، والتى تمنح لأكثر المؤسسات تطورا على صعيد التقنية وآليات عمل صالات الأخبار وإنتاج المحتوى على مستوى الوطن العربى.
الفوز بهذه الجائزة المرموقة كأول مؤسسة مصرية تحصدها، لم يأت من فراغ، حيث إننا لم نقف مكتوفى الأيدى عند نقطة الوصول إلى القمة، بل نتفاجأ يومياً بأفكار خالد صلاح المختلفة الخارجة عن الصندوق، وكان أهمها فى الفترة الأخيرة تجربة قناة "اليوم السابع" التى تأخذنا حالياً إلى الريادة، فهى انضمت إلى أحد الابتكارات التى ظهرت فى دولاب أفكارنا، وباتت أيقونة للجميع داخل المؤسسة فى تفجير الطاقات الإبداعية واكتشاف المواهب فى التقديم والبرامج الساخرة وغيرها.
وأرى من أهم عوامل نجاح قناة "اليوم السابع"، بساطة الفكرة وتنفيذها بسلاسة، بدون إعلانات مملة، بدون خدش للحياء، بدون شائعات تفسد الحياة العامة، وتبث القلق فى المجتمع، وبعيدًا عما وصلنا إليه الآن فى معظم القنوات الفضائية وساحات السوشيال ميديا من استخفاف بالعقول ونشر للسلبيات والمساوئ فى مجتمعنا والتقليد الأعمى لكل ما نراه والذى جعلنا نبتعد عن هويتنا وأصالتنا ونصبح مجرد نسخة مكررة لكل ما نراه، ما أدى إلى ظهور أفكار مختلفة واكتشافات عديدة مثل برامج "الدكش" و"الحلزومة" و"مع صحصاح" و"ساعة شيطان" و"فتحى شو" إلخ، بالإضافة إلى استقطاب كوكبة من ألمع نجوم المهنة مثل أكرم القصاص فى برنامجه الساخر "مستر هبدو"، والإعلامى الرياضى محمد شبانة الذى يكشف العديد من المفاجآت فى برنامجه عن أهم الأحداث الرياضية، وطبعا قبل كل ذلك "الروح الحلوة" بين جميع أفراد فريق العمل ومنهم المخرج الواعد شادى أبو الحسن صاحب اللمسات الذهبية على هذه المنتجات، والزميل العزيز عمرو جاد "المكوك"، وفريق القناة بأكمله حتى لا تخوننى الذاكرة فى رصد الجميع، أضف إليهم الجنود المجهولة المعلومة فى مؤسستنا العريقة مثل أكرم القصاص وسعيد الشحات وعبد الفتاح عبد المنعم ودندراوى الهوارى وكريم عبد السلام وغيرهم الكثير والكثير.
الآن.. إذا تابعت "اليوم السابع" ستحصل على وجبة دسمة من أفضل البرامج الحوارية واللقطات الخاصة فى كل المجالات الحياتية، رياضة، فن، ثقافة، سياسة، حالات إنسانية، إلخ، وستكتشف معنا الفارق ما بين الماضى والحاضر، فمثلًا المذيعون يمتازون بمستوى رائع فى الحوار والتمكن من اللغة ومخارج الألفاظ والدقة فى انتقاء الكلمات، بالإضافة طبعًا إلى الثقافة العامة التى كانت تظهر بوضوح أثناء الحوارات مع أعظم الأدباء والفنانين والرياضيين، فالجميع داخل المؤسسة يبذلون قصارى جهدهم من أجل إنجاح التجربة عبر الوصول إلى أدق التفاصيل فى حياة الضيف حتى يخرج لنا برنامج حوارى هادف نستفيد منه ويقدم الحقائق أمام الناس، لا نعتمد على البحث على الإنترنت مثل الذين لا يكلفون نفسهم حتى بقراءة الحوار قبل بدء الحلقة حتى لا نقع فى فخ المعلومات المغلوطة.
فى اليوم السابع أيضاً نستهدف إنشاء جيل واع ومتحضر، حتى لا يقعوا فريسة سهلة لمخططات الجماعات الإرهابية الباحثة عن تدمير عقول أبناءنا ببث سموم تخلق أجيالًا متعصبة وعنيفة ولا تتمتع بأى وعى ثقافى.
لكن هنا دعونى بشكل شخصى أتحدث قليلا عن خالد صلاح وتجربته مع "اليوم السابع".. فى البداية أؤكد أنه لا يحتاج أبداً مناسبة للكتابة عنه، لأنه دائم الحضور بأفكار لازالت تثير الجدل والحماس والنقاش الحاد وتستدعى شخصيته المشاكسة، العنيدة، الطموحة التى تنفتح على أعمال وأفكار مختلفة، حالة خاصة فى بلاط صاحبة الجلالة، غادر الدوائر التقليدية إلى فضاء أحلامه وتجلياته الأوسع، فهو كعازف للكمنجة بسحرها الخاص، يسحب الروح إلى عالم آخر يتنسم رقياً وسمواً وغموضاً فى ذات الوقت، هذا الغموض الذى يصنع حالة فنية متفردة، تتحرك إلى الأعماق مع كل سحبة قوس على الوتر، حتى أصبح رفيقاً مثالياً فى الفرح والشجن، ومن منا فى فريق عمل "اليوم السابع" يمكن أن ينسى مشهداً لطيفاً معه أو حالة خاصة لتحقيق أحلامهم غير العصية.
كما أقول لمن لا يعرف خالد صلاح عن قرب، فهو مثل كتاباته وقناعاته الفكرية، لا يقصد الضجيج الفارغ، إنما يصنع حلمه الخاص فى عالم يعانى كثيرًا من غياب الأحلام، وعلى الرغم من قيمته الكبيرة فى الوسط الإعلامى والصحفى فإن نضوجه زاده تواضعًا، هذا ما نلمحه فى علاقته بنا من أبناء المؤسسة وبكل المحيطين به فى الوسط الصحفى، كما أننى أراه امتدادا لتجارب عظيمة ناجحة مثل محمد حسنين هيكل ومصطفى أمين وأحمد بهاء الدين وغيرهم، ونحن هنا فى "اليوم السابع" دائماً ما نتذكر هؤلاء المبدعين، فما إن تدخل إلى مقر الجريدة ستجد صورهم معلقة على الجدران، وقد تعلمنا على يده ومعه كتيبة من كتابنا الكبار ضرورة بذل الجهد لتحقيق أمجاد خاصة بنا، وأرى أن وجود تلك الصور أمامنا كأنها رسالة لنا جميعا بأن نتعامل معهم كلهم بنفس الهيبة والاستعداد ونفس الاحتشاد ونفس القلق ونفس الكتابة ومحاولة التكوين ومحاولة السعى لإضافة جزء بسيط جداً لمن سبقونا.
كل هذه الأمور قادت خالد صلاح إلى جعله أيقونة متفردة، ولعل هذه الاحتفالية الأخيرة بفوز اليوم السابع بجائزة الصحافة العربية تكون واحدة من صور التواصل مع الغرب أو الآخر وهو ما كان يسعى إليه ويهدف إليه كذلك العاملون داخل المؤسسة، كنوع من المساهمة فى التقريب بين الثقافات وكى يتعرف الغرب على العالم العربى بشكل أفضل على أحلامنا وتطلعاتنا، حيث ارتسمت أفكاره بهذا الجزء الثابت الذى يبحث عن الوطن ويستلهمه فى وجهه الإنسانى.
أعتذر عن الإطالة فى شهادتى عن خالد صلاح، والتى قد يراها البعض مجروحة كونى أحد أبناء مؤسسة "اليوم السابع"، لكن هذه هى الحقيقة التى إذا سألت كل واحد فينا من داخل "بيتنا الكبير"، كما نقول دائما، ستجدهم بكل حب ومن قلبهم يقولون هذا الكلام وأكثر دون الانتظار إلى مناصب أو شيئاً من هذا القبيل.
ختاماً.. ألف مبروك لينا جميعا داخل مؤسسة "اليوم السابع"، وشكرا للقراء الأعزاء على الثقة الكبيرة، فهم شركاء النجاح، ونتمنى أن نكون عند حسن ظنهم، ونعزف طول الوقت "لحن النجاح"، وكما نقول دائماً: "قلنا هنبنى.. وأدى إحنا بنينا اليوم السابع.. وهنفضل نبنى.. ولسه اللى جاى أحلى لينا وللمصريين جميعاً إن شاء الله".