رئيس الأسقفية: ميلاد المسيح ينير العالم وسط فجيعة كورونا وآلام الفقد

الخميس، 24 ديسمبر 2020 09:13 م
رئيس الأسقفية: ميلاد المسيح ينير العالم وسط فجيعة كورونا وآلام الفقد قداس عيد الميلاد المجيد بكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية
كتب سيد الخلفاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هنأ الدكتور منير حنا، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية، جموع المؤمنين بعيد الميلاد السيد المسيح، وقال في عظة قداس العيد: "بينما يسود العالم كله شعور بالقلق والخوف من انتشار الوباء وظهور سلالات جديدة من الفيروس، فإن ميلاد المسيح ينير الظلمة"، مضيفًا: "لا شك أن العالم من حولنا يئن بسبب أحبائنا الذين فقدناهم وبسبب التباعد الاجتماعى بين الأسر والأصدقاء وتدهور الاقتصاد والبطالة".

وتساءل المطران: "فهل من المناسب أن نحتفل بميلاد المسيح فى وسط كل هذه الأحداث؟"، مضيفا: "لقد فكرت كثيراً فى هذا الأمر ووجدت أن ميلاد المسيح مرتبط بالنور، والنور ينير فى الظلمة ويعطى الرجاء للسالكين فى الظلمة، سواء كانت هذه الظلمة بسبب الظروف القاسية أو بسبب خطايانا".

وقال المطران: "إن الاحتفال بميلاد المسيح يساعدنا أن ندرك أنه بالرغم من كل الظروف الصعبة، يوجد إله محب ورحيم وقادر أن يمنحنا السلام والفرح فى وسط كل الظروف التى تحاول أن تسلب سلامنا وتدفعنا إلى الحزن والاكتئاب".

واستطرد: "لكن يأتى سؤال آخر وهو هل يختبر الجميع هذا السلام وهذا الفرح المرتبط بميلاد المسيح؟"، وقال: "والإجابة هى لا بالتأكيد" معللا: "لأن موقف الناس من ميلاد المسيح وتجسده يختلف من إنسان لإنسان، فهناك من ينظر إلى ميلاد المسيح كأى حدث تاريخى هام، وهناك من لا يعبأ بالمسيح وهناك من يتخذ المسيح مخلصاً وسيداً لحياته". وتابع حنا: "وعندما نقرأ قصة الميلاد كما وردت فى الأناجيل نجد هذه المواقف المختلفة من ميلاد المسيح".

وأشار المطران إلى أن العذراء مريم عندما بشرها الملاك بأنها ستحبل وتلد ابناً وسيدعى اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم، آمنت وقبلت أمر الله وقالت "هوذا أنا أمة الرب"، بل ورنمت قائلة "تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى". لقد آمنت ولذلك فرحت بخلاص المسيح لها.، أما الرعاة فقال عنهم المطران: عندما بشرهم الملاك بميلاد المسيح، تغلبوا على مشاعر الخوف وانطلقوا ليروا الطفل المولود فى بيت لحم، وعندما التقوا بالطفل يسوع الذى كان مضجعا فى مزود ، عادوا وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه، أى أنهم أيضًا اختبروا الفرح لأنهم رأوا المسيح الذى كان الشعب ينتظره وآمنوا به.

واستكمل حنا: أما المجوس الذين كانوا يشتاقون أن يروا الملك العظيم الذى رأوا نجمه فى السماء وأدركوا أن هذا الملك سوف يغير مجرى التاريخ. ودفعهم هذا الاشتياق أن يرتحلوا مسافات بعيده من بلاد المشرق أو بلاد فارس حتى أتوا إلى أورشليم، مضيفا: وسألوا هيرودس الملك عن مكان الملك المولود ،ولما لم يجدوه استمروا فى بحثهم حتى وصلوا إلى بيت لحم ووجدوا يسوع فى مكان حقير وآمنوا أن هذا الطفل الذى يرقد فى مزود هو الملك العظيم الذى جاءوا ليسجدوا له ويعبدوه، ويقول القديس متى أنهم فرحوا فرحاً عظيماً جداً. وقدموا له هدايا ذهباً ولباناً ومراً وهذه الهدايا ترمز إلى كون المسيح ملكاً وكاهناً وأنه سوف يجتاز فى الموت.

ولفت حنا إلى أن هيرودس عندما سمع بميلاد المسيح أحس بالتهديد واضطرب لأنه خاف على عرشه وخطط أن يتخلص من المسيح المولود، فقال للمجوس الذين أتوا ليسألوا عن الطفل المولود "اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ»." (متى2 :8) ولما لم يعد المجوس ليبلغوه بمكان ميلاد المسيح ، أرسل وقتل جميع الأطفال من ابن سنتين فما دون. وهنا نرى أن هيرودس امتلأ بالخوف وارتكب أفظع جرائم لأنه لم يقبل المسيح ملكاً ومخلصاً.

بينما لفت المطران النظر إلى موقف الكهنة اليهود من الميلاد فقال: نبحث فى موقف رؤساء الكهنة اليهود فقد كانوا يعرفون بالتحديد أين سيولد المسيح لأنهم كانوا يعرفون جيداً كل النبؤات التى كُتبت فى التوراة ، لكنهم لم ينتظروه لأن معرفتهم كانت معرفة تاريخية لم تحرك قلوبهم لذلك لم يعبأوا بخبر الميلاد ، ولم يحاولوا أن يذهبوا إلى بيت لحم ليتحققوا من الأمر ويتقابلوا مع المسيح الذى ينتظره الجميع.

ووجه رسالته للمسيحيين قائلًا: أحبائى إن هذه المواقف المختلفة تتكرر اليوم، فهناك من يؤمن ويشتاق أن يتقابل مع المسيح وهذا يمتلئ بالفرح والرجاء حتى فى ظلمة هذا العالم.

وواصل: وهناك من يرفض المسيح ويشعر بالتهديد عندما يُحكى عنه مثل هيرودس، ومثل هؤلاء يعيشون ويموتون فى الشر والخطيه وهناك من يعرف جيداً عن المسيح لكن هذه المعرفة التاريخية لا يصاحبها إيمان واشتياق لمقابلة المسيح، وهؤلاء يصابون بالعمى الروحى ولا يستطيعون رؤية الحق كرؤساء الكهنة اليهود.

واختتم حنا كلمته: السؤال المطروح أمامنا الآن هو: ما هو موقفك من المسيح هل تشتاق أن تقابله فى حياتك أم أنك ترفضه أم أنك لاتعبأ به؟ يقول القديس يوحنا " وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ." (يو1 :12-13)

وكانت الكنيسة الأسقفية قد بدأت قداس عيد الميلاد بكاتدرائية جميع القديسين بالزمالك باللغتين العربية والإنجليزية لخدمة رعاياها الأجانب.

جدير بالذكر أن إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية هو الإقليم الـ41 لهذه الكنيسة حول العالم ويضم تحت رئاسته 10 دول في مصر وشمال إفريقيا ويخضع لرئاسة رئيس أساقفة كانتربري ويتبع اتحاد الكنائس الانجليكانية في العالم.

وفي مصر بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية عام 1815 ثم تأسست أول كنيسة أسقفية في الأسكندرية 1839 عندما منح "محمد علي باشا" والي مصر، قطعة أرض في ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كنيسة القديس "مرقس" الأسقفية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة