لاتزال قصص النجاح والكفاح مستمرة فى مختلف أرجاء مصر، وبطل القصة لدينا هو بطل ناجح حصل على معهد السياحة والفنادق وحقق طموحه في العمل بالفنادق الـ5 النجوم لأكثر من 17 عاماً، وانتهي به المطاف بركنة شاي بأحد الشوارع، تلك هى ملخص رحلة طويلة قضاها "عاطف محمد السيد" في حب عمله الذي يؤكد أنه لا يستمع بأي عمل غيره.
فى شارع وادي النيل بمدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية، عرف الأهالى "ركنه الدكتور" التى يقدمها صاحبها في كوبايات الفوم ويرتدي الـ"أي دي" الذي يحمل اسمه، والذي جعل المارة وأصحاب المحلات جميعهم يفضلون التعامل معه، حيث يقول "عاطف محمد السيد" البالغ من 51 سنة لـ"اليوم السابع" ويسرد قصته قائلاً: "عقب حصولي على بكالوريوس معهد السياحة والفنادق، توجهت للعمل بالفنادق الكبرى بمدينة شرم الشيخ وظللت فيها لأكثر من 17 عاما، بعد أن تدهورت أحوال السياحة، وبدأت اعمل في كافيهات لفترة ولكني فضلت أن يكون لي عمل خاص، فعملت ركنه تحمل اسم "الدكتور"، هو اللقب الذى أطلق على فى عدد من كافيهات التي عملت فيها بسبب الزى الأبيض الذي كنت ارتدية خلال العمل".
ويضيف عاطف محمد السيد قائلاً: "إننى أبداً عملي في السابعة صباحاً يومياً حتى الخامسة مساءاً، وأتعامل مع الزبائن بالمحمول فمعظم المحال والمكاتب يطالبون المشروبات عبر مكالمات هاتفية، ونظام" تيك واى" لا يوجد كراسى للانتظار، واستخدم كوبات الفوم المطهرات للحافظ على الإجراءات الاحترازية، وفور تلقى" الإردار" اقوم بإعداده وتوصيله إليهم"، مضيفا أنه يحرص على ارتداء "يونيفورم" بلوفر كحلي في الشتاء و قميص إبيض بالصيف، ذلك لأن لا بد مقدم المشروبات يكون مظهرة جيد ويقدم لهم بشكل جيد كما تعلمت من خلال دراستي و عملي بالفنادق، أن الشخص لابد مظهره يكون لائق.
وأشار عاطف محمد السيد، إلى أن "نايم تاج" الذى يحرص على ارتداءه من أحد الفنادق التى عمل فيها، وأنهم عملهم بالسياحة اعتادوا على أن يكون "نايم تاج" اساسى في ملابسهم، أنه بعد تركه للعمل بالسياحة لم يتخلى عنه وأصبح ملازم له سوء فى عمله بالمقاهي والكافيهات أو بعد ذلك فى الركنه التى أقامها لنفسه، مضيفاً أن فكرة الركنه جاءت بعد معاناه فى العمل لدى الغير وعدم وجود تقدير له كشخص متعلم وذو خبره في السياحة، وأنه أب لطفلة مريم 10 سنوات وميرنا 5 سنوات، فقرر تأسيس ركنه خاصة به ذلك بمبالغ بسيطة واتخذ من مدخل الشارع مركز له، وأنه يتحرك منها للزبائن بالشارع الرئيسى.
وعن طموحاته أكد عم عاطف لم يعد لدى أي احلام فأنا راضي بتلك الركن واعتبرها مشروعي الخاص و ما اتحصل منها راضي به لا اطمع في أي شىء، لكن كان لدى حلم بسيط من سنوات طويلة منذ كنت أعمل في السياحة هو امتلاك سيارة بسيطة، لتخفيف معاناة التنقل عني.