- الفوز بالجائزة الذكية يؤكد الانحياز لصحافة المستقبل ومواكبة التطورات الإعلامية الحديثة
على الرغم من أن التاريخ، أى تاريخ، لا نقدر على كتابته وما زالت أحداثه تدور ولم تضع تفاصيله وتفاعلاته أوزارها، أو كما قيل فى الماضى: «التاريخ لا يكتب الآن»، إلا أن لكل قاعدة استثناء كما هو متعارف فى علوم الطبيعة والرياضيات.
فى الصحافة المصرية، كان هناك استثناء، أصبح مع الوقت هو القاعدة الحقيقية، لأنها تلاقت مع المستقبل وطبيعة التغيرات السريعة فى عالم التكنولوجيا والاتصالات، استثناء لمع وبرق سريعا، واحتل القمة فى سنوات قليلة، وأصبح يشار له كنموذج للصحافة الجديدة التى أدركت مبكرا لغة المستقبل، ومفرداته وأبجدياته، فتبوأت القمة، ولهث من ورائها الباقون الذين تمسكوا بتلابيب الماضى وبالصحافة الورقية التى بدا منذ بداية الألفية الثانية أنها تلفظ أنفاسها، وتنتظر النهاية بعد عام أو عامين أو عشرة أعوام.
الاستثناء والعلامة الفارقة فى تاريخ الصحافة المصرية هنا هى «اليوم السابع» التى ولدت عملاقة فى فضاء الصحافة الإلكترونية منذ عام 2008 حتى أصبحت، وفى سنوات قليلة، أشهر وأهم موقع إلكترونى فى العالم العربى، ومنارة وقدوة للصحافة فى بقية الدول العربية، وتجربة تدرس بكل تفاصيلها فى الصحف العربية العريقة والصحافة الأجنبية، أيضا وفى كليات الإعلام بالجامعات المصرية فى كيفية انطلاقها ونجاحها وتأثيرها فى محيطها المحلى والإقليمى، حتى كانت هى الحجة فى تحول كثير من الصحف التقليدية إلى الصحافة الإلكترونية.
التاريخ بالفعل قد كتبته على الفور «اليوم السابع» منذ تدشينها كموقع إلكترونى أحدث ثورة فى الصحافة وفى الإعلام العربى بشكل عام، بتطورها الدائم والمستمر واستحداث ومواكبة لغة الصحافة الجديدة بكل أشكالها الحديثة، وباتت بوتقة للصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة أيضا، وقدمت «اليوم السابع» النموذج الجديد لصحافة المستقبل القريب والبعيد، مع قرب انتهاء عصر الصحافة الورقية التى تعرضت لهزات وأزمات كثيرة جعلتها ترفع الراية البيضاء أمام الصحافة الجديدة والوافد الجديد المولود عملاقا قويا، فالتطور السريع فى وسائل الاتصالات والثورة التكنولوجية وانتشار وسائط الاتصال مثل الإنترنت والموبايل بشكل لافت، خاصة بين فئات عمرية هى الغالبة فى مصر والعالم العربى، مع زيادة تكاليف الصحافة الورقية وارتفاع أسعار الورق، وبالتالى ارتفاع أسعار البيع، وهو ما أدى إلى انخفاض نسب البيع بدرجة كبيرة للغاية.
الأسباب كثيرة فى التحول نحو الصحافة الإلكترونية، وتناولتها دراسات وأبحاث عديدة، خاصة مع ظهور «اليوم السابع» الإلكترونية.
لكن النجاح الذى حققته «اليوم السابع»، وفى مساحة زمنية قياسية، هو الذى يجب أن تدرس أسبابه ودوافعه وتفاصيله التى جعلتها فى الطليعة وفى المقدمة طيلة 12 عاما، وحتى الآن، والحاصلة دائما على جوائز التميز والتفوق الصحفى محليا وإقليميا، حتى أطلق عليها «حاصدة الجوائز» بفضل مجهود كتيبة صحفية امتزجت فيها الخبرة بالشباب، وإن غلبت عليها الطبيعة الشابة، يقودها الزميل الصحفى الكُفء خالد صلاح، رئيس التحرير.
ورغم كل الجوائز التى فازت بها «اليوم السابع» منذ نشأتها وانطلاقها، إلا أن جائزة الصحافة العربية للصحافة الذكية التى أطلقها مجلس إدارة الجائزة فى دبى منذ 4 سنوات، والتى حصلت عليها بالتعب والعرق والجهد طوال السنوات الماضية، هى أم الجوائز بالنسبة لأبناء المؤسسة والعاملين فيها وقياداتها ورئيس تحريرها، بعد أن أصبحت الجائزة العربية للصحافة منصة مهمة للتنافس الشريف والقوى بين مختلف الصحف العربية، ومحط أنظار الجميع من الخبراء والمتخصصين فى الاعلام العربى والعاملين فيه.
الجائزة هى الأهم والأكثر شهرة ومصداقية وشفافية فى الوطن العربى، وتأسست بمبادرة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، فى نوفمبر 1999، لتدشن عهدا جديدا من تكريم المتميزين وتحفيز الإبداع.
وكنت أحد الشهود على تأسيس الجائزة أثناء عملى فى صحيفة «البيان» الإماراتية بدبى فى ذلك الوقت، وكيف كان الإصرار والحرص على أن تصبح الجائزة الكبرى فى الصحافة العربية، ووجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نادى دبى للصحافة بتأسيس الجائزة، ووضع نظم العمل الكفيلة بضمان نزاهتها وموضوعيتها، بدوره وضع النادى مشروع نظام الجائزة الأساسى الذى أسند مسؤولية إدارة الجائزة إلى مجلس مستقل.
ولتأكيد شمولية الجائزة للساحة العربية منذ انطلاقتها، حرص النادى على إشراك «اتحاد الصحفيين العرب» فى مجلس الجائزة إلى جانب شخصيات إعلامية عربية تتمتع بالخبرة والكفاءة والسمعة الطيبة، ويضم المجلس نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والمثقفين وذوى الاختصاص العرب، بينما تتولى الإدارة التنفيذية للجائزة أمانة عامة يمثلها نادى دبى للصحافة.
وشهدت الجائزة، على مدار دوراتها المتعاقبة، العديد من أوجه التطوير حرصا من مجلس إدارة الجائزة وأمانتها العامة على مواكبة أهم المتغيرات والمستجدات فى عالم الصحافة.
أيضا من أهداف التطوير إفساح المجال أمام المزيد من الطاقات الصحافية المُبدعة للتنافس فى إطار مهنى تحكمه أطر ومعايير واضحة وصولا إلى منصة التكريم. وتهدف الجائزة إلى تعزيز الدور الإيجابى الذى تلعبه الصحافة فى خدمة قضايا المجتمع، وتشجيع الصحفيين العرب على الإبداع من خلال تكريم المتميزين منهم، وعرفانا بإسهامهم فى استعراض ومناقشة أهم الموضوعات الأكثر تماسا مع حياة الناس، والأعمق تأثيرا فى واقعهم ومستقبلهم.
لكن كان تدشين فرع جديد ضمن فروع جائزة الصحافة العربية منذ 4 سنوات، وهو فرع «الصحافة الذكية»، واقعا ووضعا مختلفا للمنافسة القوية والكبيرة بين المؤسسات الصحفية العربية، وكانت دائما «اليوم السابع»، منذ البداية، هى المرشح الأقوى والأول لهذه الجائزة، وباعتراف وشهادة الكثير من الحضور، لكن أخيرا حصل على الجائزة من يستحقها وبجدارة فى الوطن العربى وهى «اليوم السابع»، لتأتى تتويجا للجهد والعرق والإبداع والتطور والتحديث لكتيبة صحفية شابة حملت على عاتقها عبء المستقبل، وإحداث النقلة الكبرى فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية، وعملت بروح الفريق الواحد، وبمبدأ «الكل فى واحد والواحد للجميع»، وبروح المحبة والعلاقات الطيبة بين أفراد الكتيبة حتى أصبحت أسرة كبيرة جدا اسمها «أسرة اليوم السابع».
اليوم، نهنئ أنفسنا بهذه الجائزة الكبرى، ونهنئ القارئ الذى كان هدفنا الأول والأخير، والذى ساند التطور، وانحاز للمستقبل وصحافته، ممثلة فى «اليوم السابع»، فجائزة «اليوم السابع» هى جائزة للصحافة المصرية التى تثبت دائما ريادتها وقيادتها فى المنطقة، مبروك لكل من ساهم فى نجاح التجربة من العمال والصحفيين والقيادات، والتهنئة للقائد الشاب خالد صلاح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة