كل المؤشرات تؤكد أن الموجة الثانية من فيروس كورونا أشد فى الانتشار من الموجة الأولى، وأن الفيروس سيبقى هو الحدث الأهم لحين حسم موضوع اللقاحات، وحجم ما يمكن إنتاجه منها، والقدرة على تلقيح 8 مليارات نسمة يشكلون سكان العالم. كسرت أرقام الإصابات حاجز الـ80 مليونا، والأرقام تقفز بمتوالية تندفع نحو الـ100 مليون خلال أيام قليلة، مع تصاعد الإصابات فى الشتاء وصولا إلى ذروة يبدأ بعدها فى الانحسار. وحتى هذه اللحظة يفترض أن يلتزم المواطنون بالإجراءات الاحترازية، والكمامات، بوصفها الطريق الأهم للوقاية، مع إجراءات التباعد والتعقيم قدر الإمكان.
فى مصر ارتفعت الإصابات بشكل كبير بين فئات المجتمع المختلفة وازدحمت مواقع التواصل الاجتماعى بأنباء إصابات ووفيات، مع أنباء عن سلالات جديدة أسرع انتشارا، وهو أمر طبيعى حسبما يشير العلماء، لأن التحور من سمات الفيروسات، وإن كانت الآراء حول اللقاحات وآثارها مع السلالات الجديدة تخضع لتجارب وتحليلات علمية.
نحن أمام وباء عالمى، لا يفرق بين دولة وأخرى، وقد تجاوزت الإصابات 25 مليونا فى الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وتأتى الهند والبرازيل فى الترتيب التالى. ويبدو أن الارتفاع فى أرقام الإصابات فى العالم، سوف يحسم الموقف من اللقاحات، والتى واجهت بعض التشكيك والمخاوف منذ الإعلان عنها، الآن كل دول العالم تعاقدت أو طلبت جرعات من اللقاحات التى أنتجتها الشركات المختلفة. مع الأخذ فى الاعتبار صعوبة حسم فاعلية اللقاحات وآثارها من دون تلقيح أكبر عدد من البشر. وقتها قد يصل العالم إلى ما يسمى مناعة القطيع. والرهان على أن يفقد فيروس كوفيد19 قوته ويتحول إلى فيروس موسمى مثل الأنفلونزا الموسمية.
وقد واجهت نظرية «مناعة القطيع» نفسها تشكيكا وانتقادات، عندما وردت على لسان رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، والذى أعلنه بناء على آراء خبراء وأطباء بريطانيين. وفى نفس الوقت ما تزال التفاصيل الخاصة بالوباء تحمل الكثير من الغموض، وتساؤلات عن أسباب عدم انفجار الإصابات فى الصين بعد ووهان، بينما تجتاح الهند والولايات المتحدة ودول أوروبا. وهو نفس الجدل حول فاعلية اللقاح الصينى، مقارنة باللقاحات الأوروبية. ولا توجد حتى الآن آراء حاسمة، وما يجرى أن كل مراكز اللقاحات والفيروسات بالعالم تتابع نتائج اللقاحات المختلفة سواء الصينى، أو لقاحات فايزر وموديرنا وغيرها، ومتابعة السلالات والتحولات التى تظهر، حتى يمكن التعرف على نتائج حاسمة.
العالم يحتاج لتلقيح 8 مليارات نسمة فى فترات متقاربة، وهو أمر يتطلب عامين، أو أن يتم إنشاء معامل لإنتاج اللقاحات تضاعف إنتاجها بشكل سريع، حتى يمكنها تلبية الطلب على اللقاحات. وفى مصر اتخذت الحكومة إجراءات بالتباعد وخفض أعداد الموظفين، ومنع الاحتفالات والسرادقات، وفى المدارس والجامعات ينتظر تحديد إجراءات تتعامل بنفس الطريقة التى تمت فى الموجة الأولى، بمضاعفة الدراسة والامتحانات «أونلاين»، وتقليل الحضور.
وحتى يمكن الوصول إلى انكسار لذروة الانتشار القاسية، لا يوجد سوى التزام الإجراءات الاحترازية والتشديد على ارتداء الكمامات، والتزام المنازل على قدر الإمكان ما دام لا توجد ضرورة للخروج. الأمر لا يحتمل تهوينا ولا تهويلا، والحقائق تجرى على الهواء، والوعى مع الخوف يتجاوران، انتظارا للحظات انقشاع الفيروس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة