محمد ثروت

الحرب السيبرانية وصناعة الإرهاب

الأحد، 27 ديسمبر 2020 07:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

القضية المحورية في نهاية عام وبداية عام جديد، هي الأمن السيبراني، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي في صناعة الإرهاب. ورغم أهمية الموضع إلا أن مصادره العلمية قليلة رغم خطورته ليس على الأمن القومي العربي فحسب، بل على سلامة وأمن العالم، فيما يعرف بالحروب السيبرانية.  

مؤخرا صدر كتاب مهم بعنوان" الفضاء الإلكتروني: التحديات الأمنية المعاصرة" للدكتور عمار ياسر البابلي، وهو أحد إصدارات سلسلة دراسات استراتيجية ومستقبلية، عن معهد البحوث والدراسة العربية التابع لمنظمة الألكسو. 

يشتمل الكتاب على تسعة فصول، تدور موضوعاتها حول تعريفات الفضاء الإلكتروني والحرب الإلكترونية، والأمن السيبراني والبنية التحتية المعلوماتية، والبرامج الخبيثة والفيروسات، والتحديات الدولية المعاصرة للهجمات السيبرانية، ومهارات التحليل والرصد لمحتويات الشبكات الاجتماعية، وتطوير سياسة المعلومات، واستراتيجية الدفاع الإلكتروني للتهديدات السيبرانية.

يلفت الكتاب النظر إلى خطورة شبكات تمويل الإرهاب عبر الانترنت، وقد أثبت الواقع أن التنظيمات الإرهابية لديها متخصصون على مستوى عال في مجال أنظمة المعلومات، ومن أبرز سبل التمويل، استخدام عملة البيتكوين التي ظهرت منذ عام 2009،  وهي عملة رقمية لها قدرات تشفيرية عالية، وبلغ متوسط سعر صرفها أكثر من 26 ألف دولار(ديسمبر 2020)، مقارنة مع 8000 دولار(يناير 2020)، وأى مالك(مستخدم) لهذه العملة الإلكترونية، هو مجرد رقم يمثل المحفظة المالية التي سيتم تحويل النقود منها و إليها، وقد سبق أن نشر تنظيم داعش الإرهابي عنوانا على Deep Web، ليتمكن عناصره من إرسال الأموال باستخدام بيتكوين.

ولا شك أن الجماعات الإرهابية تستغل ثغرات الفضاء الإلكتروني في صناعة الإرهاب، ونشر المحتوى الإرهابي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومن خلال منصات معروفة مثل فيس بوك، تويتر، يوتيوب، تليجرام، ماسنجر وغيرها  من التطبيقات، سواء في التمويل أو تبادل المعلومات والتكليفات وسبل التجنيد الحديثة وتحديد موعد وأماكن الهجمات الإرهابية.   

ويمثل التحدى الأساسي أمام مواجهة تلك العناصر، منها عدم وضوح الهوية الرقمية للمستخدم، والاختفاء حول أسماء وهمية، وخلق عنوان (IP) مؤقت، يصعب معه اكتشاف الجهاز المستخدم وبيانات ومكان صاحبه. لذلك يدعو الباحث في تلك الدراسة القيمة إلى تشجيع البحث العلمي في مجالات تحليل البرمجيات الخبيثة، وتحليل الأدلة الرقمية وتنمية وتطوير صناعة الأمن السيبراني. وتفعيل برنامج المواطنة الرقمية، وتطوير النظم التشريعية لحماية مجتمعاتنا من سرطان الإرهاب وفوضى الفضاء الإلكتروني. لقد أصبح الامن السيبراني ضرورة وبعد جديد ضمن أبعاد الأمن القومي والإنساني، في عالم افتراضي شديد التعقيد والتشابك، ووسط تصارع وتلاقي المصالح بين أفراد و دول وتنظيمات، مما يستدعي تكاتف أهل العلم وأهل الخبرة البحثية والأمنية والتكنولوجية لوقف زحف وتوظيف وتخطي وتمويل قوى الشر والتكفير ضد الإنسانية. أفلا تعقلون؟ 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة