انتهت السنة الثالثة للهجرة، ولم يذكر المسلمون منها سوى موقعة أحد، ولكن ماذا حدث فى السنة الرابعة، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "سنة أربع من الهجرة النبوية"
فى المحرم منها كانت سرية أبى سلمة بن عبد الأسد أبى طليحة الأسدى، فانتهى إلى ما يقال له قَطَن.
قال الواقدى: حدثنا عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد اليربوعى، عن سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبى سلمة وغيره قالوا: شهد أبو سلمة أحدا، فجرح جرحا على عضده، فرجع إلى منزله فأقام شهرا يداوى، فلما كان المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة دعاه رسول الله ﷺ فقال:
أخرج فى هذه السرية فقد استعملتك عليها، وعقد له لواء وقال: سر حتى تأتى أرض بنى أسد فأغر عليهم، وأوصاه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا، وخرج معه فى تلك السرية خمسون ومائة فانتهى إلى أدنى قطن وهو ماء لبنى أسد، وكان هناك طليحة الأسدى وأخوه سلمة ابنا خويلد، وقد جمعا حلفاء من بنى أسد ليقصدوا حرب النبى ﷺ، فجاء رجل منهم إلى النبى ﷺ فأخبره بما تمالأوا عليه فبعث معه أبا سلمة فى سريته هذه.
فلما انتهوا إلى أرضهم تفرقوا وتركوا نعما كثيرا لهم من الإبل والغنم، فأخذ ذلك كله أبو سلمة، وأسر منهم معه ثلاثة مماليك، وأقبل راجعا إلى المدينة، فأعطى ذلك الرجل الأسدى الذى دلهم نصيبا وافرا من الغنم، وأخرج صفى النبى ﷺ عبدا وخمس الغنيمة وقسمها بين أصحابه ثم قدم المدينة.
قال عمر بن عثمان: فحدثنى عبد الملك بن عبيد، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، عن عمر بن أبى سلمة قال: كان الذى جرح أبى أبو أسامة الجشمي، فمكث شهرا يداويه فبرأ، فلما برأ بعثه رسول الله ﷺ فى المحرم، يعنى من سنة أربع إلى قطن، فغاب بضع عشرة ليلة، فلما دخل المدينة انتقض به جرحه فمات لثلاث بقين من جمادى الأولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة