"كل حلفائك باعوك يا ترامب" هذه الجملة التى تشبه المقولة التى جاءت على لسان شخصية الملك ريتشارد قلب الأسد فى فيلم الناصر صلاح الدين، بعدما خانوه كل حلفائه، تبدو هى لسان حال الرئيس الأمريكى الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، فمع بدء العد التنازلى لرحيله عن البيت الأبيض، تعرض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لضربة فى الظهر من صحيفته المفضلة "نيويورك بوست" بعدما وصفته بـ"المجنون".
الجريدة التى تعد الأكثر ولاءً لترامب والذى كان يساهم شخصيا فى بابها "أسرار المشاهير" Page Six، حثته فى افتتاحية أمس الاثنين، على "الانصياع للواقع والتوقف عن الجنون وإنهاء المهزلة السوداء" المتمثلة فى إنكار الانتخابات، وتحت عنوان "توقف عن الجنون"، خاطبت الصحيفة الرئيس بالقول "إذا أصررت على قضاء أيامك الأخيرة فى المنصب وأنت تهدد بإحراق كل شىء، فستتذكر هذه الطريقة. ليس كثوري، ولكن كالفوضوى الذى يسيطر على المباراة".
ويبدو أن أيام "ترامب" الأخيرة فى البيت الأبيض لن تمر سعيدة على الرئيس الأمريكى، ويبدو أن اتهامه الدائم بالجنون سيلاحقه، فى أيامه الأخيرة داخل مقر حكم الولايات المتحدة، وحتى بعد أن يغادره، ليدفع "دونالد" ثمن تصرفاته "الجنونية" وغير المسئولة بحسب وصف المتابعين.. وفى التقرير التالى نسلط الضوء على أبرز الكتب التى اتهمت "ترامب" بالجنون، ووصفت مواقفه بالهوس الجنونى:
الخوف
صاحب كتاب "الخوف.. ترامب فى البيت الأبيض"، هو الصحفى الأمريكى المخضرم بوب وودوارد، مفجر فضيحة ووترجيت الشهيرة بالولايات المتحدة عام 1972، والتى دفعت بالرئيس الأمريكى السابق نيكسون إلى تقديم استقالته، والكتاب يصور ترامب على أنه شخص سريع الغضب، كثير التفوه بعبارات بذيئة، ومندفع فى اتخاذ القرارات، واصفا المؤلف حالة الفوضى التى تسيطر على الإدارة الأمريكية بـ"الانقلاب الإدارى"، و"الانهيار العصبى" فى الفرع التنفيذى للمؤسسة الحاكمة فى الولايات المتحدة.
وبحسب مقتطفات من الكتاب، نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، يصف وودورد البيت الأبيض فى ظل رئاسة دونالد ترامب بأنه غارق فى "انهيار عصبى" دائم، حيث يسعى الموظفون باستمرار للسيطرة على زعيم "يمكن أن يتسبب جنون الارتياب لديه وغضبه بشل العمل لأيام".
أكثر من اللازم دون اكتفاء.. كيف خلقت أسرتى أكثر رجل خطورة فى العالم
قد يكون فى الكتاب شىء من ردة فعل مارى ترامب ضد عمّها لأنه كان السبب فى وفاة والدها، لكن الجوهر يظل هو نفسه، لا يبتعد مطلقاً عما قاله جون بولتن، مستشار الأمن القومى لدى ترامب (2018-2019) حول التمركز الذاتى المجنون حول النفس، رجل لا يسمع إلا لنفسه، حتى ولو جر البلاد إلى الهلاك. ما ظهر أثناء وبعد الانتخابات يبين أن دونالد ترامب أكثر جنوناً مما توقعه جميع المحللين، ما يزال حتى اللحظة بين ملعب الغولف والبيت الأبيض، يخطط لإجهاض الانتخابات بكل الوسائل القانونية وغير القانونية الممكنة، لا يمكن طبعاً لرجل بهذه الصورة وبعقلية السوبرمان، والمهين لمن هو أضعف منه، أن يكون غير ذلك. يضاف إلى هذا كله، التاجر البراغماتى الذى يعرف أن أى تنازل قد يقوده إلى الجحيم. لهذا، أينما وجد حفرة مالية، عمّقها أكثر حتى الإنهاك.
نظرية الرجل المجنون
"هذا الجنون والتقلبات لها هدف واحد شخصى تماماً"، تبدو هذه الخلاصة التى يقدمها لنا كتاب نظرية الرجل المجنون الذى يشرح سر تصرفات ترامب الغريبة، إذ يُصوِّر غلاف الكتاب الجديد لكبير مراسلى شؤون الأمن القومى لدى شبكة CNN الأمريكية جيم سكيوتو، "The Madman Theory" (نظرية الرجل المجنون)، الرئيس دونالد ترامب وهو معصوب العينين ويمسك بمضرب، ويتخذ وضع الاستعداد لضرب نموذج للكرة الأرضية (العالم)، كان عمل سكيوتو السابق،"The Shadow War" (حرب الظل)، قد بحث فى التهديدات التى تُشكِّلها روسيا والصين على الولايات المتحدة، وقد حوَّل الرجل الآن اهتمامه للنظر فى إسهام أمريكا فى عدم الاستقرار العالمي.
جنون الإعلام
يصور الكتاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مهووساً بالمؤسسات الإعلامية يقيم ولاء موظفيه على أساس مستوى دفاعهم عنه فى القنوات التليفزيونية، وعنوانه "جنون الإعلام: دونالد ترامب، الصحافة، والحرب على الحقيقة" Media Madness: Donald Trump, the Press, and the War Over the Truth.
الكتاب الجديد للناقد الإعلامى على شبكة "فوكس نيوز"، هوارد كرتز، وحصلت صحيفة "الجارديان" البريطانية على نسخة من الكتاب المرتقب، وأفادت أنه يتطرق إلى هوس ترامب بالمؤسسات الإعلامية، إلى درجة مهاتفة صهره، جاريد كوشنر، كل صباح، ليسأله عن جديد ما نُشر فى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
كما اعتبر المؤلف أن حساسية ترامب إزاء الإعلام الأمريكى غير مسبوقة فى تاريخ الرئاسة الأمريكية، وكتب "فى مرات عدة، حين يشاهد ترامب ضيوفاً يدافعون عنه بشراسة على التلفزيون، يطلب من سكرتيره الصحافي، شون سبيسر، مهاتفتهم وإخبارهم أن الرئيس يقدّر ما فعلوه. أما حين يتابع تقريراً ينتقده، فيلجأ إلى (تويتر) لتدمير البرنامج أو الشبكة المعنية".