أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة أن نجاح التصدى لمنظومة السحابة السوداء، هى قصة نجاح الدولة ككل، وبفضل توجيهات رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى واعتماده للمنظومة خلال شهر يونيو الماضى، وثمنت الجهد المتواصل الذى بذلته جميع الجهات المشاركة بالمنظومة رغم الظروف الاستثنائية التى يمر بها العالم فى مواجهة آثار فيروس كورونا المستجد، مضيفة الى تحويل هذا التحدى الكبير إلى فرصة اقتصادية، وتحويل الملوِث إلى منتج اقتصادى يدر عائدا مادى، بدلا من تحوله لأدخنة تلوث الهواء.
جاء ذلك جاء ذلك خلال كلمتها باحتفالية وزارة البيئة لعرض جهود ونتائج مكافحة نوبات تلوث الهواء الحادة 2020 والمعروفة إعلاميا "بالسحابة السوداء" بحضور اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، والدكتورة إيناس أبو طالب رئيس جهاز شئون البيئة، والدكتور أحمد فاروق رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات، واللواء بهى زغلول رئيس شرطة المسطحات المائية ومسئولى عدد من الجهات المعنية وقيادات وخبراء وزارة البيئة، وذلك بالمركز البيئى الثقافى التعليمى ( بيت القاهرة)، حيث تضمنت الاحتفالية عرض فيلماً تسجيلياً عن مجهودات الوزارة لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة لعام 2020.
وأشارت فؤاد، إلى أنه بالوعى وتقديم الدعم الفنى للأهالى والمزارعين فارتفعت نسبة التجميع الكلية للقش إلى 99٪، تمثل تجميعات الأهالى منها 73٪، والتى تمت دون تقديم دعم مادى من الحكومة للمزارع ، واستطاع المزارع تحويل قش الأرز إلى سلعة ذات قيمة وحرص المزارعون على جمع القش وكبسه وتدويره بدلا من حرقه ، وانخفاض عدد محاضر حرق قش الأرز إلى 540 محضر هذا العام، وانخفضت نسبة عدد الشكاوى هذا العام الى 287 شكوى والتى التعامل معها وإزالتها فى الحال.
وتابعت فؤاد لم يكن الحد من حرق قش الأرز هو المحور الوحيد للسيطرة على السحابة السوداء، فى السيطرة على عوادم المركبات تمثل محورا هاما أيضا، حيث تم تكثيف حملات فحص عوادم المركبات خلال منظومة مواجهة السحابة السوداء للتقليل قدر الإمكان من الانبعاثات الملوثة، فتم تنفيذ 250 حملة لفحص عوادم السيارات، تضمنت فحص أكثر من 17 ألف مركبة، جاءت نسبة السيارات المخالفة 19٪، بالإضافة إلى فحص أكثر من 2300 أتوبيس نقل عام، وايضا السيطرة بشكل يومى على المقالب العشوائية.
كما قامت فرق التفتيش بوزارة البيئة بالتفتيش على 6379 منشأة صناعية صغيرة ومتوسطة، وبالتعاون مع هيئة التنمية الصناعية تم التفتيش على المنشآت الصناعية الكبرى وأسفرت الحملات عن وجود 91 منشأة بها مخالفات، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها.
وأضافت فؤاد بأنه خلال تلك الفترة كان هناك ثبات لملوثات الهواء لمدة 77 ساعة وكان هناك شفافية فى تعريف المواطن بحالة الجو من خلال مواقع التوصل الاجتماعى والموقع الرسمى لوزارة البيئة.
وأوضحت فؤاد، أن استمرار نجاحنا فى السيطرة على السحابة السوداء أدى إلى تجنب انتشار 225الف طن من ملوثات فى الهواء، وأدى أيضا الى نجاح جهود الحكومة المصرية فى المواجهة إلى خفض التكلفة المجتمعية المخاطر الصحية، بما يقدر بحوالى 2.24 مليار جنيه، لافته ان تلك المنظومة سيتم تطبيقها على الاستفادة من مخلفات النيل والأشجار والمخلفات الزراعية بشكل عام.
ومن جانبه اكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن موسم جمع قش الأرز هذا العام، يعد نموذجاً متميزاً للتكامل الحكومى والتعاون المثمر والبناء بين أجهزة الدولة المختلفة بإتباع منهج متكامل وتشاركى يضمن دمج البعد البيئى مع الاقتصادى من خلال منظومة جمع وتدوير قش الارز.
وأشار القصير، إلى أن تلك المنظومة ساهمت فى زيادة الوعى البيئى لدى المزارعين، بالحد من التأثيرات السلبية للسحابة السوداء، بما يساهم فى الحفاظ على صحة المواطنين، لافتا إلى أنه من الناحية الاقتصادية، ساهمت فى خلق فرص عمل جديدة خاصة فى المناطق الريفية، لصغار المزارعين، والمؤسسات الأهلية، حيث حققت عائد إضافى لمزارعى الأرز، بما ساهم فى زيادة دخله.
وأوضح وزير الزراعة، أن هناك استراتيجية متكاملة فى إطار التعاون بين وزارة الزراعة ووزارة البيئة والمؤسسات المعنية، لتعظيم الاستفادة من كافة المخلفات الزراعية والنباتية والحيوانية والسمكية أو مخلفات التصنيع الزراعى على مستوى القرى، واعادة تدويرها، لخلق قيمة مضافة، وزيادة العائد للمزارع والمربي، وتحسين دخولهم، فضلا عن المساهمة فى الحفاظ على البيئة، وتحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف القصير، أن تدوير هذه المخلفات سينتج عنه زيادة كميات الأسمدة العضوية، وانتاج أعلاف غير تقليدية، فضلا عن بعض المنتجات الثانوية، كذلك تحسين المحيط البيئى والصحى فى المناطق الريفية، وخلق فرص عمل جديدة غير تقليدية للشباب فى المناطق الريفية.
ومن جانبه أكد اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، أن الوزارة قامت بالتنسيق المستمر مع وزارة البيئة وعدد من الوزارات والجهات المعنية لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحاد بالمحافظات، وقال شعراوى، إنه تم تكليف محافظو القاهرة الكبرى والغربية وكفر الشيخ والبحيرة والشرقية والدقهلية بتنفيذ مجموعة من الاجراءات والتوصيات والتى ساهمت فى نجاح جهود الدولة لمواجهة السحابة السوداء خلال الموسم الحالي.
وأضاف اللواء محمود شعراوى، أنه من بين الإجراءات التى تم تنفيذها بالمحافظات قيام الوحدات المحلية ومديرية الزراعة بمنع عملية حرق قش الأرز والحرق المكشوف بكافة انواعه لتعظيم القيمة المضافة للمزارعين الأمر الذى عزز جهود فرق العمل.
وأوضح الوزير، أنه تم تشكيل مجموعات عمل بالتنسيق مع شرطة الحماية المدنية بالتعاون مع إدارات شئون البيئة بالمحافظات للمرور والتفتيش المفاجئ على المنشآت الصناعية الملوثة بنطاق كل وحدة محلية، مضيفاً أنه تم إيقاف عمل الصناعات المتوسطة والصغيرة ( مكامير الفحم الغير مطورة – مسابك – فواخير ) و متابعة غلق المسابك التى تعمل بأفران الفحم أو السولار أو المازوت من الساعة الخامسة مساءا وحتى الساعة السابعة صباحاً وتحرير المحاضر للمخالفين ونتيجة لهذه المجهودات المكثفة تراجع عدد المخالفات هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.
وأكد اللواء محمود شعراوى، أنه تم السيطرة على المقالب العمومية والموسمية والعمل على إغلاقها بالكامل وإيقاف أى حرق مكشوف للمخلفات خاصة حول القاهرة الكبرى والمحافظات ورفع المتولد اليومى من محطات المناولة بالإضافة لرفع المتولد أسفل الطريق الدائرى، مشيراً الى ان ذلك ساهم فى رفع كميات من المخلفات فى المحافظات المصرية فى تلك الفترة يقدر بحوالى 6 مليون طن مخلفات وهو الأمر الذى انعكس إيجابا على جودة الهواء فى المحافظات والتى كانت تؤرق المواطن من قبل.
وقال شعراوى، أن مبادرة " صوتك مسموع" بالوزارة تلقت شكاوى واستفسارات المواطنين والانتقال الفورى لاتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الحماية المدنية والفرع الإقليمى لجهاز شئون البيئة وكذا التنسيق والمتابعة الدورية مع فرق عمل وزارتى الرى والنقل لإزالة نواتج تطهير الترع والمصارف، لمنع تراكم المخلفات داخل حرم الطرق العمومية.
وشدد شعراوى، على أن هناك تنسيق بين الوزارات فيما يخص شكاوى المواطنين فى هذا الملف المهم لتحقيق الرضا التام المواطنين سواء المزارعين أو الذين يتأثروا من نتائج السحابة السوداء.
وأشار وزير التنمية المحلية، إلى المتابعة والتفتيش على مركبات هيئة النقل العام بالقاهرة الكبرى وكذا المحافظات بالمراجعة مع أجهزة الرصد البيئى على مدار أيام النوبات الأمر الذى أدى إلى النجاح فى الوصول إلى معدلات إصحاح بيئى أفضل من الأعوام السابقة.
وأوضح وزير التنمية المحلية، أن هناك تعاون بين عدد كبير من الوزارات وذلك فى إطار اجتماع اللجنة المشكلة من ممثلى الجهات المعنية (التنمية المحلية -البيئة - الزراعة – الموارد المائية والرى - الداخلية – الصناعة والتجارة – النقل -الكهرباء والطاقة – الاسكان -الاعلام- الصحة) والتى تضمنت إعداد الخطة التفصيلية لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحاد (السحابة السوداء) خلال الفترة من 15 سبتمبر 2020 وحتى 15 نوفمبر 2020.
وقال اللواء محمود شعراوى، إن هناك 6 محاور رئيسة تم اعتمادها من مجلس الوزراء فى هذا الملف متمثلة فى منظومة لجمع وتدوير قش الأرز، والحد من عوادم المركبات، والتحكم فى انبعاثات المنشآت الصناعية، والسيطرة على الحرق المكشوف للمخلفات البلدية، مع برامج التوعية والتدريب، والإعلام، والمتابعة والرصد من خلال غرف العمليات المركزية
وأكد شعراوى، على التعاون المثمر بين وزارات الدولة المصرية على أرض المحافظات وصولاً إلى تحسين جودة الحياة للمواطن المصرى وتعظيم عوائد التنمية بما يعود بالنفع والرخاء على الجيل الحالى ويحفظ حقوق الأجيال القادمة فى الثروات والموارد الطبيعية.
وقال وزير التنمية المحلية، أن فكرة التنمية بوجه عام ترتبط بتفعيل كل قدرات المجتمع والدولة وتشغيل كل مواردها المعطلة لضمان مستوى معيشى أفضل، مضيفاً أن برامج الإسراع بالتنمية فى المحافظات التى تتبناها وزارة التنمية المحلية تهدف ضمن ما تهدف إلى إيجاد خطة تتسم بالاستدامة فى قرى ومحافظات مصر من خلال التنسيق الكامل مع وزارات الدولة المعنية.
وأكد شعراوى، على متابعة القيادة السياسية لهذا الملف الحيوى والهام لتحقيق النتائج المرجوة فى التوقيتات الزمنية المحددة.
فى الختام وجهت وزيرة البيئة الشكر للمزارعين والعاملين بالإرشاد الزراعى وجهاز شئون البيئة والفروع الإقليمية وجهاز المخلفات مؤكدة على ان التكامل بين الحكومة والمواطن والمجتمع المدنى هو اساس نجاح المنظومة، مشيرة الى انه سيتم إطلاق استراتيجية التعامل مع المخلفات الزراعية قريبا للتعامل مع مختلف المخلفات الزراعية من جريد النخل وسفير القصب وغيرها من المخلفات بنفس النهج.