(السوشيال ميديا ما بين التزييف و التغييب)
أتحدث بمقال اليوم عن أحدث وأسرع وسائل تشكيل الوعي الغير مباشرة وهي
( وسائل التواصل الاجتماعي ).
و كما نعلم أن الوعي السليم بالأشياء يؤثر تأثيراً إيجابياً بالسلوك و ينعكس علي مستويات الأداء فترتقي مما يؤدي بدوره لارتقاء المجتمع بشكل عام .
ولكن :
كيف نرفع درجات الوعي لدي الناس علي اختلاف مستوياتهم التعليمية و فئاتهم العمرية و طبقاتهم الإجتماعية ؟
لن يتأتي ذلك إلا من خلال وضع برامج محددة تحتوي علي رسائل موجهة سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة تستهدف كل قطاعات المواطنين حسب مستوياتهم الإجتماعية و العلمية و فئاتهم العمرية لتخاطب كل قطاع باللغة التي تناسبه و التي يستطيع ببساطة فهمها و استيعابها ، بهدف رفع درجات وعيهم علي كافة المستويات ،
كي لا يقع هؤلاء فريسة سهلة لتوجيهات العالم الوهمي المسمي بالسوشيال ميديا ، و الذي يتلاعب به المتلاعبون كما يحلو لهم لشحن و توجيه و تسميم أفكار جماهير المستخدمين وفقاً لخطط بعينها قد تصل أصولها لما هو أبعد كثيراً من حدود تصوراتنا إن تتبعنا خيوطها .
(فالسوشيال ميديا) :
تعد أحد أهم مصادر تشكيل الوعي الغير مباشر
و هي دون منافس الوسيلة الإلكترونية الأسهل و الأسرع و الأكثر انتشاراً و التي تعد بالفعل أحد آفات الحداثة ،
فعلي الرغم من أهميتها الكبيرة بإحداث عمليات التواصل و سرعة نشر المعلومات و سهولة تداولها ،
إلا أنها قد تكون الأسهل و الأسرع بتدمير المجتمعات و الدول إذا أسئ استخدامها و تم توجيهها لأغراض خبيثة كنشر الشائعات و تأليب المواطنين و إحداث الفتن و شق صف المجتمع ،
ناهيك عن الإنترنت العميق الذي لا نراه كمستخدمين عاديين و الذي يتم توجيهه لفئات بعينها تعمل بشكل غير مشروع بتجارة محرمة كتجارة السلاح و الأعضاء البشرية و المخدرات و كذلك الإرهاب .
و هذا الجانب العميق السري الذي يسهل لهؤلاء و هؤلاء أعمالهم المشبوهه لا يخضع لأي نوع من أنواع السيطرة .
فهل ننتبه إلي شدة خطورة أحدث و أسهل و أسرع موارد تشكيل الوعي بالمجتمع و نعمل علي تقنين استخدامها و محاولة فرض المزيد من الرقابة و السيطرة عليها ؟
فإن كنا مضطرين لتقبل هذا المورد المستجد شديد التأثير بوعي المواطنين ، فعلينا أن نحسن استغلاله في تشكيل هذا الوعي بدلاً من تركه لأناس علي أحسن الإفتراضات و حسن النية غير مؤهلين لبث المادة التي يتلقاها ملايين الناس و التي غالباً ما تكون مغلوطة ،
-و علي أسوء الإفتراضات ، فهناك جماعات خفية و ربما دولاً بعينها تعتمد تلك المنصات الرقمية كساحات للحرب المستترة علي دول أخري ، و التي تمت تسميتها بحروب الجيل الرابع .
لذا :
فعلينا التعامل معها بحكمة و استغلالها لبث محتويات مختلفة موجهة لكل قطاعات المستخدمين لتوعيتهم بكافة الأمور و تعريفهم بكافة الحقائق بشفافية لمواجهة ما يتجرعونه من هراء و أكاذيب و مادة فارغة من الفائدة ،
نهاية :
هل نحسن استغلال ما نمتلك من وسائل تأثير قوية لإعادة تشكيل الوعي علي أسس سليمة و معايير أخلاقية و خطابات دينية تتناسب و ما نطمح به من إصلاح ما أفسدته عقود من التدني و التراجع الشديد في كل شئ لننقذ أجيالاً من السقوط بفخ قد سقط به من سبقهم و نأخذ بأيدي من سقطوا بفعل سنوات من الغياب التام عن الوعي بمختلف موارده لعلنا ننقذ ما يمكن إنقاذه .
فلنتكاتف جميعاً كل بما يملك من وسائل تأثير بخطة شاملة هدفها الأوحد هو إعادة تشكيل الوعي علي أسس سليمة بما يليق و مصر التي نأمل بها .
وإلي لقاء جديد مع حروب الوعي و تأثيراتها ضد ضروري ضد ضروري
عدد الردود 0
بواسطة:
Saleeb magdy
الوعى
الوعى الحقيقى يبدا من الطفوله،،ويتلخص فى زرع الاحترام لدى الصغر لكل شىء،، احترام القانون،احترام الغير،احترام الوطن،احترام الشارع، احترام المدرسه بكل ما تحمله كلمه احترام من معانى وشكرا لكم