تمر اليوم الذكرى الـ780 على تمكن المغول من السيطرة على كييف، ولاحقا على الأراضى الروسية، وذلك فى 6 ديسمبر عام 1240م، ليكون المغول بذلك قد نجحوا فيما فشل فيه الجميع، حيث حاول من قبلهم الكثير، وفشل بعدهم الكثير أيضا مثل نابليون وهلتر.
الجيش الوحيد الذى استطاع أن يخضع الدب الروسى لسيطرته هو جيش التتار بقيادة باتو بن جاجى، وكان من أكبر قواد التتار مطلقاً، وقد قاد الحملات التترية شمال بحر قزوين فى سنة 634، فقمع القبائل التى تسكن فى نهر الفولجا الروسى، ثم زحف بعد ذلك على البلاد الروسية الواسعة، وبدأ هذا الزحف على روسيا فى سنة 635هـ، وقام بمذابح شنيعة فى روسيا ثم توجهت الجيوش التترية إلى أعظم مدن روسيا موسكو واجتاحوها ودمروها فى أيام معدودات، ثم سقطت بعد ذلك مدن يورييف وجاليش وبريسلاف وروستوف وغيرها إلى أن احتل التتار دولة روسيا بكاملها فى سنتين، من سنة 635 إلى 636م، لكن الوضع حينها كان أسهل من حيث تنظيم القبائل داخل روسيا، والحشود العسكرية.
وبحسب صحيفة التايمز البريطانية، يمثل تتار القرم الآن، وهم مسلمون، نحو 12 فى المئة من سكان شبه جزيرة القرم، ويبلغ عددهم نحو 243 ألف نسمة من عدد السكان البالغ مليونى نسمة فى الإقليم الذى انتزعته روسيا من أوكرانيا قبل 5 سنوات وضمته موسكو بعد استفتاء شعبي.
ويعد السكان من ذوى الأصول الروسية الذين تبلغ نسبتهم نحو 58 فى المئة أكبر عرقية تسكن الإقليم، وهو ما يفسر نتيجة التصويت لصالح الانضمام لروسيا. بينما يمثل السكان من الأوكرانيين فى الإقليم نحو 24 فى المئة، وذلك وفقا لآخر إحصاء سكانى أجرته أوكرانيا منذ عام 2001، وكان البرلمان الأوكرانى قد تبنى عام 2014 قرارا يعتبر تتار القرم هم السكان الأصليين لشبه جزيرة القرم، على أن تعمل أوكرانيا بموجب ذلك على تنميتهم فى المجالات العرقية والثقافية واللغوية بوصفهم مواطنين أوكرانيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة