ثارت حالة من الجدل بين خبراء حول حقيقة وجود نوع صغير من العنكبوت البنى الغازى فى المملكة المتحدة، له سمعة خطيرة في إذابة الجسد، حتى أصبحت هناك أدلة دامغة تشير إلى أن قصص عنكبوت الأرملة الكاذبة (Steatoda nobilis)، التى تسبب التهابات جلدية مروعة، لها أساس في الواقع.
وقيل إن موطن عنكبوت "الأرملة الكاذبة" يقع في المملكة المتحدة، منذ أن شوهدت على شواطئها في سبعينيات القرن التاسع عشر، وعلى الأرجح أنها قطعت رحلة من ماديرا وجزر الكنارى قبالة الساحل الإفريقى، وفقا لما نقلته شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية.
وفي العقود الأخيرة، اتسع نطاقها لتصل إلى أيرلندا، ونظرا لأنها تفضّل المنزل الدافئ بقدر ما نحب، فقد زادت المواجهات مع العناكب ذات الثمانية أرجل فقط، حيث أُجبر المزيد من الناس على البقاء في منازلهم في عام 2020 بسبب العزل الإجبارى فى المنازل إثر تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد، ويقول جون دنبار، عالم الحيوان في جامعة إيرلندا الوطنية (NUI) جالواى: "حوالي 10 أنواع من العناكب الشائعة في شمال غرب أوروبا لديها أنياب قوية بما يكفي لاختراق جلد الإنسان وإيصال السم، لكن واحدا منها فقط، وهو عنكبوت الأرملة الكاذبة الغازي، يعتبر ذا أهمية طبية".
وفي معظم الحالات، أسوأ ما يمكن أن تتوقعه من لدغة عنكبوت الأرملة الكاذبة، هو بضع ساعات من الألم حول موقع الحقن، وربما يوم أو يومين من تصلب المفاصل، ويمكن القول إننا لا نحتاج إلى القلق من السم بحد ذاته، حيث يقبع الخطر في البكتيريا الموجودة على الأنياب، وجمع فريق دنبار عينات من عناكب الأرملة الكاذبة، مع بعض العناكب المنزلية العملاقة (Amaurobius similis) وعناكب Eratigena atrica من الحدائق والممرات، ومُسحت أجسام العناكب بحثا عن البكتيريا، وجمع السم من الأرامل الكاذبة.
واستُخدم السم لاختبار الاقتراحات بأنه قد يساعد في الحفاظ على أنيابها معقمة بدرجة كافية لمنعها من تلقيح الضحايا بجرعة من الجراثيم أثناء لدغها، واتضح أنه لا يفعل ذلك، وكشف تحليل الحمض النووي الريبي عن مجموعة غنية من الميكروبات الموجودة على العناكب، وحُدد ما يقرب من اثني عشر جنسا في المجموع؛ من بين 22 نوعا بكتيريا عُثر عليها على الأرامل الكاذبة، كان 12 نوعا مُمرضا للإنسان.
ويقول عالم الأحياء المجهرية NUI Galway، نياز خان: "توضح دراستنا أن العناكب ليست سامة فحسب، بل إنها أيضا حاملة لبكتيريا خطرة قادرة على إحداث عدوى شديدة"، وأضاف خان: "يتمثل التهديد الأكبر في أن بعض هذه البكتيريا مقاومة للأدوية المتعددة، ما يجعل علاجها بالأدوية العادية أمرا صعبا"، ويعود الفضل جزئيا إلى اعتمادنا المفرط على المضادات الحيوية في كل من الطب والحفاظ على صحة الماشية.
ولا ينبغي أن تجعلنا معرفة أن لدغة العنكبوت يمكنها نقل البكتيريا الخارقة، نخشى العناكب - فهي خطر نواجهه بشكل متزايد من جوانب عديدة من الحياة، بعد كل شيء، إلى جانب ذلك، فإن فرص الإصابة بالعضة للغالبية العظمى من الناس ضئيلة، ناهيك عن الإصابة بعدوى مميتة، ولكن فهم احتمالية حدوث عدوى مقاومة للأدوية من خلال بضع ثقوب صغيرة، يمكن أن يساعد في إنقاذ الأرواح، ونُشر هذا البحث في التقارير العلمية Scientific Reports.