فى مختلف مناحى الحياة أناس قدموا الكثير لخدمة مجالاتهم وظلوا فى الظل داخل أوطانهم بينما ذاع صيتهم فى مختلف أرجاء العالم، من هؤلاء الشيخ عبد اللطيف حسن طلحة المعروف بـ"الشيخ عبد اللطيف من السنغال" وهو رجل كرمته السنغال بينما تجاهله الأزهر الشريف.
أنفق الشيخ عبد اللطيف جزءا كبيراً من أموال بعثته إلى السنغال للحفاظ على دور مصر والأزهر الشريف فى غرب إفريقيا بشهادة وزارة الخارجية المصرية، ووصفته صحيفة لوموند الفرنسية بأنه "بصمة لن تمحى من حياة السنغاليين"، كان ذلك عنونا لتقرير احتل نصف إحدى صفحاتها باعتباره مبعوث الأزهر إلى السنغال فى الفترة ما بين عامى 2013 و2016.
قالت الصحيفة الفرنسية، إن الشيخ عبد اللطيف أصبح حديث المجتمع السنغالى، وأنه أعلن صراحة من داخل فندق كنج فهد على شاطئ الأطلسى بأن جماعة بوكو حرام حركة إرهابية تعادى الله ورسوله، ويجب الوقوف فى موجهتها، وأن تصريحه هذا جاء فى معرض حديثه عن اختطاف الحركة الإرهابية ما يزيد على خمسمائة فتاة "وقد واجه عبد اللطيف كثيرا من التهديدات فيما بعد".
بدأ الشيخ عبد اللطيف مسيرته من عمله كمدرس بسيط فى أحد المعاهد الأزهرية بمحافظة كفر الشيخ ثم سافر للسنغال 2013 ضمن بعثة أزهرية ضمت 31 فرداً وبعد شهر واحد من وصوله العاصمة "داكار" أسند إليه العمل فى أكبر مركز إسلامى بإفريقيا وهو دار القرآن الكريم، وهذا المركز يضم الآلاف من الطلاب، وكان الشيخ عبد اللطيف حديث الساعة، لأن طلاب هذا المركز الإسلامى لم يتعودوا على إقامة الجمعة، وجاء الشيخ بكرسى خشبى جعله منبرا وصلى بهم الجمعة.
وفى الجمعة التالية جاء أحد المصلين بمنبر كتب عليه الأزهر الشريف ليقف عليه الشيخ، ونقل التليفزيون السنغالى صلاة الجمعة مباشرة ثم استضافه بعدها بأحد برامجه الدائمة.
طلب وزير التربية والتعليم السنغالى من الشيخ عبد اللطيف كتابة مناهج السنغال، وعندما عرض الشيخ الأمر على السفير المصرى وافق واجتمعا سويا مع الوزير السنغالى الذى أعلن أنه وضع ثقته وثقة الشعب فى الشيخ عبد اللطيف لما يتمتع به من حب ومصداقية وعلم بين السنغاليين ليكتب المناهج، ووافقت وزارة الخارجية المصرية والأزهر الشريف على أن يقوم الشيخ بهذا العمل الجبار الذى يحتاج تواصلا مع جامعة الأزهر بالقاهرة، فكان الشيخ يكتب المادة العلمية ويرسلها بريديا إلى أبنائه الذين يتوجهون بها إلى جامعة الأزهر للمراجعة ثم يعيدون إرسالها إليه فى السنغال.
وبعدما نالت كتب الشيخ إعجاب القائمين على وزارة التربية والتعليم السنغالية طلب منه الوزير أن يكون مستشاره لتطوير التعليم، خاصة وأن رئيس السنغال اعترف بالتعليم الإسلامى العربى فى 2014.
ثلاثة أعمال مرهقة إذا قام بها الشيخ بناء على نصيحة السفير المصرى وهى كتابة المناهج الإسلامية، والعمل مستشارا لوزير التربية، والتدريس فى المركز الإسلامى وهى الأعمال التى عكست دور مصر وتاريخها، وبذل فيها الشيخ جهدا كبيراً بل وأنفق أموالا تخصه حيث كان يُمول هذا المهام من ماله الخاص.
مثّل الشيخ عبد اللطيف حسن طلحة مصر رسمياً فى ثلاثة مؤتمرات لمواجهة الإرهاب منها المؤتمر الذى أقيم برعاية رئيس الجمهورية السنغالى محمد مكى سال ورابطة العالم الإسلامى خلال شهر مارس 2016 ويومها حمله المحبون على الأعناق فى مشهد عجزت الكلمات عن وصفه، وأعاد التليفزيون السنغالى بث كلمته أكثر من مرة نظراً للتصفيق الحاد والإعجاب الذى ناله الشيخ.
وعندما حانت لحظة رحيل الشيخ عبد اللطيف من السنغال إلى مصر كرمته كثير من الجهات الرسمية السنغالية وودعه كثيرون بالمطار.
ورغم كل هذا العطاء المشرف لم توجه له مؤسسة الأزهر الشريف كلمة شكر واحدة رغم صلابة ووضوح موقفه من التنظيمات الإرهابية وتمثيله المشرف للوطن بإفريقيا والعالم، ويبقى السؤال: هل يأتى اليوم الذى ينال فيه الرجل حقه فى التكريم بمصر الأزهر؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة