العديد من المشاهد شهدتها الجلسة العامة لمجلس النواب اليوم الثلاثاء، فرغم كونها جلسة مُخصصة لمناقشة أدوات رقابية لوزير الزراعة السيد القصير، لكنها لم تخلو من مواقف مختلفة بعضها تعلق بالتقاليد والأعراف البرلمانية التي يخالفها بعض النواب وسط تحذيرات من رئيس البرلمان الدكتور علي عبد العال منها، وبعضها يتعلق بتعامل أحد الموظفين بالحكومة مع أعضاء المجلس.
المشهد الأول، ليس مختلف عن الأمس القريب، حيث تسببت عدم الإنضباط البرلماني داخل القاعة والإلتزام بالقواعد استياء رئيس مجلس النواب لاسيما مع استقبال شرفات المجلس وفد برلماني فرنسي، الأمر الذي دفع رئيس البرلمان لتوجيه عدد من الرسائل للنواب بعضها حمل لوماً والأخر عتاب وامتد ليعدد الكثير من المخالفات للأعراف والتقاليد البرلمانية التي يمارسها البعض.
وبدأ الدكتور علي عبد العال، بتأكيده أن بعض سلوك النواب محل نقد، لافتاً إلي مقال كتبه صحفي محترم ذو ثقل عن هذا السلوك الذي يؤثر علي أداء مجلس النواب، وحمل رئيس البرلمان المسئولية، قائلاً:" نعم رئيس المجلس لدية اللائحة وهناك أيضا التقاليد، لكن لا تقاليد تنفع ولا لائحة تشفع إلا إذا كانت هناك إرادة حقيقية من النواب في الإلتزام".
وذكر عبد العال بعض الممارسات البرلمانية المخالفة للتقاليد والأعراف ومنها "السلام" و"الأحضان"، مضيفاً: "هي أمر غير موجود إلا لدينا، وغير مألوف في المجالس النيابية، كذلك الحديث مع الوزراء داخل القاعة والسلام عليهم ممنوع".
وأشار عبد العال إلى قدرته علي استعمال اللائحة وتطبيقها، مشيراً إلى أنه يعلم جيداً ما يدور داخل المجلس والقاعة ومن يعتقد أنني لا أعلم فإنه علي خطأ كبير، قائلاً:" اللي بيعتقد أنه عمل تصرف ما، أو وشي وشاية لعضو وموصلتنيش ..لأ بقوله أنها بتوصل.. أنا أفهم جيدا في لغة تحريك الشفاه دون أن استمع إلي صاحبها، الحمد لله عملت في الكثير من الوظائف ولدي خبرة، فمن يحرض أو يتكلم أو يُسوق لأخبار ما غير حقيقية، كل ذلك لا ينفع ولا يشفع".
وشدد على عبد العال، ضرورة تحقيق الإنضباط داخل القاعة وضبط السلوكيات، لافتاً إلى حديث أحد النواب بطريقة غير لائقة مع مدير مكتب رئيس البرلمان.
ووجه عبد العال، حديثه إلي النواب" تخيلوا أن المعتذر عن الجلسة نائب واحد فقط، هناك أمور لا أريد التحدث فيها من منصة البرلمان، لكن كونوا علي ثقة أنني أعلم بكل شاردة وواردة تدور في البرلمان".
المشهد الثاني، يتعلق أيضا بقواعد وإلتزامات برلمانية لكنها هذه المرة مع ضوابط وجود الحكومة داخل القاعة العامة الرئيسية، حيث قال وجه رئيس النواب، أحد مساعدي الوزير بعدم حديثة داخل القاعة.
اما المشهد الثالث، تجلي فيما كشفت عنه الجلسة العامة الصباحية المنعقدة اليوم لمجلس النواب، عن شكوى جديدة للنواب من بعض أفراد الحكومة، حيث أبدى الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، استياءه من تعامل موظف بمكتب أحد الوزراء مع نائب برلمانى، مشيرًا إلى أن أحد النواب حضر إليه اليوم يشكو من عدم مقابلة الوزير له، بل وأن موظف المكتب وجه له كلمه أرفض أن اشير إليها، وجاء إلى النائب غاضبا.
وقال عبد العال، " لقد طلبت الرد رسميا من الوزير بشأن هذا الموظف، وإذا لم يأتى الرد حتى صباح الغد، فأن القضية ستثار فى الجلسة العامة، وإذا صدق ما قاله الموظف للنائب فلى وقفه لا يمكن الرجوع فيها فى هذا الموضوع".
من جانبه نوه النائب فتحى قنديل، عضو مجلس النواب، خلال الجلسة إلى أنه صاحب الواقعة، وأن موظف مكتب وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، قال له " لا أنت ولا المجلس بتاعك يقدروا يشلونى من مكاني".
وفى سياق متصل، قال رئيس مجلس النواب، تعقيبًا على النائب هانى أباظة، " بتقول بقالك 4 سنين محدش سمعك، لو كان هذه المجلس على قلب رجل واحد كان الناس سمعت، لكن للأسف".
المشهد الثالث يقودنا للرابع، حيث وضع رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، النواب أمام مسئوليتهم لاسيما مع شكواهم المتعددة من عدم استجابة الوزراء لهم، ودعا أعضاء البرلمان إلى استخدام أدواتهم الرقابية التي منحها لهم الدستور، وممارسة مهام النائب الصحيحة وأن يدركوا أنهم ممثلون عن الشعب كله، حتى لا تتكرر مواقف بعض الوزارات مع النواب، وآخرهم ما حدث في إحدى الوزارات مع نائب صباح اليوم، وما قاله أحد موظفي الوزارة للنائب.
وعقب الدكتور على عبد العال، للنواب، علي حديث أحد النواب عن أنهم تقدموا بطلبات كثيرة ولم يتحقق شيء، قائلا: "النصوص واضحة في الدستور..الاستجواب وسحب الثقة من الوزير، للأسف بعض المسئولين والوزراء مش قابلين إن النواب لا يسألوهم ولا يقدموا طلبات إحاطة ولا يستجوبوهم..والسبب المجلس..لا تلوموا إلا أنفسكم، النائب نائب، وكلمة نائب يعنى ممثل عن أمة، في المجلس هنا تنفصل عن الدائرة، الكل هنا يمثل 104 مليون مواطن".
وتابع رئيس البرلمان: "الجلسة تفتح وبقوة الدستور..باسم الله باسم الشعب، وأى قانون يصدر باسم الشعب.. صدقنا على هذا القانون وأصدرناه، كن ثابتا فأنت نائب، حقق الضمير، وأرضى الله وأرضى هذا الشعب اللى كلكم ذاهبين ليه بعد كام شهر، لكن للأسف بتتنسى كلمة شعب في كثير من الموضوعات، لا تنسى أن عليك رقيب هو الشعب، إذا خدعت الشعب مرة لن تخدعه مرة أخرى، متلوموش غير أنفسكم".
واستطرد "عبد العال": "ليه الموقف اللى حصل اليوم في إحدى الوزارات، لكن لو كنت نائب صح مكنش ينفع، فالنائب نائب، وكرامة النائب فوق كل اعتبار".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة