صنعت الشاعرة الأمريكية الراحلة سيلفيا بلاث (1932- 1963) من نفسها أسطورة ليس بسبب كتابتها لكن بسبب موتها، ففى مثل هذا اليوم قررت أن تضع رأسها فى فرن الغاز وتعلن نهاية حياتها، لكننا اليوم لن نتذكر موتها بل سنتذكر حياتها، وبالتحديد ما منحته للعالم من حياة أبناءها فريدا ونيكولاس.
ونذكر ذلك من خلال يومياتها التى صدرت ترجمتها إلى اللغة العربية عام 2018، ترجمة عباس المفرجى، عن دار المدى، وتقول فيها:
17 يناير 1962
فى اليوم الذى ولد فيه نيكولاس، استيقظت فى الصباح على آلام مخاض. اتصلت بالممرضة دى. كما طلبت هي، لكن على نحو اعتذارى – لم يبد المخاض أنه شيء كبير- جاءت مبكرة رسمت علامة x على بطنى فى الموضع الذى سمعت نبض قلب الطفل.
قالت إنها ستكون فى البيت طيلة الظهيرة، شعرت بنفسى هادئة جدا، ومفعمة بآمال فرحة، لكن مندهشة أن مجريات الولادة وترتيب الأشياء كانت مختلفة عن ولادتى لفريدا حين جاءنى الطلق وأيقظنى فى الساعة الواحدة صباحا يوم الأول من أبريل بسب تمزق الأغشية فجأة، وجاءت آلام المخاض كل خمس دقائق فى ساعة واحدة، وولدت الطفلة الساعة 5 و45 دقيقة عن شروق الشمس.
أربع ساعات وخمس وأربعون دقيقة لا أكثرولا أقل، والآن واظبت آلام المخاض طيلة اليوم كل نصف ساعة أو ما يقارب، تتلاشى وتظهر. جلست على كرسى بلا ظهر أنتظرآملة للشيء الحقيقى أن يبدأ. ذهبت حضر كعكة، لكن حالما نامت فريدا، بدأت التشنجات بشكل جدي. انتظرت ساعتين كان خلالهما الإيقاع ثابتا والآلام قوية حقا بما يكفى للاعتقاد بأنى بحاجة إلى غاز التخدير والممرضة.
وصلت الممرضة دى حوالى التاسعة ليلا. سمعت سيارتها الصغيرة تدخل الفناء وساعدا "تد" فى حمل العدة الثقيلة. قامت فى الحال بنصب أسطوانة الغاز على كرسى بحذاء السرير، صندوق أسود يشبه حقيبة مع أسطوانة غاز حمراء وأنبوب وكمامة أرتنى كيف أستعملها بالضغط عليها بإصبعى والتنفس عندما تأتينى آلام المخاض.
ارتدت ى مئزرا أبيض وعصابة رأس بيضاء وجلست على يمين السرير، وجلس تد على اليسار، ووضعت أنا الكمامة وبدأنا ندردش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة