بينما يتنافس العلماء على تتبع المسارات التي قد يتخذها فيروس كورونا، والعمل على إيجاد لقاح مناسب، طرحت صحيفة " الجارديان" البريطانية تساؤل حول إمكانية تغيرالفيروس في ظل عدم اكتشاف علاج له حتى الآن.
في غضون شهرواحد فقط، انتشر تفشي فيروس كورونا من عدد قليل من الحالات إلى أكثرمن 40.000 حالة، ووصل إلى 4 قارات ودفع معركة شاملة لوقف انتشارالفيروس في جميع أنحاء الصين وخارجها، وبما أن الموجودين في ووهان يواجهون نقصًا في أسرة المستشفيات والإمدادات التي تم تشبيهها بـ "ظروف الحرب"، يحاول الخبراء والعلماء تتبع المسارات المحتملة التي قد يتخذها الفيروس.
هل يمكن احتواءها؟
يعتقد العديد من الخبراء أن فرص تلاشى فيروس كورونا 2019-nCoV ضئيلة بشكل متزايد مقارنا بسارس، الصعوبات تظهر من بداية تفشي المرض، حسب ديفيد هيمان ، أستاذ علم وبائيات الأمراض المعدية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM)، فسارس ظهر في شخص أو اثنين" ، إلا إن إصابات كورونا كانت كبيرة في البداية.
على الرغم أن الاختلاف في أعداد الحالات الأولية، تضاعف أعداد الإصابات كل 5 أيام مما قد يعيق جهود الاحتواء لعدة أسابيع.
ومن السابق لأوانه حساب مدى فعالية الحجر الصحي في احتواء الانتشار، ولكن اعتبر البعض انخفاضًا طفيفًا في عدد الحالات العالمية خلال الأيام القليلة الماضية سبب للتفاؤل، رغم أن هذا قد يعكس أيضًا صعوبات في تسجيل الحالات.
تسبب انتشار الفيروس بين أشخاص لم يسافروا إلى الصين إلى إعلان وزير الصحة البريطاني أن الفيروس "تهديد خطير ووشيك على الصحة العامة" بعد تشخيص حالات جديدة في بريطانيا.
معدل انتشار كورونا
هل سيتراجع الفيروس في الربيع
بعض الفيروسات التاجية تكون موسمية، لذا من الممكن أن يبدأ عدد الحالات في التراجع مع حلول فصل الربيع، ولكن إذا كان الفيروس منتشرًا بالفعل في تلك المرحلة، فإن هذا لا يعني بالضرورة أنه قد يختفى تمامًا مثل الأنفلونزا، فيمكن لفيروس كورونا أن يعود مرة أخرى في فصل الشتاء المقبل ، وفي تلك المرحلة سيعتبر مرضًا بشريًا مستوطنًا.
يوجد بالفعل 4 فيروسات كورونية متداولة (فهي تسبب حوالي ربع نزلات البرد الشائعة) التي أدت في الأصل إلى قفزة بشرية للفيروسات من الثعابين والخفافيش وغيرها من الحيوانات.
هل يمكن أن يتحور الفيروس؟
تشير الاختبارات التي أجريت حتى الآن إلى أن الفيروس التاجي مستقر نسبيًا ولكن مع انتقاله من إنسان إلى إنسان، سيصبح الفيروس أكثر تكيفًا كمرض بشري.
الفيروسات التاجية لا تخضع لنفس النوع من خلط الجينوم الذي يؤدي إلى تنوع مستمر من سلالات الإنفلونزا المتداولة، وهذا يعني أنه يجب إنشاء لقاحات جديدة مثل لقاح للإنفلونزا كل عام، ولكن يتوقع العلماء ألا يتطور الفيروس التاجي بسرعة، لذا بمجرد أن يتواجد اللقاح، يجب أن يواصل العلماء العمل على تطويره في المستقبل.
متى يكون اللقاح جاهزًا؟
تتسابق الفرق في جميع أنحاء العالم لإنتاج لقاح ، مع اختبار بعض مرشحي اللقاح بالفعل في الحيوانات، بعد أسابيع فقط من إطلاق تسلسل الحمض النووي التاجي.
ولكن قليل من الناس غير متأكدين أن اللقاح سيكون جاهز للاختبارات البشرية بحلول الصيف، حيث ستستغرق بلا شك عدة أشهر للتأكد من أن اللقاح آمن وهل يتم رصد آثار جانبية نادرة له، ومن المتوقع أن يكون اللقاح متوفر تجاريا في غضون عام.