صدرت رواية الشراع والعاصفة للكاتب العربى الكبير حنا مينة فى عام 1993، وعرفت طريقها إلى الترجمة الروسية بواسطة فلاديمير شاجال، وتحولت إلى فيلم كتب السيناريو وأخرجه للسينما المخرج غسان شميط في عام 2013.
رواية "الشراع والعاصفة" تحكى عن مدينة سورية ساحلية أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث صور فيها الكاتب أثر الحرب وما تركته من عواصف فى بلاد يحتلها الفرنسيون وأبرز التناقضات التى كانت تفترس مجتمعا غير متجانس، لكنها أولاً قصة رجال البحر قصة الانتصار على الطبيعة القاسية قصة الإرادة البشرية والمغامرة.
وعن الرواية كتب "رائد الحوارى" في الحوار المتمدن يقول: "وما يحسب لهذا الروائي أنه لم يقدم الشخصيات السلبية بطريقة مبسطة وساذجة، بل وجدناه يقدمها بشكل موضوعي، فهو شخصيات متنفذة ولها قدراتها على العمل وتجاوز الصعاب، وهذا ما يمكنها من بقائها مسيطرة ومهيمنة على الآخرين، فهي تحسب كل صغيرة وكبيرة وبعين العقل وبعيدا عن الانفعال والعصبية ورداد الفعل".
رواية "حنا مينة" فيها الكثير من الأمثال الشعبية، وهذا الأمر يشير إلى ارتباط الكاتب بالمجهور، فهو يكتب له وعنه، وهذه الامثال تجعل القارئ قريبا من النص، ونجد أيضا الحكم التي تمثل رؤية الكاتب عن الحياة والواقع.
فيلم الشراع والعاصفة
وما يحسب له وضع نصوص دينية إسلامية تمثل ثقافة المجتمع الذي يكتب له، وكأنه يقول لنا هذا هو مجتمعنا، فنجد "الطروسى" بطل الرواية يتحدث من مفهوم الرجل المؤمن، وحتى أننا نجد بعض الآيات القرآنية والأفكار الدينية ينطق بها، وكأنه بهذا يريدنا الكاتب أن نتأكد بواقعية البطل والأشخاص الذين يتحدث عنهم، فهم منا وفينا، وهم أرضيون وليس كائنات سماوية أو فضائية، وهذا ما يجعلنا نتقبلهم ونتأثر بهم.